جائزة ألبير لوندر: "لوموند" مجدداً

06 ديسمبر 2020
آلان كافال يتسلم الجائزة من المستشفى (تويتر)
+ الخط -

عبر شاشة تنقل صورته من المستشفى، رفع الصحافي الفرنسي الشاب آلان كافال شارة النصر بينما كانت جائزة "ألبير لوندر" للصحافة الفرنكوفونية تعلن فوزه عن تحقيقات أجراها من سورية. وفي الخارج، كانت هناك تظاهرات تطالب بحريّة التعبير إثر قانون "الأمن الشامل" الذي يسمح للشرطة بالقيام بانتهاكات والإفلات من عقابها.

فقد حصل مراسل صحيفة "لوموند" آلان كافال الذي أصيب بجروح بالغة مطلع تشرين الأول/أكتوبر الفائت في إقليم ناغورني كاراباخ على جائزة ألبير لوندر الثانية والثمانين، وهي أرفع جائزة مخصصة للصحافة الفرنكوفونية، وقد أُعلِنَ فوزه بها أول من أمس السبت، عن سلسلة من التقارير التي أعدّها عن سورية. 

وكان الصحافي البالغ 31 عاماً لا يزال السبت في أحد مستشفيات باريس، بعد شهرين من إصابته بجروح جرّاء قصف في إقليم ناغورني كاراباخ الذي شهد صراعاً دموياً بين أرمينيا وأذربيجان خلال الخريف قبل التوصل إلى اتفاق تسليم. وأوضحت جمعية ألبير لوندر في بيان أن لجنة التحكيم منحت الصحافي المتخصص في الشرق الأوسط الجائزة عن مقالاته التي تتناول "الجحيم السوري" المنشورة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ملاحظةً أنها "مشبعة بالإنسانية" وتتضمن "تحليلاً ثاقباً يساعد على الفهم". 

وكان تقرير كافال عن "الموت البطيء للسجناء الجهاديين" في شمال شرق سورية، عن مركز تديره القوات الكردية ويتكدس فيه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أو أنصاره، مكّنه في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت من الفوز بجائزة بايو للمراسلين الحربيين وبجائزة "أويست فرانس جان ماران". 

وقال كافال لوكالة "فرانس برس" إن فوزه بالجائزة "شرف عظيم"، لكنّه شدّد على أن "وراء كل تقرير عشرات الأشخاص الذين لا تظهر أسماؤهم مع أنهم أساسيون جدأً". وأضاف انه "عمل جماعي حقاً"، مشيراً بشكل خاص إلى جهود المصور لورانس جاي الذي رافقه إلى سورية. 

قلق بشأن تمثيل النساء في الجوائز التي حصدها الرجال هذا العام

بدأ منح الجائزة عام 1933 تحيةً للصحافي الفرنسي ألبير لوندر (1884-1932) الذي يُعتبر أبا الريبورتاجات الكبرى الحديثة. وتبلغ قيمة الجائزة النقدية التي يحصل عليها كل فائز ثلاثة آلاف يورو، علماً أن الفائزين يجب أن يكونوا دون الحادية والأربعين. وهذه هي السنة الثالثة توالياً يفوز صحافي من "لوموند" بهذه الجائزة، بعد بنوا فيتكين (المراسل في موسكو) وإليز فينسان (المتخصصة في شؤون الإرهاب الجهادي). 

وبسبب الأزمة الصحية، أقيم احتفال توزيع الجوائز المؤجل من تشرين الثاني/نوفمبر إلى كانون الأول/ديسمبر من دون جمهور في مسرح "أليانس فرانسيز" في باريس، ونقل في بث حيّ على شبكات التواصل الاجتماعي.

أما الجائزة السادسة والثلاثون للوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة ففاز بها المخرجان سيلفان لوفيه (38 عاماً) ولودوفيك غايار (40 عاماً) عن فيلمهما الوثائقي "سبعة مليارات مشتبه به" الذي يسلط الضوء على مخاطر المراقبة الجماعية، من نيس إلى الصين مروراً بإسرائيل، وقد عُرض في نيسان/إبريل على قناة "آرتي". 

ولاحظ لوفيه في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن تقنيات المراقبة هذه، كالتعرف على الوجوه، والطائرات المسيّرة من دون طيار "ازدهرت في كل مكان تقريباً بسرعة فائقة، تحت غطاء مكافحة الإرهاب"، مشدداً على أن فيلمه يواكب الأحداث الراهنة. وشرح أن جائحة كوفيد-19 سرّعت هذه العملية، من خلال تطبيقات تتبع المرضى على سبيل المثال، أو من خلال بعض بنود اقتراح قانون أمني جديد شهدت فرنسا السبت الماضي تظاهرات جديدة ضدها كانت أبرزها بدعوة من نقابات الصحافيين، وذلك بعد أسبوع من اعتداء الشرطة الفرنسية على الصحافي أمير الحلبي خلال تغطية تظاهرات ضدّ نفس القانون. 

ومُنِحَت الجائزة الرابعة للكتاب إلى الكاتب سيدريك غرا (38 عاماً) عن "متسلقا ستالين" (دار "ستوك") وهو ثمرة تحقيق استغرق إعداده عامين عن مصير الأخوين ابالاكوف اللذين تسلقا القمم لإظهار قوة الاتحاد السوفييتي قبل أن يصبحا ضحية لحملات التطهير الستالينية. وتمكّن المؤلف الذي يجيد الروسية "من الوصول إلى أرشيف" الاستخبارات السوفييتية ("كي جي بي") "لكن الذاكرة الرسمية لا تزال غامضة للغاية"، على ما يتضح من "التناقض المذهل" بين كون الأخوين ابالاكوف"من ابطال الدعاية السوفييتية" و"الساعات المظلمة" التي عاشاها، على ما قال لوكالة "فرانس برس".

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، علّق هيرفي بروزيني رئيس لجنة التحكيم المؤلفة من عشرين فائزاً سابقًا، على اقتصار قائمة الفائزين على رجال، فأبدى "قلقاً واضحاً" بشأن تمثيل المرأة. وأضاف بروزيني الذي عيّن في الصيف خلفاً للرئيسة السابقة للجنة آنيك كوجان، أن وسائل العمل لا تزال بحاجة إلى تحديد".  وشدّد بروزيني على أن هذه الجوائز تشكّل فرصة "للاحتفاء بالحرية وبالتزام الصحافة"، في وقت يشهد الشارع احتجاجات على المسّ بحرية الصحافة.

المساهمون