قرر طاقم صحيفة "أخبار اليوم" المغربية الدخول في إضراب عن العمل لمدة 24 ساعة، يوم غد الأربعاء، احتجاجاً على الأوضاع التي يعيشونها منذ أشهر جراء الأزمة التي تتخبط فيها الصحيفة بسبب عدم صرف أجورهم نتيجة صراعات إدارية ومالية باتت تشكل خطراً حقيقياً على حقوق ومكتسبات الصحافيين وبقية العاملين فيها.
وأعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، اليوم الثلاثاء، أنه "نظراً للظروف الاجتماعية التي يعيشها طاقم جريدة "أخبار اليوم"، الصادرة عن مؤسسة "ميديا 21"، جراء تماطل الإدارة في صرف أجورهم وحقوقهم الاجتماعية المنصوص عليها بموجب قانون الشغل والاتفاقية الجماعية، فقد تقرر خوض إضراب عن العمل لمدة 24 ساعة وذلك يوم غد الأربعاء".
وتأتي خطوة الإضراب عن العمل بعد يوم على تنظيم العاملين في الجريدة ندوة صحافية مساء أمس الاثنين، داخل مقر النقابة الوطنية للصحافة بالدار البيضاء، بهدف التعريف بمعاناتهم، والإعلان عن خطواتهم الاحتجاجية.
وطالب صحافيو "أخبار اليوم"، بضرورة صرف الأجور المتأخرة من دون مماطلة، والاستمرار في أداء أجور الشهور المقبلة في آجالها القانونية، فضلاً عن الوفاء بالتزامات صندوق الضمان الاجتماعي، وأداء العمولات المستحقة لفائدة موظفي القسم التجاري فورا أو وفق اتفاق يرضي الطرفين، وصرف حقوق المتعاونين المتراكمة منذ شهور، والعودة إلى طباعة الجريدة وفاء بالتزاماتها تجاه قرائها الأوفياء.
وقال العاملون في الجريدة إنهم"راسلوا الجهات المسؤولة، من بينها الحكومة والوزارة الوصية فضلا عن الإدارة، لكن دون جدوى"، مستنكرين رفض الحكومة المغربية صرف أجور العاملين بشركة "ميديا 21"، الشركة الأم للصحيفة، في إطار الدعم الاستثنائي الخاص بمواجهة تداعيات وباء كورونا، وامتناعها عن تقديم أسباب ومبررات إقصاء الجريدة عن الاستفادة من هذا الدعم.
وفي تعليق على الأوضاع داخل الجريدة، قال مدير نشرها، يونس مسكين، في تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أخبار اليوم" ضحية جشع أعمى، وتعطش للاستغلال والاستعباد، ومطامع مادية مغلفة بدوافع انتقامية مرضية، تعتبر العاملين في الجريدة مطالبين بتقديم القرابين والأعطيات لمن يعتبرون أنفسهم أولياء نعمتهم والماسكين بأرزاقهم.. "أخبار اليوم" لم تضعفها أزمة ولا نكبتها جائحة، ولا خنقها حصار، بل طعنت عمداً وعن سبق إصرار وتخطيط، ممن يفترض فيهم دعمها وحمايتها".
وتابع مسكين:" "أخبار اليوم" أرهقت بمطالب ورغبات شخصية، أنانية وحاقدة، وتكالبت عليها معاول من يرون فيها مجرد ضيعة عائلية رفض عبيدها أن يدفعوا الجزية من أجورهم وحقوقهم الدنيا. "أخبار اليوم" ضحية ميول مرضي للاتجار الحقيقي بالبشر، وإلا ما هو "التكييف" المناسب لتسخير إنسان في عمل استنزفه لشهور، ثم طرده بكل سادية"؟
وكان طاقم الجريدة قد دخل، في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في اعتصام داخل مقر المؤسسة للمطالبة بصرف حقوقه المادية، وذلك في فصل جديد من فصول ما تعيشه المؤسسة من احتقان منذ أشهر، جراء صراعات إدارية ومالية.
ومنذ اعتقال مؤسسها الصحافي، توفيق بوعشرين، عام 2018، تعيش "أخبار اليوم" على وقع أزمة مالية وصراعات بين أبرز صحافييها ومسؤوليها مع مالكيها من عائلته، مما يتركها وسط مصير مجهول. فيما زادت حالة الاحتقان جرّاء عدم حصول الصحافيين والعاملين على أجورهم منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وحديث عن عزم إدارة المؤسسة على تسريح عدد منهم، فضلاً عن تأخر الإفراج عن دعم وزارة الثقافة المخصص للمؤسسات الإعلامية.