سار المصمم جان لويس ساباجي على خطى والده وحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث عندما سلك طريق تصميم الأزياء. وجد نفسه منذ الطفولة ينجرّ تلقائياً نحو مجال، سرعان ما وجد شغفه فيه، وأبدع فيه في كل خطوة جديدة. من أولى سنوات طفولته، بدأت موهبة لافتة تظهر لدى ساباجي الذي كان يرافق والده المصمم لويس ساباجي يومياً إلى المحترف. والده بدوره كان يظهر رغبة شديدة في توجيهه في هذا الاتجاه، حتى يراه يوماً مصمماً يمشي على خطاه في مجال لمع اسمه فيه.
لا ينكر المصمم الشاب أن الموهبة كانت دائمة موجودة لديه حتى برع في تصميم الأزياء، ولكنه أيضاً حرص على التخصص والدراسة في المجال الذي وجد شغفه فيه، وإن كان قد اختار بدايةً تصميم الغرافيك مجال تخصص، كونه كان متعمقاً إلى حد كبير في مجال تصميم الأزياء بما يسمح له بالانطلاق فيه. في الوقت نفسه، يعود الفضل إلى والده في ما اكتسبه من حرفية في التصميم وحرص على العناية بأدق التفاصيل، وتحديداً في مجال "الهوت كوتور" الذي لمع اسمه فيه. فنرى اليوم تصاميم ذات أناقة لافتة وتتميز بحرفية عالية في كل تفصيل فيها.
يقول المصمم لـ "العربي الجديد": "منذ طفولتي كنت أجد نفسي أنجذب تلقائياً، من دون جهد، نحو التصميم. كان والدي يصمم للعائلة المالكة السعودية، وتعود بي الذاكرة دوماً إلى اللحظات التي كنت أراه يعمل فيها على تطريز الفساتين الراقية وعلى التطريز بحرفية فائقة. أما تخصصي في المجال في ميلانو، فوجّهني نحو أسلوب مختلف عصري رسمت من خلاله طريقاً خاصاً بي وأسلوباً يشبه أفكاري لأترجمها على القماش بالحرفية التي نقلها لي والدي. بالنسبة لي الأفكار والحرفية تكمل بعضها ولا وجود لأي منهما دون الأخرى".
يبدو أن المزيج بين الدراسة وإرث العائلة والموهبة قد لعب دوراً في نجاح ساباجي اللافت، لاعتبار أن كافة العناصر تكمّل بعضها بالنسبة له، فلا يعطي أولوية لأحدها على حساب الآخر. ولعلّ حرصه الشديد على التطور المستمر قد ساهم في نجاحه أكثر فأكثر، فمع كل موسم جديد يطلع على ما يقدمه باقي المصممين من مجموعات ليستوحي منهم وأيضاً حتى لا يقع في خطأ النقل عن آخر أو في التكرار. أما الموضة فلأنه لا مكان لها في "الهوت كوتور"، يتبع في التصميم أحاسيسه ورغباته وفق عنوان يختاره لكل مجموعة.
يبدو أسلوب ساباجي جريئاً بعيداً عن الكلاسيكيّة غالباً، وفي الوقت نفسه تغلب عليه أناقة لافتة وقد تكون هذه العلامة الفارقة في تصاميمه. فمعظم تصاميمه بعيدة عن المألوف تشبه كل امرأة جريئة تبتعد في أسلوبها عما هو تقليدي. وأسلوبه البعيد عن المألوف هذا، تجد فيه المرأة الخليجية عنصر جذب لها كونها تعشق هذا الجانب لمزيد من التنوّع في الأسلوب، على حد قوله. لكنه يصمم أيضاً للمرأة الكلاسيكية، ليلبي مختلف الأذواق في التصميم. رغم تأثره بوالده، فإن أسلوب المصمم الشاب يختلف تماماً، ويجمع ما بين الأسلوب الشرقي الذي يتمسك به في التصميم لعشقه الثقافة العربية وأصوله الشرقية والأسلوب الأوروبي بلمساته الخاصة العصرية.
كأي مصمم لبناني شاب، واجه ساباجي تحديات كثيرة في المرحلة السابقة، ومن المؤكد أن عوامل كثيرة زادت من الصعوبات. لكن من التحديات الصعبة في البلاد وجود هذا العدد الهائل من المصممين في هذا المجال، ما يزيد من صعوبة أن يبرز بينهم بأسلوبه الخاص لاعتبار أنه ليس مسموحاً أن يشبه آخر في ما يقدمه.