سامي خياط... حياة بدأت وانتهت على الخشبة

29 ابريل 2023
كان يقدم مسرحياته باللغة الفرنسية على مسرح المدرسة وهو بعمر 14 سنة (فيسبوك)
+ الخط -

 

يمكن تصنيف الكاتب والممثل سامي خياط ضمن مجموعة المسرحيين المثقفين الذين دخلوا إلى عالم المسرح بأسلوب خاص، إذ اكتسب ابن المدرسة الفرنسية من تجربته مع الراحلة إيفيت سرسق خبرة في المسرح النقدي الساخر لم توقفه عن إنتاج وعرض مسرحيات شاهدها الآلاف، إلى جانب مجموعة لا بأس بها من البرامج التلفزيونية الساخرة التي كانت تشاركه فيها زوجته نائلة.

في أوائل التسعينيات، عرف اللبنانيون سامي خياط من خلال مجموعة من البرامج الساخرة التي قدمها على الشاشات الصغيرة، وكانت تحقق نسبة مشاهدة عالية دفعته إلى الاستمرار في المسرح حيث قدم عددًا من المسرحيات، بلغت نحو 62 عملاً ساخراً منذ عام 1960، بمزيج من اللغة الفرنسية واللهجة اللبنانية، كان يسميه اللغة "الفرنبانية"، وأحياناً بالفرنسية وحدها.

بداية مشواره كانت مع مسرحيات موليير وهوغو وسوفوكول التي قدمها عام 1960، ثم بنى مساراً من المسرحيات التي صُنّفت ضمن المسرح الغنائي الهجائي الساخر "الشونسيونيه" التي حفلت بها تلك الحقبة وأسست لمدارس في هذا الفن في لبنان تحديداً، وساعد مناخ الحرب اللبنانية على انتشارها وسعي الناس للهروب إلى الفرح والنقد الساخر، وكرت سبحة أعمال خياط بعدها: "يس فور لياس" و"أبو كليبس" و"ستار إيبيديمي" و"مين دريان" و"كوما سافا" و"قرف" و"بعبدا بوم".

نجوم وفن
التحديثات الحية

قدم سامي خياط، في عام 2016، مسرحية "قجة ضحك" على خشبة سان جورج في الدائرة التاسعة في العاصمة الفرنسية. في مقابلة إذاعية، قال خياط يومها: "أصبح لنا طريقة معينة لكي نوصل رسالتنا للجمهور العالمي، سنتحدث عن أشياء عالمية هو يعرفها ويراها على التلفزيون ويقرأها في الصحف، موضوع المسرحية يتناول جميع الشعوب ولن نتحدث عن أشياء تعني اللبنانيين فقط".

ارتبط خياط، بحسب ما كان يؤكد كل مرة، بالمسرح تاريخياً. ومنذ طفولته، كان يردد: "المنبر المسرحي هو كل حياتي، لا يمكن لي إلا أن أكون واقفاً على خشبة المسرح وأمامي الجمهور، وأنا أُضحك الجمهور وهذا هو فرحي وسعادتي الكبيرة"، مشيراً إلى أن سعيه الدائم كان يتركز على الجمهور متمنياً أن يتقبله كما هو، بعيداً عن الهجوم والنقاش. يقول: "لو كان لي أن اختار من جديد، لن أختار سوى المسرح الهجائي الساخر". وعن اختياره للغة الفرنسية في الكثير من مسرحياته، عزا سامي خياط السبب إلى أيام الدراسة، إذ كان يقدم مسرحياته باللغة الفرنسية على مسرح المدرسة وهو بعمر 14 سنة، ثم أدخل اللغة العربية "لكي نستطيع توصيل رسالتنا إلى كل الناس"، كما قال، وأضاف: "اخترت كلمة "فران باني" (أي الفرنسي- اللبناني) للجمهور، وبكل ما يتصل باللغة والموسيقى والحركات المسرحية والمؤثرات الصوتية، لأن مسرحياتي تركز على تقليد اللهجات وتقليد الأصوات". 

الأربعاء توفي سامي خياط عن 79 عاماً، في مستشفى رزق في بيروت الذي كان موجوداً فيه منذ نحو أسبوع في العناية الفائقة جرّاء مضاعفات إصابته بسرطان العظام.

المساهمون