بالتزامن مع "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة، تُعد حسابات هندية في مواقع التواصل مصنعاً لتصدير الأخبار الكاذبة والتضليل ضد فلسطين ولمصلحة الاحتلال.
وفي تقرير حديث، كشف موقع التحقق من صحة الأخبار الهندي، "بوم"، أن حسابات هندية عديدة تدير حملة تضليل تستهدف فلسطين والفلسطينيين وتدعم الاحتلال الإسرائيلي. وحلّل الموقع ثمانية حسابات هندية مضللة، تحمل كلها علامات التحقق الزرقاء، التي كانت في الماضي دليل مصداقية قبل أن يحوّلها مالك "إكس"، إيلون ماسك، إلى سلعة يحصل عليها من يدفع رسماً شهرياً.
وتسبب هذا التغيير الذي فرضه ماسك، في منح الأولوية للحسابات ذات العلامة الزرقاء، حتى لو كانت ذات محتوى كاذب، ما جعل هذه الحسابات تصل إلى جمهور أكبر على حساب الحسابات الصادقة التي لا تدفع الاشتراك.
مزاعم وأكاذيب
@ajaychauhan41 هو أحد هذه الحسابات التي داومت على تزييف الحقائق حول فلسطين، مثل خبر حول رجل من المقاومة يقتل امرأة طريحة الفراش. ونشر الحساب خبراً آخر زعم أن الفلسطينيين يستخدمون الخداع لاتهام الجنود الإسرائيليين زوراً بأنهم يقتلون الأطفال الفلسطينيين.
وشارك الحساب ذاته مقطع فيديو آخر يُظهر احتجاز عدد قليل من الرجال من قبل آخرين يرتدون الزي العسكري، بدعوى أنه يظهر مسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى أسرتهم حماس، بينما الحقيقة هي أن الفيديو يتعلّق بجهاز أمن الدولة الأذربيجاني.
مستخدم آخر عنوان حسابه @JIX5A نشر أيضاً عدداً كبيراً من المنشورات المضللة حول العدوان الإسرائيلي على غزة، من بينها مقطع فيديو مأخوذ من لعبة فيديو. وشارك المستخدم ذاته مقطعاً يظهر رجلاً يقطع رأس صبي صغير بدعوى أنه من مقاتلي حماس، لكن الحقيقة هي أنه من حلب ويعود لعام 2016. وحققت هذه المقاطع تفاعلاً كبيراً مستغلةً علامتها الزرقاء التي تمنحها الأفضلية على حساب محتوى حقيقي صادق من دون علامة زرقاء.
ذات ميول يمينية
لاحظ "بوم" أن الحسابات الهندية مثل @MrSinha_و@indicfaith و@MeghUpdates و@ippatel، التي تنشر أخباراً كاذبة حول غزة وإسرائيل، هي ذات ميول يمينية.
بدوره، يقود رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، حزب بهاراتيا جاناتا اليميني القومي الهندوسي، وقد عبّر عن "صدمته" من عملية "طوفان الأقصى"، واصفاً إياها بـ"الهجمات الإرهابية"، معرباً عن "التضامن مع إسرائيل".
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن حزب بهاراتيا جاناتا والجماعات القومية الهندوسية التابعة له، هي في طليعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف سياسية عالمياً، سواء لتعزيز أيديولوجيتهم وقبضتهم على الهند.
وبهاراتيا جاناتا حزب يضم 180 مليون عضو، ما يجعله آلة بث رسائل ضخمة مبنية على منصات التواصل الاجتماعي.
وبحسب الصحيفة، تحالفَ اليمين الهندي مع مودي لاستخدام التكنولوجيا بطرق مختلفة، وتقييد استخدامها من قبل المعارضين، في سعي نحو تحقيق أجندة قومية هندوسية تسعى إلى تهميش الأقليات الدينية وقمع الانتقادات.
وتقول "واشنطن بوست" إن اليمين في الهند أتقن نشر المواد التحريضية والكاذبة والمتعصبة. وقد تزايد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة في الهند في السنوات الأخيرة، خلال حكم مودي.
وبالإضافة إلى الجهود الرسمية، تقول الصحيفة، إن هناك أيضاً حملة موازية غامضة تتعاون مع صنّاع المحتوى الذين يديرون ما يعرف بصفحات "الطرف الثالث" أو "المتصيدين"، وهي متخصصة في إنشاء منشورات تحريضية مصممة للانتشار على "واتساب" وإشعال غضب الناس.
وكثيراً ما ترسم هذه المنشورات صورة رهيبة ومخادعة عن هند تقتُل فيها الأقلية المسلمة أفراد الأغلبية الهندوسية وتسيء إليها، حيث بحسب المنشورات لا يمكن ضمان العدالة والأمن إلا من خلال التصويت لحزب بهاراتيا جاناتا.