أنقذ راكب مجهول الهويّة طائرة ركّاب بمفرده بعدما تعرّض قبطانها للإغماء فوق سواحل ولاية فلوريدا في الولايات المتّحدة الأميركية يوم الثلاثاء، بحسب ما أفادت به "بي بي سي".
كان الراكب قد أبلغ برج المراقبة في مطار بالم بيتش بأنّه في وضع خطير، وقال عبر الراديو: "كابتن الطائرة لا يقوى على حمل نفسه"، ليضيف لاحقاً: "لقد فقد وعيه".
لم يكن لدى الراكب أيّ فكرة عن كيفية إيقاف الطائرة، وهي من طراز "سيسنا"، والتي كانت تحلّق على ارتفاع 2750 متر في الهواء، كما لم يكن قادراً على تحديد حالة الطائرة.
بينما هو في وضعٍ عصيب، تواصل معه مراقب الحركة الجويّة روبرت مورغان، والذي كان في استراحةٍ قبل أن ينبّهه زميله في مطار بالم بيتش الدولي إلى ما يجري.
ساعد مورغان، الذي يعلّم الطيارين الجدد، في إرشاد وتوجيه الراكب للهبوط بالطائرة بسلام.
ولم يكن الرجل الذي يعمل مراقباً جويّاً منذ أكثر من 20 عاماً، قد قاد طائرة مماثلة، لكنّه استطاع استخدام خريطة قمرة قيادة الطائرة لإعطاء الراكب التعليمات المناسبة.
وقال مورغان في تصريح لتلفزيون دبليو بي بي إف: "كنت أعرف أنّ الطائرة تحلق مثل أيّ طائرة أخرى، وأنّ عليّ إبقاءه هادئاً، لأرشده إلى المدرج وكيفية تخفيض سرعة المحرّك حتى يقدر على الهبوط".
يضيف: "من دون أن أشعر، سمعته يقول: أنا على الأرض. كيف يمكنني إيقاف هذا الشيء؟".
مع وصول الطائرة إلى المدرج، هرع مورغان للقاء الراكب، حيث تعانقا والتقطا صورةً سوياً، لكنّ الحماس أنساه أن يسأل الراكب عن اسمه، بحسب "بي بي سي".
وقال مورغان لشبكة سي إن إن: "شعرت بأنني سأبكي حينها". وأضاف: "لقد كانت لحظة عاطفيّة. كان يريد العودة إلى منزله ليكون مع زوجته الحامل"، ليكمل: "في نظري هو البطل، لأنني كنت أقوم بعملي فقط".
وأظهرت التسجيلات أنّ مورغان انهال بالإشادة على الراكب أمام الطيارين الآخرين بعد هبوط الطائرة على المدرج.
من جهتها، صرّحت إدارة الطيران الفيدراليّة بأنّ الطائرة خاصّة ومسجّلة على عنوان في ولاية كونيتيكت.
ووفقاً لهيئة فلايت أوير لتتبّع الرحلات، فإنّ الطائرة كانت قد أقلعت من مدينة مارش هاربر في جزر الباهاماس، قبل ساعةٍ واحدةٍ على إغماء القبطان.
وتولّى فريق الإطفاء في بالم بيتش نقل الطيار إلى المستشفى من دون الكشف عن اسمه أو حالته.