جدل حول التخيير بين الجنسية والحرية بعد إفراج القاهرة عن رامي شعث

09 يناير 2022
قضى رامي شعث 900 يوم في السجن (Getty)
+ الخط -

بعد تنازله عن الجنسية المصرية، تم الإفراج عن الناشط السياسي رامي شعث، وذلك بعد احتجاز دام 900 يوم في السجون، وبحسب بيان أسرته، فإن السلطات المصرية سلّمت شعث لمندوب السلطة الفلسطينية بمطار القاهرة، قبل أن يتوجه إلى العاصمة الأردنية عمان ومنها إلى باريس.

ونشر حساب منظمة العفو الدولية في فرنسا أول تصريح لشعث فور وصوله إلى باريس حيث قال: "لقد فعلناها، أنا سعيد جداً، لقد قضيت آخر عامين ونصف بين عدد من السجون، ومكان إخفاء قسري، بعضها تحت الأرض وبعضها فردي وبعضها مع عدد كبير من الناس، في تحد كبير للحياة مع نقص كبير لدور القانون أو الاحترام للكرامة الإنسانية". وأضاف: "بعد عامين ونصف لا يزال لدي العزم والنية للاستمرار، سأواصل طريقي وأصر على تحرير أصدقائي من السجون المصرية، أصر على حقوق الإنسان في مصر، أصر على تحرير فلسطين، أصر أن هذا سيستمر ولن يوقفنا مهما حدث".

وتابع: "لدي آلاف الأصدقاء الذين أتذكرهم، آلاف الناس الذين صادقتهم خلال العامين والنصف، أتذكرهم جميعاً، الكثير منهم صاروا أصدقاء مقربين، الكثير منهم يأمل أن يكون في مكاني يوماً ما ويراكم جميعاً، كل واحد منهم هو إنسان وليس مجرد رقم من آلاف السجناء المصريين".

الإفراج عن شعث قوبل بترحيب عربي ودولي، وفتح باب النقاش حول تنازله عن الجنسية المصرية، في ظل ادعاءات النظام المصري الخاصة بتمتع المصريين بحرية التعبير، مقابل الحقائق عن اكتظاظ السجون المصرية بالمعارضين، وارتباط الخلاص من المعتقلات بالتنازل عن الجنسية.

كتبت الناشطة والمعتقلة السابقة آية حجازي، والتي أفرج عنها بسبب حملها الجنسية الأميركية: ‏"لما الحكومة بتساوم نشطاء على جنسيتهم، بتبقى عايزة تثبت إنه: "شفتوا، قلنالكم إنهم خونة ومش وطنيين"، بتبقى عايزة المواطنين دائماً يقدموا فروض الولاء، ودي عقلية العسكر. المواطن دائماً متهم وده غلط. الوطن للمواطن بورق من غير ورق، من غير فروض ولاء، مبروك ‎#رامي_شعث مبروك المقاومة".

وقال الناشط المصري الأصل، الأميركي الجنسية، محمد سلطان، والذي مر بتجربة مشابهة: "أن تُخير بين حريتك وجنسية بلدك هو اختيار سهل، فالحرية تأتي أولاً دائماً وأبداً، ولا ينقص من انتمائك لبلدك لأنه في القلب.‏ أما النظام الذي يشترط تنازل الجنسية للتمتع بأبسط حقوق المواطنة في الحرية والحياة، فهو نظام يؤكد على فلسفته القمعية: أن تكون مواطناً يعني بالضرورة أن لا تكون حراً!".

وشارك الباحث أحمد عزت بجزء من بيان أسرة رامي شعث: ‏"(لا يجب أن يختار الإنسان بين حريته وبين جنسيته، ولد ونشأ رامي مصرياً، وكانت مصر وستبقى وطنه، ولن يغير التنازل القسري عن جنسيته ذلك أبداً). من بيان عائلة رامي شعث بعد إطلاق سراحه".

وعلق الحقوقي جمال عيد: ‏"2005: دينك أو وطنك، 2022: حريتك أو وطنك! في 2005 كان على البهائيين عمل بطاقات اختيار "مسلم أو مسيحي أو يهودي" فقط، وكأنه اختيار بين الدين والوطن! وإذا رفضوا فلن تستخرج بطاقة، الآن في 2022 أُفرج عن سجين الرأي رامي شعث مقابل تخليه عن جنسيته المصرية، وكأن الاختيار حريتك مقابل وطنك.

وشارك الكاتب والحقوقي بهي الدين حسين: ‏"التخلي عن الجنسية المصرية يفتح أبواب الحرية والأمل لك، هذه رسالة السيسي للمصريين! الإفراج عن الحقوقي الفلسطيني المصري ‎#رامي_شعث، الذي قضي أكثر من عامين في السجن باتهامات ملفقة، ودون تحقيق أو محاكمة، شكراً لحملة التضامن المصرية والدولية معه، شكراً للحكومات الأجنبية التي تبنته".

المساهمون