تظاهر عشرات الصحافيين الفلسطينيين، اليوم الأحد، أمام مقر نقابة الصحافيين في مدينة غزة للمطالبة بوقف الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 و25 من شهر مايو/أيار الجاري على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط مقاطعة لكتل وأطر صحافية.
ورفع الصحافيون المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات وشعارات تطعن في سجل الكشوفات الخاصة بأعضاء النقابة، وتؤكد وجود أعضاء محسوبين على أفراد في الأجهزة الأمنية وبعض العمال داخل الأراضي المحتلة عام 1948، المحسوبين على حركة "فتح".
وردد الصحافيون شعارات تدعو لإجراء حوار شامل يجمع كافة الكتل الصحافية على مستوى الأراضي الفلسطينية، ينتهي بإعادة تدقيق كشوفات الأعضاء الخاصة بالنقابة، وإجراء انتخابات تمثل الكل الصحافي، وتعيد هيكلة الجسم النقابي على أسس سليمة.
وتلوح الكتل الصحافية باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر خلال الفترة المقبلة، على رأسها الذهاب نحو القضاء في غزة لوقف إجراء الانتخابات بشكلها الحالي، ووقف عمل النقابة بواقعها الحالي في القطاع في ظل فشل كل جلسات الحوار السابقة للوصول إلى نتائج.
وصرح عماد زقوت، رئيس كتلة "الصحافي" المحسوبة على حركة "حماس"، بأن الكتلة ترى في الانتخابات بشكلها الحالي "مسرحية هزلية" هدفها هندسة جسم نقابي محسوب على حركة "فتح" تضمن من خلالها الأغلبية الساحقة وسط تغييب للصحافيين المهنيين.
وأضاف زقوت، في كلمة له خلال الوقفة التي أقامها الحراك الصحافي النقابي في قطاع غزة، أنه "بعد متابعة كشف الأسماء الصادر عن النقابة ومراجعة أعضائه ومرجعيات عملهم، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فإن المئات منهم عبارة عن موظفين في العلاقات العامة بمنظمة التحرير والمؤسسات والوزارات الحكومية إلى جانب رجال الأمن والفصائل، وهم أشخاص لا تربطهم علاقة بالصحافة".
وشدد زقوت على أن "الكشوفات خلت من كبار الصحافيين المعروفين والمهنيين، كما أنها شهدت عمليات إقصاء واضحة تحت ذرائع وحجج واهية لكل المخالفين للنهج السياسي الذي تقوده حركة "فتح" والقائمين على الجسم النقابي".
ودعا رئيس كتلة "الصحافي" المؤسسات الحقوقية التي استعدت للرقابة على انتخابات نقابة الصحافيين لعدم المشاركة، مطالبًا المؤسسات الدولية والاتحاد الدولي للصحافين واتحاد الصحافيين العرب بـ"التدخل لوقف الانتخابات بشكلها الحالي باعتبارها مسرحية هزلية".
كما طالب رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني علاء سلامة إلى "وقف إجراء الانتخابات الحالية بشكلٍ فوري والعمل على إجراء حوار شامل يجمع مختلف الأطر الصحافية، يتم من خلاله التوافق على شكل الانتخابات المقبلة/ ويعيد ترتيب البيت الداخلي للصحافيين".
وقال سلامة، في كلمة له خلال الوقفة، إن المؤتمر الاستثنائي الذي عقدته النقابة في 29 يناير/ كانون ثاني الماضي "لا يحظى بأي قبول أو إجماع من الصحافيين"، مشددًا على رفض جميع مخرجات هذا المؤتمر والقرارات الصادرة عن مجلس النقابة الحالية باعتبارها "جسمًا غير منتخب".
وناشد الاتحاد الدولي للصحافيين بالتدخل لوقف هذه الانتخابات باعتبارها لا تعبر عن الواقع الحقيقي للجسم النقابي الفلسطيني، مطالبًا الأطر الصحافية الرافضة للانتخابات بشكلها الحالي بـ"الشروع في حوار عاجل من أجل التوافق على سلسلة من الخطوات خلال الفترة المقبلة".
في موازاة ذلك، أكدت الصحافية الفلسطينية وسام الغلبان في كلمتها عن الصحافيات عدم القبول بواقع النقابة الحالي باعتبارها لا تعبر عن الواقع الصحافي، مشددة على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة تمثل جميع الصحافيين الفلسطينيين وتلبي طموحاتهم وآمالهم.
وقالت الغلبان إن جسم النقابة الحالي هو جسم سياسي لا يمثل الصحافيين والصحافيات من خلال كشوفات الأعضاء التي تضم أفراد أجهزة أمنية وعاملين في مؤسسات حكومية ورسمية فلسطينية، وهو ما يتطلب إعادة النظر في كشوفات الأعضاء.
ووفق الكشف الحالي الذي نشرته نقابة الصحافيين الفلسطينيين، فإن عدد الأعضاء شهد قفزة من قرابة ألف صحافي وصحافية ليصل عدد أعضاء الجسم النقابي إلى 2622 صحافياً وصحافية.
إلى ذلك، أكد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين أن الكتل الصحافية بصدد اتخاذ سلسلة من الإجراءات خلال الفترة المقبلة، أبرزها رفع قضايا أمام المحاكم في غزة لوقف الانتخابات الحالية في ضوء رفض النقابة والقائمين عليها التعاطي مع دعوات الحوار.
وقال ياسين، لـ"العربي الجديد" على هامش الفعالية، إن هناك خطوات تصعيدية أكبر، تتمثل في مراسلة الاتحادات العربية والإسلامية والدولية لعدم الاعتراف بالجسم النقابي الحالي باعتباره لا يعبر عن الصحافيين، مؤكدًا على ضرورة وقف الانتخابات بشكلها الحالي والشروع في حوار شامل.
ولم تجرِ أي انتخابات لنقابة الصحافيين الفلسطينيين منذ عام 2012، حيث تنافست في حينه قائمتان الأولى، كانت محسوبة على الأطر التابعة لمنظمة التحرير وقائمة أخرى مستقلة، فيما قاطعت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وبعض الشخصيات الصحافية الانتخابات.