جوائز مهرجان "كانّ 77": أجسادٌ تائقة للتحرّر وعالم متصدّع

05 يونيو 2024
شون بيكر يتسلّم "السعفة الذهبية" من جورج لوكاس (فكتور بويكو/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الدورة الـ77 لمهرجان "كانّ" السينمائي، تميزت بتقديم أفلام متنوعة تجمع بين الواقع والخيال، مع تكريم جورج لوكاس بسعفة شرفية، وإضافة جو من التشويق بكلمة مستلهمة من "حرب النجوم".
- الجوائز الرئيسية شهدت تكريم "أنورا" بالسعفة الذهبية لشون بيكر، والجائزة الكبرى لبايال كاباديا عن فيلمها الذي يبرز حياة ثلاث نساء في مومباي، وجائزة لجنة التحكيم لـ"إميليا بيريز".
- المهرجان أكد على أهمية السينما في تجسيد الواقع والخيال، مع التزامه بتكريم الأعمال الفنية المتميزة والمبدعين من مختلف الثقافات، مشددًا على دور السينما كوسيلة للتعبير والتواصل الثقافي.

 

صورٌ وذكريات كثيرة تزاحمت في أذهان الحاضرين في حفلة ختام الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ" السينمائي، الزاخرة بأفلامٍ مشاركة في الأقسام المختلفة، قدّم فيها مبدعون من ثقافات عدّة تصوّراتهم عن العالم، واقتسموها في محكيّات بالصوت والصورة، تمزج الواقع بالخيال.

خيالٌ جامح حاضرٌ في كلامٍ طريف للممثلة كامي كوتان، مُقدِّمةِ الحفلة على خشبة مسرح "قصر المهرجانات"، مُستلهمةً من قاموس ساغا "حرب النجوم"، في تشويق يُمهّد لتكريم مبدعها جورج لوكاس بـ"سعفة شرفية"، تسلّمها من رفيق دربه فرنسيس فورد كوبولا، في إحدى أجمل لحظات الدورة، فوصفت أفلام المسابقة الرسمية بـ"22 محارباً لتحالف الثوار"، ورئيسة لجنة التحكيم غريتا غِرويغ بـ"المعلّمة يودا"، وأعضاءها بـ"فرسان جيداي الثمانية".

 

جوائز أساسية مُستحقَّة

مع تقدّم منح الجوائز، تبدّدت مخاوف أبداها مراقبون إزاء اختيار المخرجة الأميركية غِرويغ لرئاسة لجنة التحكيم. فجُلّ الجوائز وافقت آراء نقدية، بدءاً من "السعفة الذهبية" الممنوحة لـ"أنورا"، رائعة الأميركي شون بيكر. فيلمٌ حرونٌ وغير مهذّب، يضجّ بحرية شكلية، وطاقة سينما مستقلّة عن ديكتاتورية الحبكة التي أرستها أعمال الـ"بلوكباستر"، أو الكوميديا المنمّطة على قوالب "مهرجان ساندانس"، يقع في مكانٍ بين إرث جون كاسافيتيس، حين يلامس بيكر بكاميراه وجوهاً وأجساداً تغرق شجنها في صخب الحياة الليلية لنيويورك، وانتهاكية كوانتن تارانتينو، الساخرة من كلّ شيءٍ، بمشاهد لا تخلو من دموية، وشخصيات مختلّة نفسياً لكنّها جذّابة، لا تتوقّف عن التحرّك والالتحام الجسدي، ليحكي قصة تعلّم غير اعتيادية، تكتشف فيها عاملة جنس شابّة معنى الحبّ من دون مقابل، بالطريقة الصعبة.

بعد شكر زوجته ومتعاونين معه على إنجاز الفيلم، مزح بايكر (1971) قائلاً إنّه لا يعرف ما سيفعل بنفسه بعد اليوم، "لأنّ نيل "السعفة الذهبية" أقصى ما أتمنّاه في الحياة". لكنّه سيكمل "إخراج الأفلام لا محالة"، قبل أنْ يضيف، بلكنة أكثر جدّية: "سأظلّ أكافح من أجل إبقاء السينما على قيد الحياة. مُشاهدة فيلمٍ في المنزل أثناء تصفّح هاتفك، أو الردّ على رسائل البريد الإلكتروني بينما تركيزك مُشتّت، ليسا الطريقة الصحيحة، رغم أنّ بعض شركات التكنولوجيا تريد منا أنْ نعتقد ذلك. لذا، أقول إنّ مستقبل السينما حيث بدأت: صالة السينما".

