يضطر السائق خالد أبو رحمة لشراء علب من الحلوى والشوكولاته لإعطاء إحداها إلى الركاب الذين ينقلهم، بدلا من عملة النصف شيكل المعدنية المفقودة من أسواق غزّة. وهو أمر انتشر مؤخرا بين السائقين في القطاع بعد تعديلات على أسعار المواصلات.
وأضافت وزارة النقل والمواصلات في الحكومة المقالة بغزّة النصف شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكل) إلى بعض التوصيلات الداخلية، في ظلّ إغلاق الأنفاق ووقف توريدها الوقود المصري وعودة السائقين الى الاعتماد على الوقود الإسرائيلي مرتفع الثمن.
ودفع اعتماد الشوكلاته والحلوى إلى حالة من الاشتباك اليومي بين السائقين والركاب، لكنّ الأمر لم يخلُ من تحويل الأزمة إلى حجّة لإطلاق النكات مثل وصف السيارات بأنّها "بقالات صغيرة".
وقال السائق أبو رحمة لـ"العربي الجديد": "أضطرّ إلى شراء الحلويات وإعطائها الى المواطنين في ظلّ ندرة عملة النصف شيكل، أحيانا أخجل من نفسي جراء ذلك.. لكن هذا هو المتوفر"، مشيراً إلى أنّ "راكبا قبل أيام كانت تسعيرة توصيله شيكل ونصف الشيكل، فأعطيته شيكلاً وحبّة شوكلاته، فضحك الركاب الآخرون".
لكنّ ركابا آخرين، وفق أبو رحمة، لا يعجبهم الأمر ويرون فيه استغلالا لحاجتهم ويجادلون في الأمر. وهو لا يملك إلا أن يسامح من يرفض التنازل عن النصف شيكل واستبدالها بالحلوى، ويعتذر منه.
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، شكّل الأمر فرصة لإطلاق مجموعة من النكات والكاريكاتيرات الساخرة. وبروح مرحة لا تجدها كثيرا في غزّة المنهكة، كتبت العشرات من التغريدات والبوستات الضاحكة.
في إحداها، كتب الشاب سليم غراب: "في غزة.. كل شيء إله حل.. إلا النصّ شيكل.. حلو الوحيد حلوة أو مصاصة أطفال أو حبة شوكلاته!"، وهو نفسه أضاف تغريدة أخرى: "الآن بتنا نشرب القهوة صباحاً دون حلوى.. الحلوى تنتظرنا في السيارة وعلى حسابنا".