دعوات للتظاهر أمام قناتين فرنسيتين بعد مقابلة مع نتنياهو

30 مايو 2024
متضامنون مع الفلسطينيين في مسيرة بالعاصمة الفرنسية، 29 مايو 2024 (لوك أوفريت/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "إل سي آي" الفرنسية تعلن بث مقابلة حصرية مع نتنياهو، مما أثار جدلاً ودعوات للتظاهر ضد هذا الظهور الإعلامي.
- مئات المتظاهرين يجتمعون أمام "تي إف 1" بدعوة من ريما حسن، معبرين عن رفضهم للمقابلة ومطالبين بوقفها، وسط إجراءات أمنية مشددة.
- الجدل حول المقابلة يندرج ضمن سياق أوسع من الاحتجاجات في فرنسا ضد الإبادة في غزة وتضامناً مع الفلسطينيين، مما يعكس التوتر السياسي والاجتماعي حول القضية.

أعلنت القناة الإخبارية الفرنسية "إل سي آي" عرض مقابلة تلفزيونية حصريّة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الخميس، عند الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت باريس. المقابلة مدّتها نصف ساعة، وأجراها الإعلامي في القناة داريوس روشبان. وستبثّ قناة "تي إف 1" مقتطفات من المقابلة عند الساعة الثامنة مساءً، أي قبل موعد عرضها الرسمي بنصف ساعة. 

وبعد الإعلان عن ظهور نتنياهو الإعلامي، خرجت دعوات للتظاهر أمام مقرّ القناتين في باريس اعتراضاً ومحاولةً للضغط لوقف بثّ المقابلة. وكانت المرشحة إلى الانتخابات الأوروبية المُقبلة، على لائحة حزب "فرنسا الأبية"، ريما حسن، من أوائل الداعين إلى التظاهر أمام هاتين القناتين، ودعت العاملين في مجموعة "تي إف 1" إلى التحرّك أيضاً لمنع "مجرم الحرب" من هذا الظهور الإعلامي. وأكّدت حسن أن المقابلة كانت ستُعرض على قناة "تي إف 1"، ولكن مع بدء الدعوات لمقاطعة القناة تمّ تغيير البرمجة ليتمّ العرض على القناة الإخبارية "إل سي آي" التابعة لمجموعة "تي إف 1".

وبالفعل، تجمّع مئات المتظاهرين مساء أمس الخميس أمام مقرّ "تي إف 1" في ضواحي باريس، احتجاجاً على بثّ قناة إل سي آي الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية مقابلة مع نتنياهو. وكان المتظاهرون يضعون الكوفيات ويرفعون أعلام فلسطين، بالقرب من البرج الذي يقع فيه مقرّ "تي إف 1" و"إل سي آي" على ضفة نهر السين. ولم يتمكنوا من الوصول إلى المبنى الذي عزلته قوة كبيرة من الشرطة، فتظاهروا في هدوء وهم يهتفون: "غزة، غزة، باريس معكِ!" و"وقف إطلاق النار الآن!" و"إسرائيل قاتلة". 

بدوره، عبّر النائب عن حزب "فرنسا الأبية"، أنطوان ليمون، عبر موقع إكس، عن حزنه وأسفه لما يحصل، إذ "تتمّ معاقبة نائب في البرلمان بسبب رفعه العلم الفلسطيني، بينما تستضيف قناة إعلامية من يقصف ويرتكب المجازر". 

نتنياهو يشعل الجدل في فرنسا

تأتي هذه المقابلة بعد سلسلة من الأحداث المتوالية في فرنسا، التي تمحورت حول استنكار الإبادة في غزة خاصة بعد مجزرة رفح. وحصلت هذه الاعتراضات على أكثر من صعيد، سواء داخل البرلمان الفرنسي أو في الشوارع عبر التظاهرات في شوارع باريس ومدن فرنسية عدة أخرى. واشتدّ الجدل الإعلامي حول الحرب على غزة في الأيام الأخيرة بعد رفع النائب في حزب "فرنسا الأبية" اليساري، سيبستيان ديلوغو، العلم الفلسطيني داخل مجلس النواب الفرنسي. وحصلت بلبلة في المجلس على أثر هذه الحركة التضامنية، وعوقب النائب لمدة خمسة عشر يوماً على اعتبار أنه من غير المسموح رفع أي علم داخل المجلس غير العلم الفرنسي. بعد هذه الحادثة، وأيضاً داخل المجلس النيابي وأمام عدسات الإعلام، حصل تلاسن بين نائبين فرنسيين، الأول ينتمي إلى حزب "فرنسا الأبية" والثاني فرنسي إسرائيلي، معروف بصداقته وقربه من نتنياهو. تلاسن وصل إلى حدّ وصف الأول للثاني بـ"الخنزير الغارق في وحل مجزرة جماعية". 

بعد خروج النائب ديلوغو من المجلس النيابي، كان الناس بانتظاره في شوارع باريس للاحتفال به وللسير في تظاهرة مطالبةٍ بوقف فوريّ لإطلاق النار في غزة. وتستمرّ التظاهرات لليوم الثالث على التوالي، على أمل أن يتمكّن المتظاهرون المتضامنون مع الفلسطينيين من وقف بثّ مقابلة نتنياهو هذا المساء.

المساهمون