المخرجة الهندية بايال كاباديا نالت الجائزة الكبرى عن "كلّ ما نتخيّله كضوءا": ثلاث نساء يشتغلن ليلاً في مستشفى في مومباي، تمثّل كلّ واحدة منهنّ جيلاً معيناً. يسعين، باختلاف شخصياتهن، إلى حياة كريمة بعيداً عن التعقيدات البيروقراطية، أو إلى حبّ غير منضبط لوقع الحتميات، والتصنيفات العرقية والدينية، وسطوة التقاليد المحافظة. تركّز المخرجة على مناخات ليلية، تنحتها إضاءات حالمة رغم الأوساط الفقيرة المزدحمة، وظروف العيش الصعبة التي تصوّرها، ما يعكس توق الشخصيات إلى الحرية. حكي كاباديا متجذّر في ثيمات كبيرة، صنعت مجد سينما المؤلّف الهندية، كالقصائد ومشاهد الحبّ وسط غابات الضواحي الريفية، وقدرتها على استجلاء حقيقة الشخصيات من لحظات صمتٍ، تتباين مع صخب الحاضرة الهندية الضخمة (23 مليون نسمة)، ونظرات تُترجم مسكوتاً عنه، ما يعكس اهتماماً بالغاً بالاشتغال على الشريط الصوتي.

هذا كلّه يُنبئ بقدوم مخرجة بقدرات كبيرة، قالت في كلمة بعد التتويج: "هذا فيلمٌ يتمحور حول الصداقة بين ثلاث نساء مختلفات للغاية. أحياناً كثيرة، تُحرَّض النساء بعضهنّ ضد بعض. إنّها طريقة مؤسفة صُمّم بها مجتمعنا. بالنسبة إليّ، الصداقة رابط مهمّ، لأنّها يُمكن أنْ تؤدّي إلى مزيد من التضامن والإشراك والتعاطف". وختمت مناشدةً: "أرجوكم، لا تنتظروا 30 سنة أخرى لتجلبوا فيلماً هندياً آخر" إلى "كانّ".

 

سينما ودراما
التحديثات الحية

 

جائزة لجنة التحكيم لـ"إميليا بيريز"، للفرنسي جاك أوديار. فيلمٌ آخر يرتعش بحرية الكوميديا الموسيقية، وانقلابات الحكي غير المتوقّعة، لالتقاط تعقيد مسألة الهويات في العالم المعاصر، من داخل "ميكروكوسم" تجارة المخدّرات، مُقطّراً بمَشاهد رقص وغناء بديعة (أطلق عليه نقاد وصف "ناركوميوزيكال")، ومشاهد حركة تخطف الأنفاس. طرح صادق للغاية، عن مأساة الاغتيالات والاختطافات التي يذهب ضحيتها عشرات الآلاف في المكسيك، جلّهم نساء. عملٌ يدين بالكثير لحيوية أداء الممثلة الأميركية الكبيرة سُوي سالدانيا، الحاصلة ـ مع كارلا سوفيا غاسكون، الممثلة الإسبانية المتحوّلة جنسياً، وسيلينا غوميز وكارلا صوفيا ـ على "سعفة" جماعية لأفضل تمثيل نسائي.

بدا التأثّر واضحاً على غاسكون (مؤدّية دور بارون المخدرات المكسيكي القاسي مانيتاس، الذي أجرى عملية تحوّل جنسي، فبات إيميليا بيريز)، فاختلطت عليها المشاعر واللغات في خطاب ألقته بعد تسلّم السعفة نيابة عن زميلاتها. أهدت فوزها إلى "جميع المتحوّلين جنسياً، الذين يعانون كثيراً"، وأضافت: "أريد أنْ يؤمن هؤلاء الناس أنّه يُمكن دائماً أنْ يتحسّنوا. لن أكذب عليكم: بالنسبة إليّ، تأدية دور مانيتاس أكثر إمتاعاً بكثير من دور إميليا بيريز. تقمّص دور مهرّب مخدرات مكسيكي، بصوت مختلف وخشن، والغناء به، بدا لي عملاً رائعاً".

 

رسولوف وغيره

استحدثت لجنة التحكيم جائزة خاصة لمكافأة التزام وشجاعة "بذرة شجرة تين مقدسة"، للإيراني محمد رسولوف، الذي تنصّل من ملاحقة السلطات الإيرانية له في 12 مايو/أيار 2024، قبل الحكم عليه غيابياً بثماني سنوات سجناً، بينما تعرّض أعضاء من طاقمه الفني لتضييق وضغوط. فيلمٌ كبير، يجري تبئيراً مرآوياً حافلاً بأحداث وتنويعات سينمائية (مشاهد حقيقية صعبة المراس، عن عنف قمع السلطة للمتظاهرين)، حول أزمة ثقة وبارانويا تستبدّ بالنظام، في ظلّ ظروف احتجاجات سبتمبر/أيلول 2022 وملابساتها.

