استمع إلى الملخص
- السفارة الأمريكية تطالب بإطلاق سراح غيرشكوفيتش، معتبرة محاكمته استخدامًا سياسيًا للمواطنين الأمريكيين، بينما ينفي غيرشكوفيتش ومحيطه الاتهامات الموجهة إليه بجمع معلومات لصالح الاستخبارات الأمريكية.
- المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة تتواصل بشأن مصير غيرشكوفيتش، مع إشارة الرئيس الروسي إلى إمكانية المبادلة بشرط الإفراج عن فاديم كراسيكوف المحكوم عليه في ألمانيا، مما يعكس تعقيدات العلاقات الدولية واستخدام السجناء كأوراق تفاوض.
قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، إن روسيا أرسلت "إشارات" إلى الولايات المتحدة بشأن احتمال مبادلة الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، وإن على واشنطن دراستها "جدياً".
وأضاف ريابكوف لوكالات أنباء روسية: "لقد شددنا مراراً على أن الإدارة الأميركية التي تبدي هذا القدر من الاهتمام بشأن مصيره (غيرشكوفيتش)، أنه يجب أن تدرس جدياً الإشارات التي تلقتها في واشنطن عبر القنوات ذات الصلة".
وكان ريابكوف قد كشف، الأسبوع الماضي، أن موسكو قدمت اقتراحاً لواشنطن بغية حصول تبادل لسجناء، من دون الكشف عن تفاصيل هذا العرض. وقال: "الكرة باتت الآن في ملعب الولايات المتحدة".
من جهة ثانية، دعت السفارة الأميركية في موسكو الكرملين إلى الإفراج عن إيفان غيرشكوفيتش الذي يعمل لحساب صحيفة وول ستريت جورنال، مع بدء محاكمته اليوم الأربعاء في جلسات مغلقة. وقالت السفارة في بيان نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه المحاكمة لا تتعلق بأدلة أو بسيادة القانون، بل باستخدام الكرملين مواطنين أميركيين لتحقيق أهدافها السياسية".
بدأت اليوم في إيكاترينبورغ في منطقة الأورال محاكمة الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، المسجون في روسيا منذ 15 شهراً، بتهمة التجسس التي يرفضها. ولم يعرض القضاء الروسي حتى الآن أي أدلة تدعم الاتهامات الموجهة إلى غيرشكوفيتش، وأبقى على سرية محتوى الملف.
أوقف غيرشكوفيتش (32 عاماً) في مارس/ آذار 2023 من قبل جهاز الأمن الفيدرالي، وأصبح أول صحافي غربي منذ الحقبة السوفييتية يتهم بالتجسس في روسيا.
ومثل الأربعاء في قفص الاتهام الزجاجي في محكمة سفيردلوفسك المحلية حليق الرأس ويرتدي قميصاً قاتم اللون. وابتسم إلى الصحافيين الذين يعرفهم، قائلاً بصوت خافت "مرحباً".
وتمكن الصحافيون الحاصلون على اعتماد من الدخول إلى القاعة لفترة وجيزة قبل بدء المحاكمة التي تُجرى في جلسات مغلقة. وقالت الناطقة باسم المحكمة، إيرينا توتشيفا، بعيد الساعة 06:20 بتوقيت غرينتش للصحافيين: "دخل القاضي القاعة، وبدأت الإجراءات".
ما هي تهمة غيرشكوفيتش؟
يتهم المحققون غيرشكوفيتش، الذي عمل لوكالة فرانس برس أيضاً بين عامي 2020 و2022، بجمع معلومات حساسة لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، بشأن مصنع أورالفاغونزافود، أحد أكبر منتجي الأسلحة في البلاد. وينتج هذا المصنع خصوصاً دبابات تي-90 التي تستخدم في أوكرانيا، ومدرعة أرماتا من الجيل الجديد، فضلاً عن عربات لشحن بضائع.
وينفي غيرشكوفيتش وأوساطه و"وول ستريت جورنال" نفياً قاطعاً الاتهامات الموجهة إليه وكذلك السلطات الأميركية، معتبرين أن موسكو لفقت القضية من أجل مبادلة الصحافي بروس مسجونين في دول غربية.
وأكدت "وول ستريت جورنال" أن مراسلها الذي يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاماً أوقف، حينما "كان يقوم بعمله بكل بساطة". وضع في سجن ليفورتوفو الشهير في موسكو، إلا أنه يحاكم في إيكاترينبورغ حيث أوقف.
مفاوضات من أجل مبادلة غيرشكوفيتش
أوضحت عائلة غيرشكوفيتش لوكالة فرانس برس، في مطلع العام 2024، أنها تعول على وعد قطعه الرئيس الأميركي جو بايدن للعمل على الإفراج عن الصحافي.
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن كشف أن ثمة مفاوضات مع واشنطن، ولمّح إلى أنه يشترط الإفراج عن فاديم كراسيكوف المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في ألمانيا لاغتياله قيادياً انفصالياً شيشانياً سابقاً في برلين عام 2019، لحساب موسكو.
وتعتقل روسيا أميركيين آخرين، بينهم الصحافية الروسية-الأميركية ألسو كورماشيفا التي أوقفت العام الماضي بتهمة انتهاك قانون "العملاء الأجانب"، والجندي السابق في البحرية الأميركية بول ويلان الذي يمضي عقوبة بالسجن 16 عاماً بتهمة التجسس التي ينفيها.
(فرانس برس، العربي الجديد)