"صالون زهرة": كوميديا مُنجزة على عجل

15 نوفمبر 2022
من كواليس المسلسل (سيدرز آرت برودكشن)
+ الخط -

يعرض حالياً على منصة شاهد الجزء الثاني من مسلسل "صالون زهرة"، قصة كلوديا مرشليان، وإخراج جو بو عيد. قبل عام، تصدر الجزء الأول مواقع التواصل الاجتماعي، كونه دخل بازار الأكثر مشاهدة، وهو الأمر الذي دفع شركة سيدرز آرت برودكشن إلى إنتاج جزء ثان منه، بعد أن حقق، بحسب الشركة نفسها، شعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية.

لعلّ المملكة العربية السعودية اليوم هي السوق الأول لمثل هذه الإنتاجات التي مهما ابتعدت عن فحوى الروايات المفترض أن تتحول إلى أعمال درامية جيدة، فهي تسهم في إنتاجات لا تتمتع بالمعايير الضرورية، أو لشروط الأعمال الدرامية الجيدة، وتعرضها تباعاً.

تلعب الممثلة نادين نسيب نجيم دور زهرة في المسلسل، وهي ابنة صاحب "بانسيون" في إحدى الحارات الشعبية، وتملك صالوناً للتزيين النسائي. حاولت الكاتبة ندين جابر، في الجزء الأول، بث روح الحارة المصرية، من خلال إنتاج يعتمد على ممثلين من لبنان وسورية، وفشلت في ذلك لأسباب كثيرة، منها الفراغ الذي أضعف الفكرة المبنية على مواجهة امرأة جميلة في حي شعبي لكل شرائح وأنسجة المجتمع.


ضاعت الفكرة في الجزء الأول، وكانت المعالجة خجولة لقضايا مهمّة في الشارع المصري، مثل الفقر، وحضانة الأطفال بعد انفصال الأب والأم، فضلاً عن قلة إلمام المخرج جو بو عيد بما هو وراء النص، وتسجيل ما يجب إدراجه ضمن القضايا الإنسانية والاجتماعية اليومية التي تقفز إلى هذا الحي الشعبي الذي تسكنه وتعمل ضمنه زهرة.

يأتي الجزء الثاني من "صالون زهرة" عبثياً. ما من مبررات لاتخاذ قرار لإنتاج جزء ثان. أضعفت هذه العوامل من أداء نادين نجيم التي لم تبذل جهداً كافياً من أجل دورها، كما أنها بحسب ما تناقلته المعلومات، ألغت مجموعة من المواقف والمشاهد التي لم تعجبها في الحلقات العشر للمسلسل.

ليست نجيم وحدها المسؤولة عن كل هذا، بل تقع المسؤولية على المخرج جو بو عيد الذي حوّل شخصيات الجزء الثاني من "صالون زهرة" إلى أشباح كاريكاتورية، من دون أي تفسير منطقي لكل هذه التحولات. ربما، لو استطاع المخرج أن يُحسن قراءة الحي الشعبي وبيئته، لقدّم رؤيا أفضل.


يفشل مجدداً جو بو عيد في الجزء الثاني من "صالون زهرة"، بعدما فشل من قبل في الدراما الجدية، عندما وقّع مسلسل "رقصة مطر" قصة بيتر صومعة.

لم تبخل شركة سيدرز آرت برودكشن في عدد إنتاجاتها طوال السنوات السابقة، وعززت حضورها بما يُنتج سريعاً ويعرض على المنصّات. ويغيب عن الشركة ضرورة الالتزام بمعايير "الحكاية" لأي عمل ينتمي إلى الدراما الكوميدية الاجتماعية. لكن الإصرار على هذا النهج بات يطرح أسئلة عدة حول توجّه شركات الإنتاج في إنجاز الأعمال بسرعة، لتسقط الدراما العربية في فخ التسويق والطلب، ولا يمكن بالتالي إيقاف هذه العجلة حالياً بسبب سلطة المال والمحسوبيات التي تفرض نفسها على السوق.

المساهمون