حملة اعتقالات للنظام السوري و"قسد" على إعلاميين وناشطين

05 فبراير 2021
اعتقالات تطاول كل منتقدي سياسات النظام السوري (فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وتلك التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في الأيام الأخيرة إعلاميين وناشطين بتهم مختلفة، تتصل أساساً بنشاطهم المهني أو منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ اعتقل فرع الأمن الجنائي التابع للنظام السوري يوم الخميس موظفين حكوميين، بسبب تعليقات ناقدة على موقع "فيسبوك".

وأفاد موقع "عين الفرات" المحلي بأن دوريات الأمن الجنائي اعتقلت المهندس الزراعي الموظف في مديرية الزراعة في المدينة أحمد خلف الدندل، والموظف في "شركة الفرات للنفط" غازي الحاج عبد، على خلفية تعليقاتهما على منشورات متعلقة بفساد محافظ دير الزور السابق عبد المجيد الكواكبي.

كذلك اعتقل الأمن الجنائي، قبل نحو 10 أيام، ممتاز ياسين، وهو موظف متقاعد من "شركة الفرات للنفط" وصاحب حساب "حكايا ونسمات ديريه"، بتهمة نشر منشورات ضد بعض مسؤولي المدينة.

وكانت أجهزة أمن النظام قد اعتقلت قبل نحو أيام عشرة، في العاصمة دمشق، الإعلامية الشهيرة في تلفزيون النظام هالة الجرف، خلال عودتها من بلدتها السلمية في ريف حماة إلى مقر عملها في دمشق. 

وحسب مواقع إخبارية مؤيدة للنظام، فإن أسباب اعتقال الجرف تتعلق بنشاطها عبر "فيسبوك"، إذ انتقدت الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة النظام في سورية. وقد صنفت انتقاداتها ضمن إطار "الجرائم المعلوماتية" بحسب وصف النظام السوري.

كذلك ذكرت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري في بيان لها أن ثمانية أشخاص اعتقلوا بـ"جرم التواصل والتعامل مع مواقع إلكترونية مشبوهة". وأرجعت الوزارة سبب الاعتقال إلى "التواصل والتعامل مع تلك المواقع الإلكترونية لتسريب معلومات مزيفة ومشوهة إليها، لإحداث البلبلة وتشويه الرأي العام"، مشيرة إلى أنهم خلال "التحقيق معهم اعترفوا بإقدامهم على التواصل مع تلك الصفحات وتزويدها بمعلومات ملفقة".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

 

وكانت استخبارات النظام قد اعتقلت الشهر الماضي الصحافي شفيق الحريري، وهو مدير صفحة "أخبار  حلب الموالية"، عقب نشره صورة طفلة ملقاة خارج دار الأيتام في حي المارديني في مدينة حلب، شمالي البلاد.

وشرق البلاد، قال الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" إن "قسد" تواصل اعتقال الناشط الصحافي علي الصالح منذ يوم الخميس، بعدما أوقفته أثناء زيارة وفد من التحالف الدولي لـ"مشفى هجين"، لمحاولته التحدث مع مُنسقة التحالف.

إذ تبعد "قسد" أبناء المنطقة عن التحالف، وتمنعهم من التواصل معه، لكي تبقى هي الطرف الوحيد الذي يقدم تصوراته عن المنطقة وأهلها، حتى إن بعض المترجمين الذين يعملون مع التحالف يساعدون "قسد" في هذا الإطار، وفق البوكمالي .

وقال البوكمالي إن عمليات الخطف والاعتقال والاختفاء القسري التي تقوم بها أجهزة أمنية محسوبة على "الإدارة الذاتية" الكردية باتت مثار تهكم الناس الذين يتداولون عبارات مثل  "الفان الأبيض"، في إشارة إلى وسيلة الخطف التي  تكون عادة سيارة فان بيضاء مغلقة لا تحمل لوحة رقمية ويقودها ملثمون مسلحون يخطفون الضحية في وضح النهار أو في عتمة الليل إلى جهة مجهولة.

ولا يُعترف بوجود هؤلاء المخطوفين لديهم عادة، كما جرى أخيراً مع الناشط الإعلامي فنر محمود. وأوضح ناشطون أن فنر محمود الذي اختطف من الشارع مع دراجته النارية هو شخصية اجتماعية ويعمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للمرضى والعائلات الفقيرة.

ونفت قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، في بيان، خبر اعتقاله بداية، إلا أن الضغط الشعبي وتحول اعتقاله الى قضية رأي عام أجبرها على الاعتراف باعتقاله.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن التهم التي وجهت إلى فنر محمود تتعلق بالتجسس والعمالة للاستخبارات التركية وتسريبه معلومات وصوراً إلى الخارج، وهي تهم جاهزة، على غرار تهم النظام السوري بوهن نفسية الأمة أو فصل جزء من البلاد وإثارة النعرات الطائفية.

المساهمون