استمع إلى الملخص
- فيلم "Christmas Eve In Miller’s Point" يتميز بنبرة السينما المستقلة الأمريكية، ويشارك فيه سوير مع فرانشيسكا سكورسيزي، مستلهمًا من وودي آلن وجون هيوز، ويروي قصة عيد ميلاد تجمع أجيالًا من النيويوركيين.
- تايلور تاورمينا يبرز كرسام لأجواء العائلات الإيطالية الأمريكية في فيلمه الثالث، حيث يصور التوترات العائلية في ليلة رأس السنة، مع أداء مميز من فريق الممثلين، مما يخلق دراما عائلية متعددة الطبقات.
"لستُ ساذجاً إزاء الانتباه إليّ". مع اسم العائلة هذا، والاسم الأول ممنوح له تكريماً لإحدى الشخصيات السينمائية المفضّلة عند والده، يُدرك سوير سبيلبيرغ (1992) أنّ الأسئلة الشخصية والتساؤلات المتعلّقة بالمحسوبية غير بعيدة عنه: "قبل بلوغه 32 عاماً بوقتٍ طويل، يُقرّر اتّباع طريقه الخاصة"، كما في مقالة فابريس لوكليرك المنشورة في "باري ماتش" (مجلة أسبوعية فرنسية) في عددها الأخير (5 ـ 11 ديسمبر/كانون الأول 2024). يختبر الإخراج المسرحي قبل التمثيل، ويُشاهَد أساساً في Masters Of The Air (سلسلة قصيرة، آبل تي في بلاس، 2024، موسم واحد، تسع حلقات).
Christmas Eve In Miller’s Point معروض أولاً في "أسبوعا السينمائيين" في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ" السينمائي: "بنبرة قريبة من السينما المستقلّة الأميركية، وبثراء مرجعية وودي آلن وجون هيوز، يروي هذا الفيلم الكورالي سهرة عيد ميلاد يشارك فيها أكثر من جيل من النيويوركيين" (لوكليرك). سبيلبيرغ الابن يمثّل فيه مع ابنة سينمائي آخر، الممثلة فرانشيسكا (مارتن) سكورسيزي (1999). كلاهما يُدرك من أين مجيئه إلى السينما: "والدتي (كايت كابشو) تمتلك شخصية قوية. إنّها معلّمتي في أنْ أقرّر أمور حياتي وحدي. والدي متواضع جداً. يحترم دائماً أفراد فرق العمل الذين معه. لا أريد أبداً نكران هذا. والداي هما سبب ما أفعله ومن أنا. أحمل اسمي لأنّي فخور به" (سوير).
الفيلم الثالث لتايلور تاورمينا (تبدأ عروضه التجارية الفرنسية في 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، علماً أنّ عروضه التجارية في أميركا الشمالية حاصلةٌ منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، بعد Ham On Rye عام 2012 وHapper’s Comet عام 2023، يحصر حكايته في حفلة ليلة رأس السنة، التي تجمع أفراد عائلة إيطالية أميركية. مع حلول الليل وتصاعد التوتّرات، تهرب مُراهقة مع صديقتها لجولة في ضواحي المدينة، في فصل شتوي ضاغط.
"يُقدّم الفيلم، مُجدّداً، فضاءات وأمكنة مفضّلة عند تاورمينا: ضواحي الطبقة الوسطى، الليل الذي يعيد اختراع المرء، الطفولة التي أيّاً يكن وقت مغادرتها، فمغادرتها تكون باكرةً دائماً"، كما يكتب جاك ماندلبوم في "لو موند" (صحيفة يومية فرنسية) في 17 مايو/أيار 2024. يُضيف الناقد الفرنسي: "هنا، عائلة إيطالية أميركية من "لونغ آيلاند" تحتفل بليلة عيد الميلاد (التي ستكون) الأخيرة لها تحت سقف واحد، وهذا يجعل ضعف الأم العجوز حتميّاً"، معتبراً أنّ تاورمينا يؤكّد نفسه "رسّاماً رائعاً لأجواء كهذه: تحويل أرضٍ على طابع بريدي (ماذا نفعل بالسلف؟) إلى رثاءٍ لمرور الزمن".
أمّا الأميركية جاين بارنويل، فتكتب في The Conversation (موقع صحافي دولي، شعاره "دقّة أكاديمية/ذوق صحافي")، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أنّ تاورمينا "ناجحٌ في تصوير صخب التجمّعات العائلية في لحظاتٍ مؤثّرة"، مُشيرةً إلى أنّ لفريق الممثلين، كمايكل سيرا وإليزي فيشر وماريا ديزيا وبن شينكمان وغريغ توركينغتون وسوير سبيلبيرغ وغيرهم، مساهمةً (كبيرة) "في خلق دراما عائلية متعدّدة الطبقات، وعاطفية". فالفيلم يتناول قضايا عائلية عالمية: حالات أقارب مُسنّين وقلق مُراهقين ومُراهقات مثلاً: "لكنّ أحداث الجزء الأكبر منه محصورة في منزل واحد".