روبوتات تنقل زبائن مطعم عراقي في الموصل برحلة نحو المستقبل

22 نوفمبر 2021
نادل آلي في الموصل العراقية
+ الخط -

يتنقل روبوت في أرجاء مطعم في الموصل في شمال العراق، مقدّماً أطباقاً متنوعة إلى رواد الموقع بفضل تكنولوجيا طُوّرت جزئياً في هذه المدينة العراقية التي دفعت فاتورة باهظة بسبب الحرب.

يرحب الروبوت الأبيض والأزرق بصوت آلي نسائي، بزبائن دخلوا المطعم، قائلاً: "أهلاً وسهلاً بكم على الطاولة الثالثة" و"أتمنى أن تستمتعوا بوقتكم في مطعمنا".

ويضيف الإنسان الآلي فيما تلمع عيناه بضوء أحمر: "لا تنسوا أن تعطوا آراءكم حول فكرة المطعم ومستوى الخدمة".

ويتنقل هذا الروبوت الذي يضع قبعة سوداء على رأسه ووشاحاً أنيقاً حول عنقه، ببطء على سكة حديدية تؤمّن حركته على أرضية الصالة المزدحمة بالزبائن.

ويقول صاحب المطعم رامي عبد الرحمن (30 عاماً)، إن فكرة المشروع نشأت لديه خلال جائحة كوفيد-19 إثر مشاهدة مقاطع مصورة تظهر روبوتات وموائد رقمية تعمل باللمس في مطاعم في الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا واليابان.

وما زالت أجزاء من مدينة الموصل التي خضعت لسيطرة تنظيم "داعش" منذ صيف 2014 حتى نهاية 2017، تعاني آثار سنوات الحرب.

لكن في إمكان سكان المدينة الابتعاد عن هذه الأجواء لفترة وجيزة من خلال تناول وجبة العشاء في مطعم "وايت فوكس".

رحلة في الفضاء

وتعكس مشاهد تزين الجدران داخل المطعم، رائد فضاء يطفو في الفلك ومنظراً للأرض وكواكب أخرى كما لو أنها من نافذة مركبة فضائية.

لكن عنصري الإثارة الأكبر هما الروبوتان المغلفان بالبلاستيك اللذان يتنقلان لتقديم الطعام للزبائن الذين يعج بهم الموقع.

وفي كل مرة يقترب الروبوت، يسارع الزبائن إلى إخراج هواتفهم الذكية لالتقاط الصور، كذلك يقف الأطفال ليأخذوا صورا لهم بجانب الإنسان الآلي قبل مغادرة المطعم.

ويشير عبد الرحمن، وهو طبيب أسنان، إلى أن الروبوتين مستوردان من خارج العراق، من دون الإفصاح عن كلفة المشروع أو الجهة الممولة له.

وتطغى التكنولوجيا على المطعم، حتى أن الطاولات الـ15 تعمل بنظام رقمي يتيح للزبائن من خلال اللمس تصفح قائمة الطعام وإرسال الطلبيات. كما زُودت الطاولات أجهزة شحن لاسلكية للهواتف.

ويلفت عبد الرحمن إلى أن البرمجة والنظام المستخدم في المطعم من تنفيذ مجموعة شباب من جامعة الموصل، "ساعدونا في ربط الطاولات والأنظمة وإنشاء برمجيات خاصة بالمطعم ووضع سيرفر (خادم معلوماتية) خاص بنا".

"المطعم المفضل" 

ويؤكد عبد الرحمن الذي يأمل توسيع خدمات مطعمه لتشمل وجبات الفطور والغداء، أن بعض زبائن "وايت فوكس" يجتازون مسافات طويلة للمجيء إلى المكان من محافظات مجاورة مثل صلاح الدين وأربيل.

ورغم المعدات الحديثة، يبقى هناك دور للإنسان، إذ يضع أربعة شبان الأطباق التي ينقلها الروبوت على الطاولات وبالعكس.

ويبدو بشار البياتي (50 عاماً) الذي أتى لتناول العشاء مع زوجته، معجباً بهذا الأسلوب الحديث في المطعم، إذ يلتقط صوراً له مع الروبوت مراقباً عمله بابتسامة على وجهه.

ويقول البياتي: "هذا شيء جميل وحضاري في مدينة الموصل، سافرت إلى خارج العراق، لكني لم أجد مثل هذا لا في تركيا ولا الأردن ولا السعودية".

ويضيف: "أنا سعيد جداً بوجود هذه الخدمة في الموصل، سواء لناحية النظافة أو السرعة أو الأسعار، وأتمنى أن تُعمم الفكرة في جميع المطاعم"، مؤكداً أن "وايت فوكس" سيكون "مطعمي المفضل في مدينة الموصل".

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
"خطوة".. مشروع صناعة الأطراف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالموصل

مجتمع

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية
الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.
الصورة

مجتمع

أعلنت السلطات الصحية العراقية، انتشال 5 آلاف و244 جثة من تحت أنقاض المناطق المهدمة بمحافظة نينوى، بعد 6 سنوات مضت على تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الذي اجتاحها صيف العام 2014.
الصورة
لمى الاسودي (العربي الجديد)

مجتمع

رغم لعنة الحرب التي تركت آثارها في اليمن، وجعلت سكانها يعيشون أسوأ كارثة إنسانية في العالم، غير أن الشابة اليمنية لمى الأسودي (30 عاماً)، استطاعت أن تفتح طاقة أمل للمرأة اليمينة بمشروع منزلي يدخل الآن عامه الثالث.
المساهمون