يمكننا وصف الحلقة الأولى من "ذا إكس فاكتور أرابيا" بأنّها بداية مخيبة للآمال لهذا البرنامج الذي حط رحاله هذه المرة في دبي، ومحطتها الفضائية.
آخر مواسم "ذا إكس فاكتور أرابيا" قدمتها محطة MBC الفضائية عام 2015 كجائزة ترضية يومها للمغني راغب علامة، بعد إقصائه من لجنة تحكيم "أراب آيدول"، ليجلس مواطنه وائل كفوري مكانه، بعد خلافات بين علامة وأحلام، وصلت إلى حد الشتائم.
في عودة علامة إلى برامج المواهب محاولة ليظهر منتصراً على أحلام، فجلس في الوسط بين إليسا ودنيا سمير غانم. لكن لم يكتب لهذه النسخة النجاح، ولم تسفر كل الجهود التي بذلتها MBC يومها عن تقديم مواهب تستحق فرصتها من الشهرة والنجاح. الأسباب كثيرة، منها قلة التركيز على المواهب والاستثمار بها عن طريق الإنتاج، والعمل على إذكاء خلافات مدروسة سابقاً بين الفنانين أنفسهم، ما أضعف النسخ العربية في مثل هذا النوع من البرامج.
عرفت هذه العروض التلفزيونية نجاحاً كبيراً قبل عقد من الزمن، ثم تراجعت في العالم العربي، بعد عدم تحقيقها ما سعت إليه المواهب. ولم يعد يذكر من أسماء المواهب التي وجدت مساحة من الانطلاق إلا قلة، منها محمد عساف من فلسطين (أراب آيدول، 2013) وناصيف زيتون من سورية الفائز في "ستار أكاديمي" عام 2009.
عرضت، الاثنين الماضي، الحلقة الأولى من برنامج "ذا إكس فاكتور أرابيا" بنسخة عربية، تقدمها محطة دبي الفضائية. وجلس في لجنة المدربين المغني اللبناني راغب علامة، إلى جانب زميله الكويتي عبد الله الرويشد، وزميلتهما المصرية أنغام.
ساعة واحدة من المباريات لاختيار فريق لكل مدرب كانت كافية لتخيب الآمال، إذ لم تُقدم النسخة المستحدثة أي جديد باستثناء الديكور. وأكثر من ذلك، فإن راغب علامة من الوجوه المستهلكة في هذا النوع من البرامج، إضافة إلى عبد الله الرويشد الذي لم يثبت مقدرة في برنامج "نجم الخليج" الذي عرض على فضائية دبي نفسها، ولا حتى زميلته أنغام التي شاركت في لجنة تحكيم "نجم الخليج" في موسم واحد.
ثمة ما هو مفقود، باستثناء الديكور المشغول بعناية. الواضح أن فضائية دبي تستثمر في هذا النوع من البرامج لتقديم ما هو جديد، رغم أنها تدرك جيداً أن لا ضمانة لنجاح البرنامج أو سقوطه، الأهم هو أن تثبت أنها تتجدد في كل دورة برامج موسمية. لكن كل ذلك لا يعفي الفضائية من المسؤولية في إتمام أو عرض برنامج لمجرد "ملء" الهواء بعرض برنامج منوعات لا يمكن أن يتحول إلى أداة للكشف عن مواهب تستحق مساحة من الشهرة والنجاح والضوء.
لم يصل "ذا إكس فاكتور أرابيا" في نسخة دبي إلى قائمة المواضيع الأكثر رواجاً على "إكس" (تويتر سابقاً)، لكن متابعين على المنصة نفسها قالوا إنهم شاهدوا الحلقة الأولى صدفة، وحاولوا التعليق على البرنامج والمدربين الذين اتخذوا من هذا المشروع، مرة أخرى، موقعاً آخر لكسب الشهرة والمال، ليس إلا.
بعد ثماني سنوات، يعود "ذا إكس فاكتور أرابيا" إلى الشاشة الصغيرة في عصر إنتاج المنصات البديلة، لمواهب بإمكانها أن تحصد شهرة ونجاحاً يوازيان العرض التلفزيوني، من دون شهادة "نجوم" يعملون بالدرجة الأولى من أجل مصالحهم.