كلّ ذلك من داخل أسرة نواة، تقع في قلب دوامة اختيارات أخلاقية، ومصالح الأب، باعتباره محقّقاً تمّت ترقيته حديثاً لمرتبة قاضٍ لمحكمة الثورة الإسلامية. قال رسولوف: "إذا كان عليّ التحدّث عن قلبي، يمكنني إخباركم أنّي في حالة متناقضة للغاية. واضح أنّي سعيد جداً بإنهاء الفيلم وعرضه هنا، وبتكريمه الليلة بهذه الجائزة. لكنّي أيضاً حزين جداً، ومفجوع بسبب الكارثة التي يمرّ بها شعبي يومياً".

أمّا جائزة أفضل إخراج، فلم يكن أحدٌ يستحقّها أكثر من البرتغالي ميغيل غوميش، الذي تسلّمها من يديّ فيم فاندرز، وهذا أوّل فوز له بجائزة في "كانّ" عن "الجولة الكبرى": تحفة تأمّل واستحضار شخصيات شبحية من ماضٍ، ينظر إليه المخرج ببساطة سهلة وممتنعة، تنحو تعدّد الأصوات وامتزاج الثقافات وموسيقى اللغات، وتختلط فيها صُوَر بنَفَسٍ توثيقي بالأسود والأبيض، من حواضر الشرق البعيد (ميانمار والصين وتايلاندا واليابان)، على خلفية حكي بأصوات غرباء في كلّ مرة. هذا خلق جدلية نفّاذة مع حكاية مينمالية (بالأسود والأبيض دائماً)، تجري في بداية القرن الـ20: امرأة تقتفي خطى خطيبها، موظّف الإمبراطورية البريطانية المُتخلّي عنها، مع مشاهد حالمة وتجريدية بالألوان، تنقل المشاهد إلى أجواء كارنفالية أو مسرحية (الدمى والظلال). لفتةٌ رائعة تفلح في بعث عالم مختفٍ، وإيقاع عيش ساد في زمن، كانت وسائله الوحيدة للتواصل ركوب البحر، أو شقّ الأدغال مشياً، ما أتاح مشاهد آسرة للقاء قارئات الطالع على أوراق اللعب، ومُدخّني الأفيون تحت سيقان الخيزران العملاقة، حيث تعيش أزواج باندا في إيقاع بطيء ومتناغم.

"سلّم نفسك للعالم، وانظر كم سيكون كريماً معك"، تقول إحدى الشخصيات. نادى غوميش بإصرار على ممثّليه ليلتحقوا به على خشبة المسرح، مازحاً (من دون أنْ تختفي النظرة الجادة من ملامحه): "إنّها جائزة أفضل إخراج، وأنا بصدد إخراج هذه اللحظة الآن"، قبل أنْ يشير إلى ندرة حضور الأفلام البرتغالية في المسابقة الرسمية، مُثنياً على تأثير مخرجين برتغاليين كبار، خصّ منهم مانويل أوليفيرا وجواو سيزار مونتيرو.

 

 

إلى ذلك، نال "المادة" للفرنسية كورالي فارجا جائزة أفضل سيناريو (فارجا نفسها): إثارةٌ ورعب (يبدو كحلقة نموذجية مُطوّلة من مسلسل "بلاك ميرور") قسّما المراقبين بين مشيد متحمّس وكاره متقزّز، أظهرت من خلالهما تحكّماً كبيراً في المؤثرات الخاصة وهندسة الديكور، وطرحاً خبيئاً لا يخلو من أهمية حول الهوس بالمظهر الجسدي في العالم المعاصر، وما يمكن أنْ ينطوي عليه من صفقات فاوستية خطرة مع الذات. لكنّ رؤيتها المفتقرة للمسافة مع أحداث متوقّعة، إلى حدّ معيّن، لا تترك شيئاً يُذكر لخيال المشاهد، ولا تفلت فرصةً للتمسّح بإثارة سهلة أضرّت كثيراً بالمحصّلة النّهائية. "هذا فيلم يتحدّث عن تجربة النساء في العالم، والعنف المحيط بهنّ. أعتقد أنّه يُمكن للسينما تغيير العالم، وأنّ هذا الفيلم خطوة صغيرة إلى الأمام"، كما أوضحت في كلمتها بعد تسلّمها الجائزة.

الأميركي جيسي بليمونز أكمل عقد المتوّجين، بنيله جائزة أفضل تمثيل، عن "أنواع من اللطف" لليوناني يورغوس لانتيموس. جائزة ربما يكون البريطاني بن ويشو أكثر استحقاقاً لها عن أدائه المبهر إدوارد ليمونوف، في "ليمونوف: القصة" للروسي كيريل سيريبرينيكوف، أحد أبرز الغائبين عن لائحة التتويج، مع "مبغالوبوليس" للأميركي فرنسيس فورد كوبولا، و"جيل تائه" للصيني جيا جان ـ كه.

