سناء موسى في الأمم المتحدة: أغنيات المطر والحصاد والفرح

12 مايو 2023
يشتمل برنامج الحفل على أغنيات ومقاطع من المشاهد الحيّة المسجلة بتقنية الفيديو (فيسبوك)
+ الخط -

تقدّم الفنانة الفلسطينية سناء موسى، من داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مساء الخامس عشر من مايو/ أيار الحالي، فقرة فنيّة مسائية لساعتين، تشتمل على أغنيات عدّة، رفقة الفنانين نسيم الأطرش ومحمد موسى، وأوركسترا نيويورك للموسيقى العربية بقيادة الموسيقار يوجين فريسنن، وذلك بمناسبة إحياء هيئة الأمم المتحدة، وللمرّة الأولى في تاريخها، ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، بعد مرور خمسة وسبعين عاماً عليها.

لفتت موسى إلى أن الشعب الفلسطيني وثق الكثير من مفاصل حياته عبر الأغنيات التي عادة ما ترافق طقوسه المختلفة، فما اكتشفته هي خلال عملية بحث تتواصل منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً وعلى أهميته ترى أنه لا يشكل إلا النزر اليسير من الأغنيات الفلسطينية ما قبل النكبة، خاصة أننا تأخرنا في العمل على توثيقها. ولكون الثقافة والفنون هي الصوت العالمي المسموع، كانت هذه الفعالية من قلب الأمم المتحدة للتعبير عن القضية الفلسطينية بقضاياها المحورية.

ووصفت موسى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أمسية الأمم المتحدة المرتقبة بالرحلة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، عبر أغاني المطر والحصاد والفرح، ومن ثم الأغنيات التي رافقت مرحلة النكبة، فأغنيات الهجرة والحنين، واللجوء، انتهاءً بأغنيات الأمل، لـ"قناعتنا بأن الأمل هو محرك شعبنا نحو التحرر الذي هو مسألة وقت ليس أكثر".

وكشفت أن البرنامج المقرر للحفل يشتمل على أغنيات ومقاطع من المشاهد الحيّة المسجلة بتقنية الفيديو التي من شأنها أن تروي على لسان أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين حكاية النكبة، وما حدث عام 1948، فـ"العرض مشبوك كظفيرة"، وفق أربعة محاور تتعلق بما قبلها، وإبانها، وما بعد التهجير، والأمل الذي يتواصل منذ خمسة وسبعين عاماً بالعودة.

وأشارت صاحبة "يا نجمة الصبح"، وكثير من الأغنيات التراثية في فلسطين والمنطقة التي اكتشفت بعضها وأعادت تقديمها إلى أنها ستقدم القليل من القوالب الموسيقية والغنائية التي كانت تسود في فلسطين، على حد تعبيرها، بما يعبر عن موروث شعب عاش ويعيش على أرضه منذ آلاف السنين، وبما في ذلك بعض القوالب العصرية، ما يؤكد أننا "شعب حي ذو تاريخ عريق، وجذوره ضاربة في الأرض منذ القِدم".

وتقدّم سناء موسى مجموعة من الأغنيات، مثل "وعيونها"، وأغنيات الطقوس كـ"صلاة المطر" أو "الشوربنا" و"منجلي" التي هي من أغنيات موسم الحصاد، وأغنيات الثوّار، كأغنية "يا طالعين ع الجبل" التي تعيد تقديمها على طريقتها الخاصة، وهي من الأغنيات الشهيرة للفنانة الفلسطينية الراحلة ريم البنا، وكأنها "تشاركنا في هذا الحفل أمام العالم"، وأيضاً ستقدم أغنيات الساحل والبحر، وأغنيات الحنين، كرائعة "هدّي يا بحر" للفنان الفلسطيني الراحل أبو عرب، وأغنية "صوتك يا شعبي" التي وصفتها بأنها "مقولة الشعب الفلسطيني في التحدي والصمود والأمل"، لافتة إلى أنه يجري العمل على ترجمة هذه الأغنيات.

وشددت موسى، الباحثة أيضاً في التراث الغنائي، على أن التوتر يرافقها تبعاً لحجم المسؤولية على عاتقها وعاتق الفنانين الذين يرافقونها في الحفل، باعتبار أن عليهم التعبير أمام العالم عن الرواية الفلسطينية، وحكاية شعب بأكمله لا يزال يعاني من الاحتلال لخمسة وسبعين عاماً: "يسعدني اختياري لتمثيل فلسطين في هذه الاحتفالية الاستثنائية، لكن حجم المسؤولية كبير..؟ كبير للغاية، فمن الصعب خلال ساعتين إنصاف الإرث الثقافي والفني للشعب الفلسطيني، أو مقولته الحضارية".

وترى الفنانة الفلسطينية أن موروث شعبها الغنائي والموسيقي مؤهل، وباقتدار وعن جدارة، ليكون جزءاً من خريطة العالم الموسيقية، بما يحمله من خصوصية في هذا الاتجاه، و"احتفالية الأمم المتحدة هذه قد تشكل خطوة باتجاه تحقيق حلمي بوصول التراث الفني الفلسطيني إلى العالم".

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوّتت على قرار مؤيد للفلسطينيين، بخصوص إحياء ذكرى النكبة، عبر قرار للأمم المتحدة يدعو إلى "إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك تنظيم حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة"، كما حث القرار على "نشر الأرشيفات والشهادات ذات الصلة". وجاءت المبادرة برعاية كل من الأردن، ومصر، وتونس، والسنغال، واليمن إضافة إلى فلسطين، وتم تمرير القرار بأغلبية 90 صوتاً مقابل 30 صوتاً معارضاً، وامتناع 47 عن التصويت.

المساهمون