دادي يانكي: هذه هي الجولة الأخيرة

17 ابريل 2022
تنتمي أغاني الألبوم إلى نمط الريغاتون (غريغ دوهيتري / Getty)
+ الخط -

ما زلنا حتى اليوم، نعيش تبعات جائحة كورونا، التي أثرت على الإنتاج الفني والموسيقي في العالم كله؛ إذ كانت فترة التوقف القسري، التي عاشها العالم الموسيقي، فرصة لإعادة خلط الأوراق وتوزيعها، نجحت باستثمارها بعض الفرق القديمة، التي عرفت كيف تستعيد جزءاً من بريقها الضائع، وبالمقابل خفتت أضواء نجومية العديد من الفنانين والفرق الموسيقية، التي كانت في عام 2019 قد وصلت إلى أوج توهجها.

هكذا، بدت جائحة كورونا أشبه بفرصة لبعث الروح في الهياكل الفنية الميتة، وأثرت أيضاً على محتوى بعض الألبومات، التي تضمنت قراءة للحدث العالمي، أو جاءت كردة فعل عليه، كلٌ بطريقته. كانت النقطة المشتركة بين غالبية الألبومات التي صدرت بعد كورونا، هي إرفاقها ببيانات صحافية تبررها، أو تتحدث عن فترة الانقطاع وظروف الإنتاج.

خلال العام الماضي، شهدنا بيانات وتصريحات غريبة مرافقة للإنتاجات الجديدة، لكنّ أياً منها لم تبلغ غرابته ما أقدم عليه المغني البورتوريكي، دادي يانكي (1977)، الملقب بـ "ملك الريغاتون"، الذي أصدر الأسبوع الماضي ألبومه الرسمي الثامن في مسيرته، بعنوان Legendaddy، وأعلن، في ذات الوقت، اعتزاله.

اسم الألبوم وغلافه لا يوحيان على الإطلاق بأن ما يقدمه دادي يانكي يمكن أن يكون إصداراً اعتزالياً، إذ تبدو، في تفاصيل العمل، لمسة واضحة هدفها التوكيد على حب الذات، الذي يصل إلى جنون العظمة؛ إذ إن اسم الألبوم هو كلمة Legendaddy. مصطلح نحته يانكي من خلال دمج اسمه الفني الأول Daddy مع كلمة Legendario، التي تعني أسطوري بالإسبانية.

أما غلاف الألبوم، فقد اختار له صورة الماعز، التي تعني بالإنكليزية Goat، وتستخدم أيضاً لاختصار "الأعظم في التاريخ" (Greatest Of All Time). هذه الإشارات لا تبدو أنها تتوافق مع ألبوم اعتزالي، يصدره فنان لا يزال في الخامسة والأربعين من عمره.

يضم العمل الجديد 16 أغنية، تنتمي جميعها إلى نمط الريغاتون (Reggaeton)، الذي نصب يانكي نفسه زعيماً له منذ بداية الألفية، حين بدأ يحقق انتشاراً عالمياً بفضله، وبفضل بعض الفنانين الآخرين الذين لم يتمكنوا من البقاء للمنافسة على أعلى المستويات، كما فعل يانكي، مثل دون عمر وفرانكي جي. يتضمن Legendaddy أغاني ريغاتون نمطية، حماسية ومثيرة ومحفزة على الرقص، تبعث لدى المستمع شعوراً بالفرح والبهجة. بالتالي، هي تختلف اختلافاً جذرياً عن أغاني أي ألبوم يُنتَج بنية مسبقة ليكون الإصدار الختامي في مسيرة فنان يرغب بتوديع الجمهور.

قد توحي كل هذه المعطيات بأن يانكي لم يكن جاداً عندما أعلن اعتزاله يوم طرح العمل، وأنه فعل ذلك لأهداف ترويجية ليس إلا. لكن هذا الافتراض لا يمكن أن نسلم به أيضاً، بسبب وجود العديد من الإشارات في الإصدار توحي بأنه قد أُعدّ للاعتزال بطريقة غير نمطية.

هذه الإشارات نلمسها في الأغنية الأولى، Campeón، التي يردد فيها يانكي كلمات مترادفة من اللغة الإنكليزية والفرنسية والإسبانية، لتشير معاً إلى العظمة، من قبيل: "البطل"، و"القائد"، و"السيد"؛ كلمات مهّد المغني لها من خلال الافتتاحية الاستعراضية التي تحمل اسم الألبوم، والتي يقدم فيها يانكي نفسه بكلمات حماسية، وكأنه يدخل إلى حلبة مصارعة ليقدم العرض الختامي.

يقول: "هذه هي الجولة الأخيرة. تقديم بطل الوزن الثقيل للموسيقى، مع سجل خرافي لم يتعرض فيه للهزيمة على مدار 32 عاماً من العمل في الموسيقى. إنه مؤسس ومبدع موسيقى الريغاتون، إنه الأسطورة. فلنستعد لآخر حركة".

المساهمون