جبل أولوداغ... رحلة إلى أعالي بورصة

12 ديسمبر 2021
جرت صيانة التلفريك وتجديده في عام 2014 (الأناضول)
+ الخط -

يختصر محمود، الدليل السياحي بشركة "المقام" المتخصصة، جبل أولوداغ بـ وجهة جميع السياح والأتراك في هذه الفترة، ويزيد الإقبال على التمتع بطبيعة مدينتي يلوا وبورصة التركيتين، وصعود الجبل. مع هطول الثلوج، يتوجه السياح العرب والآسيويون صوب بورصة الباردة، لقربها من إسطنبول، ولما تزخر به معالم سياحية وطبيعية.

يلفت الدليل السياحي خلال حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أن البرامج السياحية هذا العام، تتضمن توسعا بالرحلات وحسومات؛ إذ لا تزيد كلفة زيارة مدينتي يلوا وبورصة وجبل أولوداغ، مع ركوب عبارة للوصول لمدينة يلوار بحراً، مع وجبة طعام، على 200 ليرة تركية.

ولمزيد من جذب السياح والإغراء، ببرامج بورصة والجبل، تتضمن الرحلة زيارة معمل راحة الحلقوم، وسوقي الحرير والمسقوف، والجامع الأخضر و"بيت المربى" بمدينة بورصة، الذي يحوي 38 نوعاً من المربيات التركية وزيارة الشجرة المعمرة (610 سنوات).

تكثر الرحلات إلى جبل أولوداغ بعد هطول الثلوج، بين شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط؛ إذ يعتبر أولوداغ، بحسب الدليل السياحي، من أهم وجهات عشاق التزلج والرياضة الشتوية، فهو يضم 20 مضماراً للتزلج، يتراوح طول أحدها بين 300 إلى 1980 متراً.

يعتبر أولوداغ من أهم وجهات عشاق التزلج والرياضة الشتوية، إذ يضم 20 مضماراً للتزلج

من جهته، يرى الخبير التركي، سردار دونميز، أن بلاده تعوّل على السياحة الشتوية هذا الموسم، بعد تراجع وباء كورونا، وعدم استقطاب الأعداد المتوقعة من السياح خلال الصيف، إذ لم يزد عدد السياح حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، على 17.6 مليون سائح، وهي أعداد قليلة جداً مقارنة مع عام 2019؛ إذ استقبلت تركيا، حينها، 41 مليون سائح.

يضيف دونميز، في حديثه إلى "العربي الجديد": "نرى حسومات على برامج الزيارات وزيادة الخدمات والمواقع، وذلك ترويجاً وتمهيداً لهطول الثلوج، عندما يعج جبل أولوداغ بالسياح والسكان المحليين"، متوقعاً تحقيق معدلات إشغال فندقي عالية خلال الموسم الحالي.

يُشار إلى أن قمة جبل أولوداغ، هي أعلى قمة فوق سطح البحر في منطقة مرمرة التركية، بارتفاع 2543 متراً، ما يجعلها في مقدمة مراكز التزلج والنشاطات الشتوية في المنطقة.

قرّبت مشروعات الطرق والجسور التي نفذت في السنوات الأخيرة، المسافة بين أولوداغ ومدن عدة، مثل كوجالي، وصقاريا وإزمير، خاصة الطريق الجديد بين إسطنبول وإزمير، الذي اختصر المسافة بين الولايتين إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة. وبعد تدشين جسر السلطان عثمان غازي، بين ولايتي كوجالي ويالوا، في يونيو/ حزيران 2016، اختصرت مدة الرحلة بين إسطنبول وأولوداغ إلى قرابة بين ساعتين فقط.

 قمة جبل أولوداغ هي أعلى قمة فوق سطح البحر في منطقة مرمرة التركية، بارتفاع 2543 متراً

في سياق آخر، يلفت الدليل السياحي، محمود حسين، إلى أهمية الأكواخ بجذب السياح إلى جبل أولوداغ، واصفاً الأكواخ هناك بأنها أحد مراكز السياحة الشتوية المهمة في تركيا، فهي لا تبعد عن منطقة الفنادق أكثر من 700 متر، ويبلغ عددها 22 كوخاً، وتستضيف الآلاف من السياح سنوياً لما تتميز به من جمال طبيعي وهواء نقي.

يشير حسين إلى أن وزارة الزراعة التركية كانت قد أنشأت هذه الأكواخ، ثم سلمت إدارتها إلى القطاع الخاص، موضّحاً أن أسعار الإقامة فيها مُتاحة لجميع الزوّار.

أخيراً، نلاحظ أن لجبل ألوداغ حضوراً لافتاً في الدراما والأفلام السينمائية التركية؛ إذ لفت الأنظار في عدد من الأفلام التي أُنتجت في الستينيات والسبعينيات. وبهذا، بات الجبل وجهة مفضلة لصناع الدراما والسينما، لما يتمتع به من أفق ومناظر طبيعية وتراكم ثلوج. كما أنه وبجود التلفريك في تلك المنطقة، خصوصاً بعد تحديثه عام 2014، واتخاذه طابعاً عصرياً، عاد المخرجون وصناع السينما إلى التصوير هناك، وإنجاز أعمال تتناول التاريخ الحديث لمنطقة بلاد الأناضول.

المساهمون