"دوار شمالي" من بيروت: هنا دمشق

20 مارس 2023
المسلسل من بطولة عبد المنعم عمايري (فيسبوك)
+ الخط -

في بيروت هذه المرة، تأتي محاولة المنتج الأردني إياد الخزوز لتقديم عمل مختلف، يروي تفاصيل عن الواقع السوري. محاولة جيدة للمنتج المولع بالأعمال الجديرة بالمتابعة، في اختيار قصة حازم سليمان، وتكليف عامر فهد مهمة الإخراج، واتجاهه من دمشق إلى بيروت للبدء بالتصوير.
من الضروري الكلام على فريق الممثلين في "دوار شمالي"، والانقلاب الذي بدا واضحاً في مجمل الشخصيات التي تلعب الأدوار؛ عبد المنعم عمايري، إلى جانب أحمد الأحمد، ومن بيروت اختيرت كارمن لبس لتتحدث باللهجة السورية، ومن الوجوه الواعدة في الدراما السورية تحضر نانسي خوري في دور يبدو معقداً، لتلعب شخصية جديدة تختلف عمّا قدمته سابقاً.
سرت قبل أيام شائعات كثيرة تنتقد العمل، وتطلق عليه اتهامات يرفض مصدر في الشركة المنتجة، I see media، الرد عليها، ويكتفي بتذكيرنا بالبيان الذي صدر عن الشركة منتصف الأسبوع الماضي الذي يندد بالشائعات.
يقول البيان: "ما الذي يمنع المسلسل التلفزيوني من البناء، وفق مخططات لم يعتدها المشاهد، والاستعارة من أسماء ألفها، وستشكّل صوغاً رمزياً يشتبك مع حياته الواقعية وقضاياه المجتمعية، والسعي في تقديم شخوصه وفق بنية بصرية هادئة، بها تأخذه إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث تدور الحكاية، وتعود بفلاش باك تقليدي إلى الثمانينيات من القرن ذاته، لتنبش في أصول الخلافات، وتاريخ الشخصيات التي تركّب القصّة، ومن ثم تختتم على مقربة من زمننا الحاضر؟ ويمكن القول بثقة إن: جوهر صراع العمل ينطلق من الحالة الإنسانية البحتة".
في معلومات خاصة بـ"العربي الجديد"، كان التصوير سيحصل في الإمارات العربية المتحدة، بعد محاولات من العمل في دمشق، لكن لأسباب لوجستية اختار الخزوز بيروت، الأقرب إلى الأجواء والقصة التي تروي قصة رجل فاسد يقرر السيطرة على حيّ ماورد الشعبي لأهمية موقعه، فيستعين بابن أحد مالكي الحيّ لتحقيق هدفه، ويجعله قاتلاً مأجوراً يزيح عقباته.

سينما ودراما
التحديثات الحية

أما عنوان العمل، فهو كناية عن حافلة نقل الركاب على خط "دوار شمالي"، أطول رحلة لوسائط النقل العام في دمشق، بداية من منطقة المواساة إلى نهاية مساره الإجباري، حاملاً إلى المشاهد تفاصيل المدينة بكل تناقضاتها، مع أحداث تبدو جديدة على المشاهد، لكنها واقعية ومستمدة من يوميات هذا الباص داخل الأحياء السورية القديمة في عودة إلى زمن التسعينيات من القرن الماضي، حيث تدور القصة وتصور يوميات وأحداثاً بكل تفاصيلها، من خلافات وصراعات بين أهل النفوذ والسلطة وأهل الأصول والمبادئ. وتشتد التشابكات والتداخلات المنطقية بين الشخصيات، من خلال صلة القرابة والزواج وتقاطع المصالح وتباعدها.
وتتواصل الأحداث في العمل ضمن إطار درامي حادٍ، ليعود بعدها القاتل بحجة الاستيلاء على البناء الذي كان يخفي جرائمه فيه، ويبدأ البحث عن الرجل الفاسد لينتقم منه بسبب الحال التي أوصله إليها، لكن الأقدار تسير دائماً عكس التوقعات، وتتمدد الصراعات بينهما.

المساهمون