قال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنّ حملات التضليل الفرنسية والروسية المتنافسة سعت لخداع مستخدمي الإنترنت والتأثير عليهم في جمهورية أفريقيا الوسطى بالتزامن مع الانتخابات التي تُجرى هناك هذا الشهر.
وأوضحت "فيسبوك" أنها المرة الأولى التي ترى فيها عمليات التأثير الأجنبي تتفاعل مباشرة على منصاتها، مستخدمة حسابات مزيفة تتهم بعضها بنشر أخبار كاذبة. وقالت الشركة إنها أوقفت ثلاث شبكات يبلغ مجموع حساباتها 500 حساب وصفحة بسبب سوء استخدامٍ منسقٍ للشبكة.
وأعلنت أنّ إحدى الشبكات مرتبطة "بأفراد مرتبطين بالجيش الفرنسي"، بينما كانت للشبكتين الأخريين صلات "بأفراد مرتبطين بالنشاط السابق لوكالة أبحاث الإنترنت الروسية"، بالإضافة إلى رجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين. وسبق أن اتهم المدعون العامون الأميركيون بريغوجين بأنه وجه وكالة أبحاث الإنترنت للتدخل في الانتخابات الأميركية لعام 2016، بينما ينفي هو ذلك.
ونقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن رئيس سياسة الأمن السيبراني في "فيسبوك"، ناثانيال غلايشر، قوله الثلاثاء: "لا يمكنك محاربة النار بالنار، لدينا هذان التدخلان من جوانب مختلفة، باستخدام نفس التكتيكات والتقنيات، وينتهي بهما الأمر إلى نفس المصير".
وتحاول كل من فرنسا وروسيا التأكيد على نفوذهما في أفريقيا. وتتمتع باريس بعلاقات مع العديد من البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية وبينها مستعمراتها السابقة، بينما تتنافس موسكو على مكانة في سوق مربحة، ويحصل العديد من هذا التنافس في بلدان عربية وعلى حساب المواطنين وحقوقهم.
وقالت "فيسبوك" إن الحملتين ركزتا إلى حد كبير على جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تشهد انتخابات في 27 ديسمبر/كانون الأول، لكنها استهدفت أيضاً مستخدمين في 13 دولة أفريقية أخرى بينها الجزائر وليبيا والسودان.
وقال رئيس التحقيقات في شركة "غرافيكا" لتحليلات وسائل التواصل الاجتماعي، بين نيمو، إن الحملتين استخدمتا حسابات مزيفة للظهور بمظهر المواطن المحلي، ونشرت أحياناً صوراً مزيفة.
وبدأت التدخلات الفرنسية في منتصف عام 2019 ودفعت برسائل مؤيدة لفرنسا قبل استهداف "الأخبار الكاذبة الروسية"، بعدما ضبطت "فيسبوك" حملة تضليل مرتبطة بروسيا في أفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وحاولت التدخلات الروسية اللاحقة تعزيز المصالح التجارية والدبلوماسية الروسية، فضلاً عن ترشيح الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، في الانتخابات بأفريقيا الوسطى. في وقت لاحق، حاولت الحسابات الروسية طرد الحسابات الفرنسية التي كانت تحاول كشفها.
وأضاف نيمو أن أياً من الحملتين لم تبنِ جمهوراً كبيراً في جمهورية أفريقيا الوسطى، موضحاً "لقد بدوا وكأنهما فريقان من الأقزام يتصارعان بالأذرع، ولم ينتبه أحد لهما أصلاً".