رمضان 2022: المسلسلات المغاربية تبحر في عوالم الهجرة السرية
اختارت مسلسلات مغاربية بارزة، خلال رمضان 2022، مناقشة موضوع الهجرة السرية غير النظامية، أو "الحرقة" كما يسميها المغاربيون. وحقق المسلسلان، "بابور اللوح" و"حرقة"، النجاح في تونس والجزائر، رغم بعض الانتقادات التي وجهت إلى العملين.
بابور اللوح
يُعرض مسلسل "بابور اللوح" على قناة "الشروق" الجزائرية، وهو عمل جزائري لكن من تأليف وﺇﺧﺮاﺝ التونسي نصر الدين السهيلي، مع بطولة يوسف سحايري، ومحمد خساني، ومصطفى لعريبي، ومليكة بلباي، وسهيلة معلم.
تدور أحداث هذا المسلسل حول الواقع المرير الذي يعيشه الشباب الجزائري الذي يلجأ إلى الهرب والسفر بطرق غير شرعية بحثاً عن مستقبل أفضل، لتابع المشاهد خلال الحلقات عدداً من القصص المأساوية المترابطة.
وأُنتج المسلسل قبل عامين، وعُرض العام الماضي على منصة رقمية مدفوعة، ما أدى إلى انتشاره على نطاق ضيق في الجزائر. لكن هذا العام اختارت قناة "الشروق" عرضه، قائلةً إن فريق العمل "أهداه إلى أرواح كل شباب الجزائر الذين ركبوا قوارب الموت، معتقدين أنها طوق النجاة فاختطفتهم أمواج البحر من ذويهم، ليكون المسلسل بمثابة مرآة لابتساماتهم، دموعهم، نجاحهم وخيباتهم التي جسّدها فريق العمل في شكل عمل درامي اجتماعي لنقل معاناة المواطن الذي لطالما بكاها في صمت".
ويعتبر "بابور اللوح" ثاني تجربة درامية جزائرية للمخرج التونسي نصر الدين السهيلي بعد مسلسل "أولاد الحلال"، الذي بثته القناة نفسها في رمضان 2019 وحقق نجاحاً حينها.
اتهامات لـ"بابور اللوح" بالإساءة لوهران
في المقابل، تعرّض المسلسل للانتقاد من قبل من اعتبره مسيئاً لمدينة وهران (غربي الجزائر) التي تظهر في العمل كمحطة لانطلاق قوارب الهجرة وبؤرة للشباب المهمّش.
اتهامات نفاها بطل المسلسل، أحمد مداح، قائلاً لموقع "الشروق" إن "الحرقة" "ظاهرة موجودة في كل المدن الساحلية، سواء كانت في الجزائر أو حتى في بعض الدول المغاربية الأخرى".
حرقة: الضفة الأخرى
عاد مسلسل "حرقة" في موسم ثانٍ بعنوان "حرقة: الضفة الأخرى" على القناة التونسية الأولى. وهو من إخراج الأسعد الوسلاتي، وسيناريو وحوار عماد الدين الحكيم، ومن بطولة منى نور الدين، ووجيهة الجندوبي، ورياض حمدي، وياسمين بوعبيد، ونادية بوستة.
ويلقي العمل الضوء على معاناة الشباب الحالمين بالهجرة غير الشرعية، والمغامرة الخطرة في قوارب الموت، مع تسليط الضوء على انعكاسات هذه التجربة على الأسر التونسية.
ويسافر الموسم الثاني إلى ما بعد الهجرة، إلى "الحياة في الضفة الأخرى". وتَعِد القناة التونسية الأولى بأن يكون هذا الموسم "أكثر عمقاً وتشويقاً بمشاركة أسماء فنية عريقة وقيمة إلى جانب أبطاله الرئيسيين".
وحقق الموسم الأول من المسلسل شهرة واسعة، وقال مخرج العمل في حديث إلى وكالة "الأناضول" إنه جرى نقاش مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول إنتاج نسخة سينمائية من المسلسل.
وكانت الحلقة الأخيرة من الموسم الأول قد عُرضت في سجن برج العامري بحضور عدد من الممثلين، إذ يقضي في هذا السجن عشرات الشباب محكوميتهم، بعدما قُبض عليهم أثناء محاولتهم الهروب في البحر.
"حرقة" يزعج السلك الديبلوماسي
ولم يسلم المسلسل بدوره من الانتقادات، إذ تعرّض الموسم الأول للانتقاد من قبل نقابة السلك الدبلوماسي التونسية، التي عبرت عن غضبها من أحد المشاهد. ففي إحدى حلقات المسلسل، ظهر مشهد لمسؤول في وزارة الشؤون الخارجية ينصح أحد الآباء باللحاق بابنه للبحث عنه عن طريق الهجرة السرية، وهو ما اعتبرته النقابة تشويهاً لسمعة الوزارة وموظفيها.
وبالرغم من هذه الانتقادات، أشاد الكاتب العام لنقابة السلك الدبلوماسي، إبراهيم الرزقي، بالمسلسل قائلاً إنه يتمتع بسيناريو ورسالة خارقين، وأنه حقق الشهرة والشعبية.
وأضاف في اتصال بإذاعة "شمس أف أم" حينها، أنه يرى أبناءه وعائلته يشاهدون المسلسل ويعيدون مشاهدته، وأن رسالته وصلت إلى العائلات لعلها تتفادى السماح لأبنائها بالهجرة السرية بقوارب الموت.