اهتمّ بعضُ الصحافة السينمائية الغربية بأول تواجد عربي مُستدام في السوق السينمائية الأميركية، يتيح عرض أفلامٍ عربية، بفضل خطوة اتخذتها شركة MAD Solutions (القاهرة)، تتمثّل باتفاقية مع شركة التوزيع الأميركية D Street Releasing (نيويورك)، التي توزّع هذه الأفلام في الولايات المتحدّة الأميركية، مقابل حصول MAD على حصّة من أسهمها. وشركة التوزيع الأميركية أحد أذرع D Street Media Group، المتخصّصة في الإنتاج والتوزيع والنشر الموسيقي، ويتركّز نشاطها في أميركا وألمانيا والإكوادور والأرجنتين وجنوب أفريقيا.
بنود الاتفاقية نوقشت في الدورة الأولى (6 ـ 15 ديسمبر/كانون الأول 2021) لـ"مهرجان البحر الأحمر السينمائي" (جدّة)، قبل وقتٍ على توقيعها، بين علاء كركوتي وماهر دياب (المؤسّسان الشريكان لـMAD) وديكستر ديفيز (المدير التنفيذي لـD Street Media Group)، وشريكته سيلفانا سانتاماريا. أمّا الهدف الأساسي، فمنبثقٌ من "أهمية أنْ يُشاهد الأميركيون قصصاً من العالم العربي"، بحسب "هوليوود ريبورتر".
من جهتها، ذكرت "فارايتي" أنّه، بناء على هذه الشراكة، ينضمّ كركوتي ودياب إلى مجلس إدارة D Street Releasing، بمشاركة كولن براون، المحلّل الإعلامي في أميركا، والشريك الإداري للعمليات الدولية في MAD، بهدف تفعيل "التخطيط الاستراتيجي". من جهتها، أشارت "سكرين ديلي" إلى أنّ الشركة المصرية "ستوزّع أفلاماً من 4 دول عربية، عام 2022: "بنات عبد الرحمن" للأردني زيد أبو حمدان، و"برا المنهج" للمصري عمرو سلامة، و"أطياف" للتونسي مهدي هميلي، بالإضافة إلى مشروعي فيلميّ رعب من السعودية: "العزيف" لمحمد اليوسف، و"طارد الجنّ" لعاصم الطخيس، المأخوذ من سلسلة "كوميكس".
تعليقاً على الشراكة، قال ديكستر ديفيز: "بعد إجازة قصيرة من التوزيع السينمائي، أنا متحمّس للعمل مجدّداً. هذه المرة، بفضل شراكة مثمرة مع MAD. لكركوتي ودياب خبرة واسعة وعلاقات مهمّة في هذا المجال، وأفكار مبتكرة مرتبطة بالتسويق، وبالأفلام العربية وجمهورها". أضاف ديفيز: "هذه الشراكة التاريخية ستمنح الجمهور الأميركي فرصةً ليفهم أكثر أشقّاءَنا في العالم العربي، عبر قصص قوية. من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها عبر هذه الشراكة، كسر الصُوَر النمطية والأحكام المسبقة، وهذا لن يحدث سوى بالدعم الذي نحصل عليه من MAD في هذه الشراكة".
أما كروكتي، فقال: "مثيرٌ أنْ أكون في مصر، وفي الوقت نفسه قادرٌ على وضع بصمة في سوق التوزيع الأميركي (...). في الأعوام الأخيرة، تعلّمنا خبرات، واكتسبنا مهارات كثيرة، وتوسّعنا بشكل كبير. أثق في تمكّننا من استثمار ذلك لتطوير أعمال ديكستر وسيلفانا، بتوفير أفلام من العالم العربي". أضاف أنّ "السينما العربية نقطة البداية. أعلم أنّ هناك أفلاماً عدّة من أفريقيا وأوروبا وغيرهما لا تُعرض في أميركا. سنسعى إلى فتح آفاق لتوزيع الأفلام، التي تحكي قصصاً جيدة، من العالم".
أما دياب، فقال إنّ على صُنَّاع الأفلام العرب إدراك "أنّ لهم شريكاً في الولايات المتحدة وكندا، يثق في أنّ أصواتهم يجب أن يسمعها العالم. بالنسبة إلينا، هذه فرصة لتحفيز العقول والقلوب وتنشيطها، في أميركا، مُلتقى الثقافات المختلفة".