دهون البطن الحشوية: مخاطرها وطرق لتقليل تأثيراتها

29 مايو 2022
تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام الوسيلة الفضلى للتخلص من الدهون الحشوية (Getty)
+ الخط -

عادة ما يعتبر تكدس الدهون في أي موضع من الجسد أمر مزعج. إلا أنَّ مشكلة الدهون الحشوية المكدّسة في البطن لا تقتصر على الناحية الجمالية، بل لها تداعيات صحيّة لا يمكن الاستهانة بها. بحسب اختصاصية التغذية جويل فرحة، تساهم هذه الدهون في إفراز مواد كيميائيّة، قد تكون سامة في الجسم ومضرة، ما يزيدها خطورة. لكن بالالتزام والتقيد ببعض الإجراءات الأساسية، يمكن الحد من المخاطر الناتجة عنها.

ويعتبر الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن عرضةً لتكدُّس الدهون الحشوية، لكنها ليست حكراً عليهم، فحتى هؤلاء الأكثر نحولاً قد يتعرضون لمخاطر بسبب تكدس هذا النوع من الدهون.

بشكلٍ عام، تعتبر الطريقة المثالية للتأكد من وجود الدهون الحشوية هي قياس محيط الخصر، باعتباره مؤشراً مهماً لوجود الدهون في عمق منطقة البطن وحول الأعضاء. ويزيدُ خطر التعرُّض لمشكلات صحيّة، إذا تخطّى مقاس محيط الخصر 80 سنتمتراً لدى المرأة، و94 سنتمتراً لدى الرجل. ففي حال تخطي هذه الأرقام، لا بدّ من مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص. إلا أنَّ هذا المقاس لا يؤخذ بعين الاعتبار لدى الأطفال والحوامل.

ومن المؤشرات التي يمكن اعتمادها للتأكد من وجود الدهون الحشوية، هو مؤشّر كتلة الجسم، لأنه ينذر أيضاً بما إذا كان هناك ارتفاع في معدلات الدهون في الجسم عامةً، وإن كان لا يحدد إذا كانت هناك دهون حشوية بشكل خاص.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الدهون لا تكون ظاهرة، بل مخبأة في داخل البطن، وتحيط بالأعضاء كالكبد والأمعاء. مع الإشارة إلى أنّها تشكل عُشْر الدهون الموجودة في الجسم. وتعطي للجسم شكلاً أقرب إلى شكل التفاحة عادةً، كونها موجودة في محيط الخصر، علماً أنها أكثر شيوعاً بين الرجال بالمقارنة مع النساء.

تتكدّس الدهون الحشويّة في البطن على أثر الحصول على كميات زائدة من الوحدات الحرارية، وفي الوقت نفسه مع تراجع معدلات النشاط الجسدي. لكن مما لا شكّ فيه أن بعض الأشخاص يُعتبرون أكثر عرضة لتكدّس الدهون في البطن في الأرداف لأسباب جينية. ولدى النساء بشكل خاص، توضح فرحة أنه مع التقدم في السن، تتغير مواضع تكدس الدهون، فتتجمّع أكثر في محيط الخصر والبطن، وإن كانت تتكدس سابقاً في القسم الأسفل من الجسم، خصوصاً مع بلوغ مرحلة انقطاع الطمث، وتراجع نسبة الكتلة العضلية في الجسم. وبالتالي تصبح المرأة عندها أكثر عرضة لتكدس الدهون الحشوية في البطن، حتى في حال عدم زيادة وزنها. فتكون الدهون الحشوية بعد بلوغ مرحلة انقطاع الطمث لا علاقة لها بالسمنة بشكل خاص، بل ترتبط بتغيير مواضع تكدس الدهون وتركيزها في هذا الموضع. أما لدى الرجل، فثمة علاقة للعمر وللعامل الجيني في تخزين الدهون الحشوية.

ويشير وجود مؤشر مرتفع للدهون الحشوية في محيط الخصر دليلاً على متلازمة الأيض التي تجمع ما بين حالات متعددة، كارتفاع ضغط الدم والبدانة وارتفاع مستويات الكوليسترول ومقاومة الأنسولين. وتؤدي هذه الاضطرابات مجتمعة إلى زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. يضاف إلى ذلك، أنّه تبين أن وجود الدهون الحشوية في محيط الخصر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف والسرطان والربو وأمراض الكبد ومشكلات في الخصوبة وأوجاع في أسفل الظهر والتكلّس.

لايف ستايل
التحديثات الحية

الوسيلة الفضلى التي تدعو فرحة إلى اعتمادها لخفض معدلات الدهون الحشوية في الجسم، هي خفض الوزن عبر اتباع حمية وممارسة الرياضة. علماً أن الدهون الحشوية تتفاعل بشكل أفضل مع الحمية والرياضة بالمقارنة مع الدهون المكدسة في الأرداف. وبالتالي لدى التقيد بالحمية، سرعان ما يمكن ملاحظة تراجع في مؤشر الدهون الحشوية. وتعتبر ممارسة الرياضة بانتظام الوسيلة الفضلى فعلاً للتخلص من الدهون الحشوية. وقد أثبتت الدراسات أن الأدوية التي يمكن تناولها ليست فاعلة بقدر فاعلية الرياضة. أما بالنسبة إلى شفط الدهون، فبعكس ما يعتقد البعض، هي ليست فاعلة للتخلص من الدهون الحشوية، ويجب عدم التأثّر بالإعلانات التسويقية التي تروج لذلك.

المساهمون