جوائز "غرامي": اتهامات الفساد والإقصاء تعود

28 نوفمبر 2020
"ذا ويكند" اتهم القائمين على مسابقة "غرامي" بالفساد (ستيفين فيردمان/Getty)
+ الخط -

عام 2017، اتّهمت جوائز "غرامي" الموسيقية الأميركية بالعنصرية وتفضيل الفنانين البيض وإقصاء السود. كانت بيونسيه تتصدّر لائحة المرشّحين للجوائز حينذاك، وفازت أديل بالعدد الأكبر. اشتعل الغضب في التعليقات تزامناً مع الحفل الذي سيطرت عليه التحليلات السياسيّة التي كانت تعكس واقعاً أميركياً منقسماً.

خلال السنوات الثلاث الماضية، انتشرت حركات حقوقيّة تطالب بالمساواة بين الجنسين والأعراق على مستويات عدّة، بينها الفنّ. حاول المنظّمون أن يعكسوا ذلك، ففازت فنانات بعدد أكبر من الجوائز في "غرامي" وغيرها، لكنّ الاتهامات بإقصاء فنّ السود لم تختفِ، وهي تسيطر على حفل العام المقبل منذ اليوم.

إذ تلقت نسخة 2021، المزمع تنظيم حفلها ليلة 31 يناير/ كانون الثاني المقبل، شكاوى حول الفئات واتهامات بالفساد. فقد أعلنت الترشيحات الأسبوع الماضي، افتراضياً، بسبب كورونا، إلا أنّها أثارت جدلاً على مستوى الشعبيّة التي حازت عليها أغانٍ هذا العام ولم ينعكس فنانوها في الترشيحات.

تصدرت بيونسيه التي تمتلك أصلاً 24 جائزة "غرامي" السباق بتسع ترشيحات، بينها فئتا "ألبوم العام" و"أغنية العام"، عن ألبومها "بلاك بارايد"،الذي صدر في أوج التظاهرات الرافضة للتمييز بحق السود، متقدمة على البريطانية دوا ليبا والأميركية تايلور سويفت، بالإضافة إلى مغني الراب رودي ريتش، إذ نال كل من هؤلاء ست ترشيحات. كذلك حصدت بيلي أيليش، الفائزة العام الماضي بالعدد الأكبر من الجوائز أربعة ترشيحات هذا العام، تشمل فئتي "ألبوم العام" و"أغنية العام"، فيما حصدت بريتاني هاورد خمسة ترشيحات.

نجوم وفن
التحديثات الحية

لكن الفنان الكندي "ذا ويكند" اتهم القائمين على مسابقة "غرامي" بالفساد، بعد عدم ترشيحه لجوائز حفل 2021. وغرّد: "غرامي لا تزال فاسدة. أنتم مدينون لي ولجمهوري والوسط الفني بالشفافية". وتقول "بي بي سي" إنه كان من المتوقع أن يحقق النجم الكندي أداءً قوياً، وذلك بفضل ألبومه "أفتر آورز" وأغنيته المنفردة "بلايندين لايتس". ورد القائمون على الجوائز ردوا بالقول إنهم "يتعاطفون" مع خيبة أمله، لكن بعض الأعمال "المستحقة" تُغيب كل عام.

و"ذا ويكند" لم يكن الوحيد الذي اشتكى من ترشيحات هذا العام، إذ أبدى المغني الكندي جاستن بيبر بدوره امتعاضاً من ما اعتبره سوء تصنيف. وكتب الفنان الذي حصل على ثلاثة ترشيحات على "إنستغرام": "(تشينجز) كان وما زال ألبوم (آر إن بي). لم يُعترف به كألبوم (آر إن بي)، وهو أمر غريب جداً بالنسبة لي". وأضاف في منشور مطول: "لقد نشأت معجباً بموسيقى (آر إن بي) ورغبت في إنشاء مشروع يجسد هذا الفن. إن عدم وضع ألبومي في هذه الفئة يبدو غريباً، بالنظر إلى العزف والألحان والأسلوب الصوتي، وصولاً إلى إيقاعيات الهيب بوب المُختارة، إنه بلا شك ألبوم (آر إن بي)".

