"سفرة" تجمع الأطباق الشعبية الفلسطينية في غزّة

05 أكتوبر 2023
أقيم المهرجان ضمن فعاليات يوم التراث الفلسطيني (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

تجمعت أصناف المأكولات الفلسطينية على سفرة واحدة ضمن مهرجان إحياء المأكولات الشعبية، الذي نظمته، اليوم الخميس، الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي وقرية الفنون والحرف، في مركز رشاد الشوا الثقافي، غربي مدينة غزة.

وبدت مائدة المهرجان غنية بمُختلف المأكولات الشعبية الفلسطينية، والتي تُشكّل بمجموعها قائمة الأغذية الفلسطينية المتوارثة على مر الأجيال، ويتم الاحتفاء بها على الدوام في محاولة للحفاظ عليها من القرصنة أو النسيان أو الاندثار.

وجاء مهرجان المأكولات الشعبية ضمن فعاليات يوم التراث الفلسطيني الذي يُصادف في 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل من كُل عام، ويشهد تنظيم أنشطة وفعاليات تراثية، تعنى بالترويج للمنتجات المتعلقة بالتراث الفلسطيني سعياً لحمايته، في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تحاول سرقة مكوناته ونسبتها إلى دولة الاحتلال.

وتعددت زوايا المأكولات التراثية، والتي ضمت بعض الوجبات الدسمة، مثل السماقية، والمفتول، والمجدرة، ومحاشي الخضار، والرُمانية، والمسخن الفلسطيني، كذلك معجنات الملاتيت، وإلى جانبها المأكولات الشعبية، مثل وجبة الفلافل، وفتة الحمص، والحمص المطحون، والفول، وسلطة الدَقَة الغزاوية.

وضمّ المعرض أيضاً أنواع البهارات بمختلف أشكالها وألوانها، والتي تدخل في تجهيز الأكلات الشعبية، والمخللات والتي تعتبر مكوّناً أساسياً من مكونات السفرة الفلسطينية، فيما لم تغفل زوايا المعرض عن أصناف الأجبان والألبان، وأنواع الحلويات الدسمة، كالكنافة العربية، والنمورة، وكيكة البهارات التراثية.

كما احتوت زوايا المعرض على أصناف وألوان عديدة من المشروبات، متل الخروب، والتمر هندي، والتي تم تصفيفها بجوار أطباق وجبة "المسخن الفلسطيني"، والكعك والمعمول بالعجوة والمكسرات، إلى جانب الزوايا المُباشِرة لطهي الطعام، وخبيز الشراك بأنواعه أمام الجمهور.

وانشغل شيف الحلويات الشرقية والغربية أحمد المزنر بإعداد صواني الحلويات الخاصة بالكنافة العربية والنابلسية والنمورة، والتي فاحت رائحة استوائها بين زوايا المهرجان، وقال إن "كل صنف من هذه الأصناف التراثية القديمة يرجع إلى بلدة فلسطينية، لا تزال تحاول الحفاظ عليه".

وأوضح المزنر، في حديث لـ"العربي الجديد" أهمية الحفاظ على المأكولات والحلويات التراثية والشعبية، وضرورة مواصلة صناعتها وتعريف الأطفال بها، خاصة في ظل غرق السوق بأصناف عديدة من المأكولات والحلويات الغربية، وأصناف الحلويات المُصنعة، والتي يتم بيعها داخل المحال التجارية.

وكان لوجبة القدرة الفلسطينية زاوية شاركت فيها الشيف أسماء المصري، وقالت إنها من الأكلات المتوارثة عن الأجداد، وتتضمن طهي الأرز داخل قدر من الفخار، مع إضافة اللحم الأحمر أو الدجاج، لافتةً إلى ضرورة إقامة المعارض والمهرجانات التراثية للحفاظ على مختلف مكونات التراث الفلسطيني.

وخصّصت الشيف الفلسطينية ياسمين حسن زاويتها لعرض وجبة المسخن الفلسطيني، والمكونة من خبز الصاج، المحشو بالدجاج، والسُماق، والبصل، وزيت الزيتون، والمزينة بحبات الرمان، وأوضحت لـ"العربي الجديد" أنها شاركت بدورها في المهرجان لاعتزازها بالمأكولات، والتي تمثل أساساً من أساسيات التراث الوطني الفلسطيني.

وقالت عضو مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي رولا القيشاوي إن المهرجان الذي يأتي تزامنا مع إحياء يوم التراث الفلسطيني، يُعتبر الأول من نوعه، إذ يتم تخصيصه بشكل كامل للمأكولات الشعبية، بدون وجود أي نقاط لبيع المنتوجات، تأكيداً على أهمية هذا الجانب في الموروث الثقافي الفلسطيني.

ويهدف المهرجان، وفق حديث القيشاوي لـ"العربي الجديد"، إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني، خاصة في ظل مُحاولات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة سرقته ونسبته إليه، وأضافت: "نُثبت من خلال المهرجان أننا باقون ومحافظون على جذورنا وأصالتنا".

ويحتفل الفلسطينيون في السابع من شهر أكتوبر من كل عام بيوم التراث الفلسطيني، من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات التُراثية المُختلفة بهدف الحفاظ عليه من النسيان والسرقة، والتأكيد على تمسك الشعب بهويته الوطنية ووجوده وتجذره في أرضه.

المساهمون