سرطان الثدي... النشاط البدني يحفز الوظائف الإدراكية

25 اغسطس 2021
حلل الباحثون بيانات من عينة ضمت 580 مريضاً بسرطان الثدي (سيسيلي أركور/Getty)
+ الخط -

وجدت دراسة جديدة أعدها باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن ارتباطاً قوياً بين المستويات العالية من النشاط البدني، والقدرة على الحفاظ على الوظيفة الإدراكية بين مرضى سرطان الثدي الذين عولجوا بالعلاج الكيميائي. 

يضع البحث الذي نشر يوم الأربعاء 18 أغسطس/آب في مجلة "علم الأورام السريرية"، الأساس لتجارب سريرية مستقبلية تهدف إلى التحقيق في ما إذا كانت التمارين المعتدلة إلى القوية يمكن أن تمنع ما يشار إليه عموما باسم "الدماغ الكيميائي"، وهو انخفاض في الوظيفة الإدراكية يعاني منه العديد من مرضى سرطان الثدي.

يعاني بعض مرضى السرطان من هفوات في الذاكرة أو صعوبة في التركيز أو صعوبة في العثور على الكلمة الصحيحة لإنهاء الجملة. وتشير النتائج التي شارك في التوصل إليها فريق من الباحثين من المركز الطبي في جامعة روتشستر، والمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، إلى أن الحفاظ على مستويات أعلى من النشاط البدني قد يكون بالفعل مهما لحماية الإدراك لدى مرضى سرطان الثدي الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.

الحفاظ على مستويات أعلى من النشاط البدني قد يكون بالفعل مهما لحماية الإدراك لدى مرضى سرطان الثدي الذين يخضعون للعلاج الكيميائي

وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة إليزابيث ساليرنو الأستاذة المساعدة في الجراحة في قسم علوم الصحة العامة في جامعة واشنطن، إن التدهور المعرفي المرتبط بعلاج السرطان يمثل مصدر قلق متزايد. وبمعرفة الآثار الضارة للعلاج الكيميائي على الوظيفة الإدراكية، أراد الباحثون أن يفهموا العلاقات الديناميكية بين النشاط البدني والإدراك قبل وأثناء وبعد العلاج الكيميائي حتى يمكن الوصول إلى استراتيجيات الوقاية المبكرة والفعالة من حيث التكلفة، لتعزيز الصحة لدى هؤلاء المرضى. 

وأضافت ساليرنو في تصريح لـ"العربي الجديد" أن النتائج التي توصل إليها الفريق تشير إلى أن الحفاظ على مستويات أعلى من النشاط البدني قد يكون بالفعل مهما لحماية الإدراك لدى مرضى سرطان الثدي الذين يخضعون للعلاج الكيميائي. لكن الباحثة أكدت أنه حتى الآن لا يمكن القطع بأن النشاط البدني يحمي بشكل قاطع من التدهور المعرفي المرتبط بالعلاج الكيميائي، إذ قد تكون هناك عوامل أخرى بخلاف التمرين البدني قد تحمي من الإدراك. 

تمهد النتائج الطريق للتجارب السريرية التي تحقق فيما إذا كانت تدخلات النشاط البدني قبل وأثناء العلاج الكيميائي يمكن أن تمنع بالفعل التدهور المعرفي المرتبط بالعلاج. وسيكون من المهم اختبار ما إذا كان بإمكان الأطباء التدخل بالنشاط البدني خلال فترة زمنية محددة، مثل أثناء العلاج الكيميائي، وحماية الوظيفة الإدراكية لدى المرضى من جميع مستويات النشاط.

حلل الباحثون بيانات من عينة ضمت 580 مريضاً بسرطان الثدي و363 من المشاركين غير المصابين بالسرطان. قام العلماء بقياس النشاط البدني كما أفاد المرضى في استبيان تم إجراؤه قبل العلاج الكيميائي وبعده مباشرة وبعده بستة أشهر. في نفس المرات، قام الباحثون أيضًا بتقييم أربعة مقاييس مختلفة للوظيفة الإدراكية.

تضمنت التقييمات الأربعة للإدراك مقياسين لكيفية إدراك الأفراد، واختبار الذاكرة البصرية، واختبار الاهتمام المستمر. أظهر المرضى غير المشاركين في أنشطة بدنية ما يصنف على أنه انخفاض معتدل في الوظيفة الإدراكية المتصورة، والتي تعتبر ذات مغزى سريري. في جميع التقييمات، كان المرضى الذين استوفوا إرشادات النشاط البدني قبل وبعد العلاج الكيميائي يتفوقون باستمرار على المرضى الذين لم يلتزموا بالإرشادات مطلقا. 

توصي إرشادات النشاط البدني التي وضعتها وزارة الصحة الأميركية بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعيا

أما المشاركون الأصحاء الخالون من السرطان، فقد أدوا أداء مشابها في جميع التقييمات، بغض النظر عما إذا كانوا قد استوفوا إرشادات النشاط البدني. وتراوحت نسبة المشاركين غير المصابين بالسرطان الذين يستوفون الحد الأدنى الأسبوعي من النشاط البدني المعتدل إلى القوي حول 40 في المائة في جميع النقاط الزمنية الثلاث.

وتوصي إرشادات النشاط البدني التي وضعتها وزارة الصحة الأميركية بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعيا. وتسهم نتائج الدراسة الحالية في مجموعة متزايدة من الأدلة التي تسلط الضوء على أهمية تعزيز النشاط البدني في أقرب وقت ممكن لدعم ورعاية مرضى السرطان.

دلالات
المساهمون