حسن شاكوش، نحن مساميرك!

10 نوفمبر 2021
تلاقي أغاني المهرجانات شعبية عالية (Getty)
+ الخط -

"سحبنا ترخيصه نهائي بدون رجعة، لأنه الحقيقة إحنا مش ناقصين في الوسط الفني هذه النوعية الغريبة والعجيبة من الفن.. بالناقص من حسن شاكوش". بهذه الكلمات، قرّر نقيب الموسيقيين المصريين هاني شاكر إيقاف مغنّي المهرجانات، المعروف بحسن شاكوش، عن الغناء نهائياً.

تولّى هاني شاكر منصبه هذا للمرة الثانية، في يوليو/تموز من عام 2019. بعد أسبوعين، أعلن الحرب على مغنّي المهرجانات في مصر. جلس صاحب "عيد ميلاد جرحي أنا" على كرسيه، أو كراسيه الكثيرة، بينما وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى قواعد مجده الزائف الذي يسعى إلى أن يستمدّه عبر الظهور على الشاشات للسخرية من هؤلاء المغنّين، بلغة وضحكات تحقيرية تعاملهم كما لو أنّهم آفة اجتماعية يجب التخلّص منها. يمضي هاني شاكر، إلى جانب كثيرين، أبرزهم الملحّن حلمي بكر، بمهاجمة هؤلاء، متّهمين إياهم بالمساهمة في انحطاط الذوق العام، والمساس بأخلاق الشعب المصري وعاداته وتقاليده... وكل ما يمكن إدراجه تحت هذه المظلّة الضخمة التي تُدعى قيماً عامّة.

يستند شاكر، أو الأستاذ هاني شاكر، إلى قانون يعود إلى عام 1978، يقضي بعدم السماح لأي فنان ليس منتسباً إلى النقابة بالغناء أو ممارسة أي نشاط فني. نص القانون: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على 3 شهور وغرامة لا تقل عن ألفي جنيه ولا تزيد عن 20 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من زاول عملاً من الأعمال المهنية المنصوص عليها في المادّة 2 من هذا القانون، ولم يكن من المقيدين بجداول النقابة أو كان ممنوعاً من مزاولة المهنة ما لم يكن حاصلاً على تصريح طبقاً للمادة 5 فقرة رابعة من هذا القانون وتعديلاته بالقانون رقم 8 لسنة 2003، واللائحة الداخلية للنقابة هو المسؤول عن الموسيقى والغناء وغيرها ممن تنص عليهم اللائحة الداخلية للنقابة، وينبه على جميع المنشآت الحكومية وغير الحكومية والمحلات السياحية والفنادق والقرى بتنفيذ ذلك القرار من تاريخه، ومن يخالف هذا القرار يعرض نفسه للمساءلة القانونية".

وبما أنّ شاكر "مسؤول عن الموسيقى والغناء"، له أن يغنّي كما يشاء، وأن يمنع ممارسة هذا الفعل، وفقاً لمشيئته أيضاً. وعلى سيرة أنه يغنّي كما يشاء، ويدافع عن الأصالة والذوق العام الرفيع؛ فما الذي أورثنا إياه سوى النواح والاستيهامات العاطفية المبتذلة؟ ما الذي اقترحه طوال تجربته، سوى صعوده على أكتاف عبد الحليم حافظ؛ إذ راح يقلّده في "تسبيلة" عينيه، وادّعاء الحزن، والنحيب؟ هل هذه قيم تنطوي على أصالة تتناسب والذائقة العامة؟ أم أنّها مجرّد بكائيات مجانية لا يزال يجترّها منذ ظهوره حتى أيامنا هذه؟ هل عدم وجود ما يُسمّيه شاكر بـ"ألفاظ نابية"، كافٍ لاعتبار ما يقدّمه فنّاً رفيعاً؟

لسنا هنا في معرض الدفاع عن حسن شاكوش، أو حمو بيكا، أو مجدى شطا، أو كزبرة وحنجرة، أو فرقة الصواريخ، أو العفاريت، أو العصابة، أو بصلة، أو الزعيم، أو وزة مطرية، أو عمرو حاحا، أو الديزل، أو علاء فيفتي، أو فريق الكعب العالي، أو شواحة، أو أبوليلة، أو أندرو الحناوي... لسنا هنا للدفاع عن كل هؤلاء، الذين بعددهم، وعدد جمهورهم، يستطيعون الوقوف من أجل أنفسهم. لكننا نتساءل حول هوس شاكر في سلطته، وطريقة تنفيذه لما يريد استناداً إليها، وكذبه حين يقول إن هذا فنّ هابط، بينما تمدّ الدولة المصرية ذراعها إلى محمد رمضان، لأن الاستخبارات والجيش يستفيدان منه، من خلال الأعمال الدرامية التي يلمّع صورة المؤسسة العسكرية فيها.

المساهمون