كما انتقد مغني الراب دريك، طالباً عبر "قصص" نشرها على "إنستغرام" من المعجبين والفنانين "التوقف عن السماح لأنفسهم بالصدمة كل عام بسبب حجم الانفصال بين الموسيقى المؤثرة وهذه الجوائز". وشاركته نيكي ميناج موقفه عبر "إنستغرام".

تُختار ترشيحات "غرامي" من خبراء في الأنواع الموسيقية الخاصة بهم، بما في ذلك المغنين وكتّاب الأغاني والمنتجين وموظفي شركات التسجيلات. وتنظر لجنة الفرز في آلاف الطلبات لإنشاء قائمة قصيرة تقلص بشكل أكبر من قبل مجلس الترشيحات، ما يؤدي إلى إسقاط أسماء بارزة، كما حدث هذا العام مع أليشيا كيز و​​سيلينا غوميز وغيرهما.

واتهم فنانون ومنظّمون القائمين على الجائزة بالفساد والمحسوبيات. وفي وقت سابق من هذا العام، زعمت الرئيسة المُقالة لـ"الأكاديمية الأميركية للموسيقى"، ديبورا دوغان، أن التصويت "أصبح مليئاً بالفساد"، وذلك بعد أيام من تعليق عملها إثر شكوى "إساءة سلوك".

يُختار الفنانون من "لجان سرية" تراجع قائمة طويلة من 15 إلى 20 مرشحاً في معظم الفئات، قبل تقليصها إلى خمسة أو ثمانية فنانين يشعر أعضاء اللجان أنهم أفضل تمثيل للقائمة. لكن زعمت دوغان أن إجراءات التصويت في "غرامي" شابتها مخالفات عدة، "من بينها علاقات تجمع أعضاء اللجنة مع الفنانين المرشحين، إمكانية ترشيح مجلس الإدارة لأسماء لم تشارك في القائمة الطويلة بشكل تعسفي، وتلاعب المجلس بعملية الترشيحات لضمان ترشيح بعض الأغاني أو الألبومات عندما يريد منتج (غرامي) تأدية أغنية معينة أثناء العرض".

كما زعمت دوغان أن لجنة مراجعة الترشيحات اختارت لجائزة أفضل أغنية لعام 2019 أغنية احتلت المرتبة 18 من أصل 20 لتكون من الأغاني المرشحة للنهائي، وأن الفنان الذي يقف وراء الأغنية سُمح له بالجلوس ضمن اللجنة. كما انتقدت عدم وجود تنوع في هذه اللجان، قائلة إنه "بين عام 2012 وحتى الآن، كان مجلس الإدارة مكوناً مما يقرب من 68 في المائة من الذكور و69 في المائة من القوقازيين".

ولا يزال التنوّع الإثني محل شكوى من قبل كثيرين في الوسط الفني في أميركا، ممّن يرون أن موسيقى السود لا تحظى بما يكفي من التقدير الواجب لها.

وفي خطابه لحفل ما قبل "غرامي"، في يناير/ كانون الثاني، طالب "ديدي" الأكاديمية بتغيير ممارساتها. وقال مغني الراب، الذي حصل حينها على جائزة عن مجمل إنجازاته، إن "(غرامي) لم تحترم يوماً موسيقى السود". وأضاف أن الافتقار إلى التنوع يمثل مشكلة في صناعة الترفيه بأكملها، وأن "على مدى سنوات، سمحنا لمؤسسات لا تمثّل مصلحتنا بالحكم علينا. وهذا يجب أن يتوقف الآن".

ولم يفز أي ألبوم راب بألبوم العام منذ عام 2004، على الرغم من أن موسيقى الهيب هوب هي النوع السائد في الموسيقى المعاصرة.

المساهمون