 

مستوى متوسّط

إجمالاً، يُمكن القول إنّ الدورة الـ77 تميّزت بمستوى متوسّط، أبرز ما يفسره انعكاس إضرابات نقابة الممثلين وكتاب السيناريو في هوليوود، كما جاء في المؤتمر الصحافي لتييري فريمو، المندوب العام للمهرجان (13 مايو/أيار 2024). لكنّ المفارقة تكمن في أنّ "أنورا"، الذي حقّق تتويجاً للسينما الأميركية بـ"السعفة الذهبية" بعد 13 عاماً على "شجرة الحياة" لتيرينس مالِك، والسينما الهندية الحاضرة في المسابقة الرسمية بعد 30 عاماً من الغياب، لتتوّج بالجائزة الكبرى، لم يكونا ليحضرا ربما في المسابقة الرسمية، لولا تأثير تلك الإضرابات، ولتمّ تعويضهما بفيلمين آخرين لمخرجَين أميركيين مكرَّسين، أو من بطولة ممثلين نجوم.

هذا يطرح مجدّداً مسألة الانتقاء، ومدى جرأة اللجان في اختيار أعمال متفرّدة، حتى لو كانت لمخرجين من خارج رادارات المهرجانات الكبرى، في ظلّ حضور أعمال بدا واضحاً أنّها لا تستحقّ مكانها في المسابقة الرسمية لمهرجان بأهمية "كانّ"، لعلّ أبرزها القوقعة الملوّنة والفارغة "موتيل ديستينو" للبرازيلي كريم عينوز، وفيلم التحريك السّمج وفائق الاعتيادية "أغلى البضائع" للفرنسي ميشال هازانافيسيوس، وبدرجة أقل "أوه كندا" للأميركي بول شريدر، الذي اتّسم بحكي لا يحلّق عالياً، ومفرط في الذاتية. خاصةً أنّ هناك أفلاماً قوية أيضاً في أقسام موازية، أبرزها "أسبوعا السينمائيين"، حيث تألّقت أسماء كالفلسطيني مهدي فليفل و"إلى أرض مجهولة"، الذي خطف الأنفاس بإيقاعه المشدود، وإنسانيته الطافحة النابعة من قضية راهنة ومستعجلة.

وهناك أيضاً الإسباني خوناس ترويبا و"ستعود" (الفائز بجائزة "لابيل سينما أوروبا")، كوميديا رومانسية بديعة وشديدة السخاء، تعيد إحياء توجّه سينمائي غابر، "كوميديا الزواج من جديد"، الذي نظّر له الفيلسوف الأميركي ستانلي كافيل، بنَفَس مرآوي ملهم عن مهن الفنّ السابع، واشتغال أخّاذ على مونتاج متداخل بين السينما والحياة. هناك أيضاً "فيلم غير مكتمل" للصيني لو يِي (عروض خاصة)، الذي يبدأ في يناير/كانون الثاني 2020 في منطقة ووهان، كفيلم "ماكينغ ـ أوف" تمويهي، عن محاولة فريق عمل إتمام الاشتغال على فيلمٍ بقي مُعلّقاً عشر سنوات، قبل الغوص تدريجياً في قتامة يوميات تواكب انتشار كورونا في شنغهاي، والمآسي المترتّبة عن شطط السلطات الصينية في فرض الحجر الصحي.

رُشِّح "ستعود" كالأفلام الوثائقية المشاركة في "كانّ" لجائزة "العين الذهبية"، التي منحتها لجنة تحكيم برئاسة المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير، مناصفة (للعام الثاني على التوالي) مع "رفعت عيني للسما" للمصريّين ندى رياض وأيمن الأمير، و"إرنست كول" للهايتيّ راوول بيك، ما يطرح سؤالاً حول المكانة التي يوفّرها مهرجان "كانّ" للفيلم الوثائقي، وأيضاً: هل هذه الجائزة، المُقدّمة إشارة إلى الاهتمام بهذا النوع الأساسي، تُشكّل على العكس ثوباً يضيق به، مقارنة بإمكانات المشاركة والمكافأة الشاسعتين التي يتمتّع بها النوع التخييلي؟

يُقسّم لو يي الشاشة، ويمزج بين لقطات متخيّلة لما عاشه فريق الفيلم، ومقتطفات من عشرات الفيديوهات التي التقطها مجهولون، وثّقوا لحظات مغرقة في الإنسانية، في عامين، ما شكّل إحدى أولى المحاولات الناجحة في أخذ مسافة من الأزمة الصحية المرتبطة بكورونا، وتمثّلها فنياً بشكل يتجاوز، بل يخترق وطأة التناول الإعلامي المفرط لهذه الثيمة، مُطلقاً عنان التفكير في نوعية الصُوَر المنتشرة حولها إلى حدّ الابتذال.

المساهمون