استمع إلى الملخص
- غيرشكوفيتش والبيت الأبيض ورئيسة تحرير وول ستريت جورنال ينفون التهم الموجهة إليه، معتبرينها ملفقة، ويحظى بدعم الحكومة الأميركية وحلف شمال الأطلسي الذين يطالبون بإطلاق سراحه.
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام مواطنين أميركيين كورقة مساومة، وتشير إلى احتمال تبادل السجناء بين البلدين، مع تأكيدات على مفاوضات مستمرة ورغبة بوتين في إطلاق سراح غيرشكوفيتش ضمن هذه العملية.
تبدأ محاكمة الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، المتهم بجمع معلومات سرية عن صانع دبابات روسي لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، في 26 يونيو/حزيران في يكاترينبرغ في منطقة الأورال، وفق ما أعلنته المحكمة المعنية بالقضية. وأفادت محكمة سفيردلوفسك الإقليمية، في بيان، بأن محاكمة إيفان غيرشكوفيتش، الذي يعمل مراسلاً لصحيفة وول ستريت جورنال وأوقف في مارس/ آذار 2023، "ستُجرى خلف أبواب مغلقة. وحدّدت جلسة الاستماع الأولى في 26 يونيو 2024".
وأعلن الكرملين، اليوم الاثنين، أن اتصالات تجري بشأن تبادل محتمل لسجناء بينهم إيفان غيرشكوفيتش، لكن يتعين إبقاء الأمر بعيداً عن وسائل الإعلام، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز. ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التعليق على سبب جعل جلسات محاكمة غيرشكوفيتش مغلقة، وقال إن ذلك قرار المحكمة.
ألقي القبض على غيرشكوفيتش (32 عاماً)، في مارس الماضي، خلال قيامه بمهمة صحافية في مدينة يكاترينبرغ، وأودع منذ ذلك الحين سجن ليفورتوفو سيئ السمعة في موسكو. واتهمه المدعي العام الروسي بالعمل لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية و"جمع معلومات سرية" عن صانع الدبابات أورالفاغونزافود في منطقة سفيردلوفسك حيث أوقف.
ينفي إيفان غيرشكوفيتش وصحيفة وول ستريت جورنال التي يعمل لمصلحتها، وكذلك البيت الأبيض، التهم الموجهة إليه، باعتبارها ملفقة. وقالت رئيسة تحرير "وول ستريت جورنال" إيما تاكر وكبار المسؤولين التنفيذيين في بيان، الأسبوع الماضي: "يواجه إيفان غيرشكوفيتش تهمة كاذبة ولا أساس لها من الصحة. إن التحرك الأخير لروسيا نحو محاكمة صورية، رغم أنه كان متوقعاً، مخيب للآمال بشدة".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين، الأسبوع الماضي: "هذه الاتهامات تخلو من أي صدقية"، وشدد على أن "الاتهامات الموجهة إليه (إيفان غيرشكوفيتش) باطلة، والحكومة الروسية تعلم أنها باطلة". وفي بروكسل، طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بالإفراج عن إيفان غيرشكوفيتش. ولم تكشف موسكو في السابق عن أي تفاصيل بشأن القضية ضد غيرشكوفيتش، واكتفت بالقول إنه "قبض عليه متلبساً".
وأصبح إيفان غيرشكوفيتش أول صحافي غربي منذ الحقبة السوفييتية يقبض عليه بتهمة التجسس في روسيا. ويواجه الشاب، البالغ من العمر 32 عاماً، عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً في حال إدانته.
تتهم واشنطن موسكو باعتقال مواطنين أميركيين من دون أي أساس لاستخدامهم ورقة مساومة بهدف إطلاق سراح مواطنين روس مدانين في الخارج. وأعلنت الحكومة الأميركية أن غيرشكوفيتش محتجز ظلماً، وهذا يعني أنها تعتبره رهينة سياسية.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في فبراير/ شباط، عن رغبته بإطلاق سراح غيرشكوفيتش في إطار عملية تبادل للسجناء. وفي تصريحات أدلى بها بوتين للصحافي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون، قال إن المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة حول عملية تبادل محتملة مستمرة. لكن الرئيس الروسي أوضح أنه يريد أن يتضمن أي اتفاق إطلاق سراح روسي مسجون في ألمانيا لقتله معارضاً شيشانياً. وقالت عائلة غيرشكوفيتش لوكالة فرانس برس، في وقت سابق من هذا العام، إنها تعول على وعد "شخصي" من الرئيس جو بايدن بإعادة نجلها إلى وطنه.
يتشارك غيرشكوفيتش زنزانة صغيرة في سجن ليفورتوفو مع سجين آخر. ويحق لغيرشكوفيتش التنزه لمدة ساعة يومياً في ساحة السجن الصغيرة، كما أنه يحاول الحفاظ على لياقته من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي يعتمد على الفواكه والخضروات التي يرسلها إليه أصدقاؤه بعيداً عن طعام السجن. ومن بين الأميركيين الآخرين المحتجزين في روسيا الصحافية ألسو كورماشيفا، التي اعتقلت العام الماضي لعدم تسجيلها "عميلاً أجنبياً". وندد أصحاب عملها بالقضية المرفوعة ضدها باعتبارها ذات دوافع سياسية. ويسعى بول ويلان، الضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية الذي يقضي عقوبة بالسجن في روسيا لمدة 16 عاماً بتهمة التجسس، إلى إدراجه في أي عملية تبادل في المستقبل.
(فرانس برس، العربي الجديد)