سفن الشحن الكبيرة تقتل أسماك القرش الحوتي

17 مايو 2022
الشحن الصناعي يقيد حركة 90 في المائة من هذه الأسماك (إريك لافورج/ Getty)
+ الخط -

حذرت دراسة جديدة قادها علماء من رابطة الأحياء البحرية MBA وجامعة ساوثهامبتون من تزايد حالات الاصطدام المميت بين أسماك القرش الحوتي والسفن الكبيرة، وهو ما يتسبب في نفوق الكثير من الأسماك، ويمكن أن يكون السبب في انخفاض أعداد هذه الأسماك. 

وكشفت الدراسة التي نشرت في 9 مايو/ أيّار، في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences-PNAS، أنّ الشحن الصناعي قد يؤدي إلى نفوق عدد كبير من أسماك القرش الحوتي في أنحاء العالم كافة، وتقييد 90 في المائة من مسارات حركة هذه الأنواع.

انخفضت أعداد أسماك القرش الحوتي في السنوات الأخيرة في مواقع عدة، ولكن ليس من الواضح تماماً سبب حدوث ذلك. ونظراً إلى أن أسماك القرش الحوتي تقضي وقتاً طويلاً في المياه السطحية وتتجمّع في المناطق الساحلية، افترض الخبراء أن الاصطدام مع السفن يمكن أن يتسبب في نفوق كبير لهذه الأنواع، ولكن لم يكن هناك في السابق أي وسيلة لرصد هذا التهديد.

في الدراسة الجديدة، تتبع علماء من 50 مؤسسة بحثية وجامعة دولية تحركات أسماك القرش الحوتي والسفن في جميع أنحاء العالم، لتحديد مناطق الخطر والاصطدامات المحتملة. قدمت بيانات حركة تتبع الأقمار الصناعية لما يقرب من 350 سمكة قرش حوتي إلى مشروع حركة القرش العالمية.

أسماك القرش الحوتي هي نوع من الأسماك الضخمة التي تعيش في المحيطات، وتعرف بحركتها البطيئة، ويمكن أن تنمو بطول يصل إلى 20 متراً وتتغذى على حيوانات مجهرية تسمى العوالق الحيوانية. تساعد أسماك القرش الحوتي في تنظيم مستويات العوالق في المحيطات، وتلعب دوراً مهمّاً في شبكة الغذاء البحري والنظم البيئية للمحيطات الصحية.

رسم الفريق خريطة "النقاط الساخنة" لأسماك القرش التي تداخلت مع خطوط حركة أساطيل السفن العالمية المختصة بنقل البضائع والحاويات والركاب وسفن الصيد، وهي أنواع السفن الكبيرة القادرة على الاصطدام بأسماك القرش وقتلها.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة فريا وومرسلي، وهي باحثة دكتوراه في جامعة ساوثهامبتون: "وجدنا أن أكثر من 90 في المائة من متوسط المساحة الشهرية التي تستخدمها أسماك القرش الحوتي تتداخل مع البصمة العالمية للسفن الكبيرة، بما في ذلك مناطق التجميع الساحلية وعندما كانت أسماك القرش تتحرك عبر المحيط المفتوح بعيداً عن الأرض". 

علوم وآثار
التحديثات الحية

وأضافت الباحثة في تصريح لـ"العربي الجديد": "ضمن هذه المناطق المتداخلة، تمكنا من تحديد المناطق التي كانت فيها أسماك القرش أكثر عرضة للخطر، وشمل ذلك مناطق مثل خليج المكسيك، والبحر الأحمر، والخليج العربي. عندما حددنا أحداث الاصطدام المميتة المعروفة من السجلات التاريخية والحديثة وجدنا أنّ نصف هذه الأحداث وقعت في المناطق عالية الخطورة التي حددناها والمواقع المرتبطة بتقديراتنا للمخاطر". 

يشير هذا إلى أن النتائج التي توصل إليها الفريق هي تمثيل واقعي لمخاطر الاصطدام الفعلية التي تتعرض لها هذه الأنواع المهددة بالانقراض، وكان من المهم تحديد أخطر المناطق في العالم التي تعيش فيها أسماك القرش الحوتي.

استخدم الفريق الأقمار الصناعية ومجموعة من الأساليب الجديدة، بما في ذلك التتبع الدقيق المتزامن عالي الدقة (في غضون دقائق وأمتار) لأسماك القرش والسفن لتحديد الممرات القريبة بين الاثنين، وحتى تحليلات التداخل العالمية على نطاق أوسع استناداً إلى خرائط الشحن الشهرية وحركات أسماك القرش.

أظهرت الدراسة أنّ الإشارات الواردة من أجهزة التعقب التي ثبتوها في أسماك القرش الحوتي كانت تنتهي في كثير من الأحيان في ممرات الشحن المزدحمة أكثر من ما كان متوقعاً، حتى عندما استبعدوا الأعطال الفنية. وخلص الفريق إلى أن فقدان الإرسال كان على الأرجح بسبب اصطدام أسماك القرش الحوتي وقتلها وغرقها في قاع المحيط. وشدد المؤلفون على ضرورة تخصيص الوقت والطاقة لتطوير استراتيجيات لحماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض بسبب عمليات الشحن التجاري، الآن، قبل فوات الأوان، حتى تتمكن أكبر سمكة على وجه الأرض من تحمّل التهديدات التي من المتوقع تفاقمها في المستقبل، مثل تغير المناخ. 

المساهمون