حورية "ديزني" السوداء تطلق العنان لعنصرية بعض المشاهدين

27 سبتمبر 2022
حورية البحر في الفيلم الجديد (يوتيوب)
+ الخط -

قبل أسبوعين طرحت شركة ديزني إعلاناً تشويقياً لفيلم The Little Mermaid، وهو النسخة الحية من كرتون حورية البحر الصغيرة الشهير. الإعلان لم يمرّ من دون ضجة بسبب لون بشرة حورية البحر الأسود.

إعلان تشويقي أثار الجدل

في الإعلان التشويقي القصير تظهر الحورية في الظل مع زعنفة قزحية الألوان ووميض من الشعر الأحمر، لتنزلق برشاقة عبر عالم من الماء المليء بالأسماك والشعاب المرجانية والسلاحف البحرية وحطام السفن، ثم تخرج إلى الضوء لينكشف للجمهور أن لون بشرتها أسود.

وتسبب هذا الإعلان بعد ذلك في موجة من التعليقات العنصرية، التي رفضت أن تتحول الحورية المشهورة بلون بشرتها الأبيض وشعرها الأحمر إلى شابة سوداء البشرة مع شعر ملفوف.

وفي تاريخ "ديزني" الممتد لما يقرب من 100 عام، لم تكن هناك سوى أميرة واحدة سوداء البشرة، وهي الأميرة تيانا في فيلم The Princess and the Frog، وهو فيلم رسوم متحركة صدر عام 2009.

ولعبت دور حورية البحر السوداء الممثلة والمغنية، هالي بيلي، وهي واحدة من عضوتي ثنائي Chloe x Halle مع أختها كلوي بيلي. 

السود يرحبون بحورية البحر الجديدة

في المقابل، تلقى مجتمع الأميركيين الأفارقة النسخة الجديدة من حورية البحر الشهيرة بالترحاب، وانعكس ذلك على مقاطع التواصل الاجتماعي المنتشرة منذ ذلك الحين.

وانتشرت مقاطع تظهر فتيات صغيرات وهن يشاهدن للمرة الأولى ربما أميرة سوداء البشرة، تشبههن.

وكانت بيلي قد قالت لموقع "فارايتي" في أغسطس/آب: "أريد الفتاة الصغيرة بداخلي والفتيات الصغيرات مثلي تماماً اللواتي يشاهدن الفيلم أن يعرفن أنهن مميزات، وأنهن يجب أن يصبحن أميرات في كل شيء. لا يوجد سبب يمنعهن من ذلك".

سينما ودراما
التحديثات الحية

شخصية سوداء… ليست الضجة الأولى

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها شخصية سوداء الضجة في مواقع التواصل الاجتماعي. في "ديزني" نفسها تظهر الجنية في فيلم "بينوكيو" الجديد ببشرة سوداء، لعبت دورها الممثلة سينثيا إريفو. وهو ما قسم الجمهور وأظهر قسماً منها رافضاً لهذه الشخصية تحت مبرر أنها لا تشبه النسخة الأصلية من العمل.

لكن صحيفة "ماركا" الإسبانية ذكّرت القراء بأن الفيلم الأصلي صدر عام 1940، في فترة أميركية اتسمت بالتوترات العرقية العالية، ما جعل هوليوود لا تمثل السود الأميركيين في أعمالها الحية، ناهيك بالرسوم المتحركة.

وقبل نزوله إلى صالات السينما، تعرّض الفيلم الأميركي، "الفهد الأسود"، لهجمة عنصرية عبر مواقع التواصل. حيث رصدت التقارير حينها انتقادات يطلقها المتصيدون والمنتمون لمجموعات الكراهية واليمين المتطرف لتدمير سمعة الفيلم عبر الإنترنت، وتحديداً عبر مواقع تقييم الأفلام.

و"الفهد الأسود" هو أول فيلم يلعب فيه رجل أسود دور البطل الخارق في عالم "مارفل" (إنتاج ديزني).

وحينها أعطى ربع المعلقين تقريباً الدرجة الدنيا للفيلم، حتى قبل أن يشاهدوه.

الضجة حول الشخصيات السوداء لم تقتصر على عالم الأفلام، بل اخترقت عالم المسلسلات أيضاً، إذ قبل أن يعرض مسلسل "بيت التنين" انقسم المعلقون حول شخصية كورلس فلاريون، وهي شخصية سوداء البشرة في المسلسل، لكنها بيضاء في رواية النار والدم التي بُني عليها المسلسل.

وعبّر معلقون عن عدم رضاهم على الشخصية ذات الملامح السوداء، مبررين رأيهم بأن وصف الشخصية في المسلسل يجب أن يطابق الشخصية في الرواية.

من جانبه، رد الممثل ستيف توسان، الذي لعب دور كورليس فلاريون، في حديثه إلى راديو "تايمز"، قائلاً: "عندما كنا مجرمين وقراصنة وعبيداً في المسلسل السابق وافقوا على ذلك، ولكن نظراً لأن الرجل هو أغنى شخصية في المسلسل الجديد، وهو رجل نبيل، فقد صارت لديهم الآن مشكلة في ذلك".

المساهمون