أشار تحليل جديد لبيانات التصويت على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لأفضل لاعب كرة قدم، إلى أن التشابه الثقافي بين أعضاء لجنة التصويت واللاعبين المتنافسين، يؤدي إلى تحيز في النتائج واختيار للفائز على أسس غير مرتبطة بكرة القدم، بل بمشتركات ثقافية، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في 13 يوليو/ تموز الحالي، في مجلة PLOS ONE.
أظهرت الدراسات السابقة أن الجوائز الكبيرة على مستوى الصناعة -مثل جوائز أوسكار وجائزة أفضل لاعب من الاتحاد الوطني لكرة السلة- تتأثر بالتحيزات داخل المجموعات المتنافسة. على سبيل المثال، قد يكون المصوت أكثر احتمالية للتصويت للاعب ينتمي إلى ذات البلد أو الدين أو الجنس. ومع ذلك، فقد أولى الباحثون اهتماماً أقل لتأثير التشابه الثقافي، وهو مجموعة من القيم الثقافية المشتركة، على التصويت في جوائز هذه الصناعة.
حلل المؤلفون (جامعة سيمون فريزر في فانكوفر الكندية) التحيز في التصويت في جائزة FIFA السنوية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم التي واجهت انتقادات بسبب التصويت المنحاز. يُحدّد الفائز من خلال التصويت من قبل قادة المنتخبات الوطنية ومدربيها، إضافة إلى إعلامي من كل دولة من قرابة 200 دولة حول العالم.
قيّم الباحثون بيانات التصويت في الفترة من عام 2010 حتى عام 2016، ودرسوا تأثير ثلاثة معايير قياسية للتشابه الثقافي بين المصوت واللاعب. كان المقياس الأول مدى التقارب الثقافي الذي يعكس أوجه التشابه في اللغة، والعرق، والدين، والأعراف الاجتماعية؛ وثانياً: التكتلات الثقافية بين الدول التي تقوم على العرق والدين واللغة والتقارب الجغرافي والتراث الاستعماري. أما المقياس الثالث، فكان مستوى شعور بعض أعضاء المجموعة بالولاء والمسؤولية تجاه بعضهم الآخر.
اقترح تحليل بيانات التصويت أن جميع مقاييس التشابه الثقافي الثلاثة تؤثر بالفعل في التصويت لجائزة أفضل لاعب في المسابقة. وأكد مجدداً أن بعض العوامل داخل المجموعة، مثل الجنسية المشتركة أو الانتماء إلى دوري أندية واحد، تؤثر في التصويت. ظهر تحيّز أقل للأصوات من البلدان التي تتمتع بتنوع أكبر في العرق واللغة والدين. علاوة على ذلك، بدا أن قادة المنتخبات أكثر تحيزاً من المدربين، وكان الإعلاميون أقل الفئات تحيزاً.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، إيان مكارثي (أستاذ الابتكار وإدارة العمليات في جامعة سيمون فريزر)، إن التحيز في عملية التصويت يعود إلى التشابه الثقافي بين المصوت واللاعب، كذلك تؤثر الجنسية المشتركة أو رابطة الأندية بالتصويت.
وأضاف مكارثي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن جائزة الفيفا، جائزة عالمية وتقدم معلومات شاملة عن المصوتين والمتنافسين وكيفية الإدلاء بالأصوات. في كل عام، هناك ثلاثة أنواع من المصوتين، لكل منهم ثلاثة أصوات لتخصيصها لقائمة مختصرة من 23 لاعباً مرشحاً، ويمنحون 5 نقاط و3 نقاط ونقطة واحدة للاعبين المختارين. ويفوز اللاعب الذي يحصل على أكبر عدد تراكمي من النقاط بالجائزة.
وأوضح أن أداء اللاعب في المباريات وحده لا يهم في تحديد الفائز بالجائزة. يتفوق التحيز في التصويت بناءً على التشابه الثقافي على معايير الأداء مثل إجمالي الأهداف وإجمالي التمريرات وإكمال التمريرات ولاعب المباراة وعمليات الاحتفاظ بالكرة.
على أساس هذه النتائج، يقترح الباحثون حلولاً مختلفة لتقليل التحيز في جوائز الفيفا وفي الجوائز المشابهة الأخرى، مثل تحديد معايير أوضح للمصوتين وإعلان التحيزات غير الملائمة وتعديلها.
أضاف مكارثي: "يسلط بحثنا الضوء على أهمية وجود جوائز تقدم معايير تتعلق بالجودة. بالنسبة إلى جائزة الفيفا، سيتضمن ذلك إجمالي الأهداف، والأهداف في الدقيقة، وإجمالي التمريرات، وإكمال التمريرات، ولاعب المباراة، والاحتفاظ بالكرة. يمكن مثل هذه المعايير مواجهة التحيز من خلال تحديد خيارات التصويت وقيادتها وتقييمها بشكل أفضل".