جريمة قتل المخرج الإيراني تتفاعل: الوالدان يعترفان بقتل ابنتهما وصهرهما أيضاً

20 مايو 2021
المخرج الإيراني بابك خريدم مع والديه القاتلين (تويتر)
+ الخط -

كان الإيرانيون في صدمة مقتل المخرج الإيراني بابك خرمدين على يد والديه، حتى تعقدت الجريمة أكثر، إذ تكشفت تفاصيل أخرى عنها وعن جرائم أخرى للوالدين القاتلين. ففي آخر اعترافات لهما بمحكمة جنايات طهران، حسب رئيسها محمد شهرياري، اعترف والدا بابك خرمدين، بارتكابهما جريمتين أخريين، الأولى قتل صهرهما فرامرز عام 2013 والثانية قتل زوجته وهي ابنتهما آرزو عام 2018.  

واعترف القاتلان بأنهما قاما بالتمثيل بالجثتين بعد جريمتي القتل ونقلهما إلى القمامة، وأبديا عدم الندامة على  هذه الجرائم، حيث قال أكبر، والد المخرج بابك في المحكمة، وهو يرفع شارة النصر، حسب مقطع مصور تداوله الإعلام الإيراني، إن صهره كان "لديه انحراف أخلاقي"، مبرراً قتل ابنته بالقول إنها أصبحت مدمنة بعد قتل زوجها. 

وأكد أكبر خرمدين أنه إذا خرج من السجن فقد يقتل أيضاً ابنته وابنه، الآخرين، غير أن أمهما التي نفذت مع زوجها الجرائم الثلاث قالت إنها لن تسمح بذلك لأن أفشين وآذر "ابنان جيدان للغاية". 

غير أن تصريحات صديقة المقتولة آرزو خرمدين، لوكالة "ركنا" الإيرانية، شكلت صدمة أخرى من خلال حديثها عن أن آرزو قد تعرضت لاغتصاب على يد والدها في الثامنة من عمرها. وقالت الشابة الصديقة للمقتولة إن آرزو تحدثت عن فاجعة الاغتصاب لها وكيف غيرت حياتها، وعلى أثرها وبسبب الضغوط النفسية الكبيرة أصيبت بمرض "التصلب المتعدد" (Multiple sclerosis). وأضافت أن آرزو لم تكن تعرف بمقتل زوجها على يد والديها، وكانت تعتقد أنه اختار العيش في الخارج بعد الخلافات معها.

وحسب اعترافات المتهم، كانت آرزو قد تزوجت ابن عمتها المقتول بعد طلاقها من زوجها الأول، ولم تدم حياتها مع زوجها الجديد فرامز إلا ستة أشهر قبل أن يختلفا مع بعضهما وتعود آرزو إلى بيت والدها، ويقرر الوالدان قتل صهرهما وهو ابن أخت الوالد. 

وأوضحت صديقة آرزو أنه بعد غياب الأخيرة راجعت وصديقاتها منزلها وطمأنهن والدها بأنها بخير وأبلغتهن الوالدة بأنها في تركيا، مشيرةً إلى أن والد آرزو كان "عسكري المزاج". علماً بأن أكبر خرمدين، الأب، عسكري متقاعد، حسب التقارير الإعلامية. 

كما نفى حارس المجمع السكني الذي كان يعيش فيه بابك خرمدين مع أسرته، صحة أقوال والده بأن ابنه كان يُحضِر بنات إلى البيت لإقامة علاقات جنسية غير مشروعة معهن، مشيراً إلى أنه لم ير هذا المشهد. 

ونقلت وكالة "ركنا" عن أم أحد أصدقاء بابك قوله إنه كان رجلاً هادئاً وحنوناً ولم تصدر عنه تصرفات غريبة. 

وحضر بعض طلاب وطالبات بابك، أمس الأربعاء، في الحارة التي كان يسكن فيها المخرج لإقامة سرادق العزاء تأبينا له، معبرين عن حزنهم وصدمتهم العميقين من مصير أستاذهم. إلى ذلك، نفت إحدى طالبات المخرج بابك، مزاعم والده، وقالت إنه كان رجلاً مؤدباً وصاحب أخلاق. 

وأكد رئيس محكمة الجنايات بطهران أن الطب العدلي أكد أن الأب "يتمتع بالسلامة العقلية"، وأنه سيخضع مرة أخرى للاختبار بهذا الشأن. وقال أكبر خردمين خلال التحقيقات إنه كان يطالع طوال اليوم في بيته. 

ونقلت صحيفة "هفت صبح" الإيرانية، اليوم الخميس، عن جيران العائلة، أنهم لم يلاحظوا سلوكا سيئا لأب العائلة، أكبر خرمدين، فأحدهم يروي أنه ليلة وقوع الجريمة، رأى أكبر، قائلاً: "هو لم يكن كعادته أبدا، عندما كان يرانا في الحارة كان يجلس معنا لساعات بحفاوة، لكنه تلك الليلة مر أمامنا سريعا بعدما قام بالتحية. قبل أسبوعين من ذلك كان شقيقه قد توفي، ولذلك كنت أتصور أنه حزين بسبب فقدانه شقيقه، لأنه دائما كان يجلس ويتحدث ويسأل عن حالنا". 

كما يشير جار آخر إلى العلاقة الحميمية بين أكبر خرمدين وحفيديه من ابنته آذر التي كانت تسكن في نفس الحارة، لكنها بعد ارتكاب الجريمة شطبت صور ابنيها مع جدهما على "إنستغرام". 

أكبر أيضاً كانت لديه توجهات قومية متطرفة، تجاه العرب، وهذا ما دفعه إلى تغيير اسم العائلة إلى خرمدين عام 1975 بعد ولادة ابنهما بابك. وذلك تيمنا بالشخصية التاريخية الإيرانية التي تحمل اسم بابك خرمدين، وهو اسم قائد إيراني يعرف عربياً باسم "بابك الخرمي" ثار على الخلافة العباسية. وعندما ألقي القبض عليه وأرسل إلى سامراء، أمر الخليفة العباسي أولاً بقطع يديه، ثم شنقه. وخلال التحقيقات، أقر أكبر خرمدين بمعاداته العرب.

دلالات
المساهمون