لليوم الثاني على التوالي، تتصاعد صيحات الفرح من بين أروقة المدينة الأثرية العتيقة في جرش (48 كيلومترا شمالي العاصمة الأردنية عمّان)، وهي تستقبل زوار مهرجانها السنوي الثقافي الفني في دورته الخامسة والثلاثين. إذ ضجت الحياة في ساحات الموقع وشارع الأعمدة، وتسابق الجمهور على حضور ثاني سهرات الغناء الجماهيري في حفل مشترك جمع الفنانة اللبنانية نجوى كرم (تشارك للمرة السابعة) والفنانة الأردنية زين عوض (تشارك للمرة الثانية).
حضر الحفل ما يقارب 3000 مشاهد، اتبعت معهم إدارة المهرجان نظاماً صارماً يسمح بحضور 50 في المائة من السعة الرسمية للمسرح الجنوبي، تطبيقاً للإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة الأردنية، خشية من موجة جديدة لفيروس كورونا. وسمح لكل من تلقى جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا بحضور الحفل، تحت إشراف مباشر من قوات الأمن العام.
ونجحت وصلة زين عوض في جذب الجمهور بعدما أدت أغنياتها الخاصة، والأغنيات الفلكلورية ومنها "ميدلي حيالله بيالي الصيف" من أرشيف المطربة الكبيرة سميرة توفيق التي منحت زين تفويضاً بإعادة تقديم أغنياتها. وبعد الحفل سجلت زين حلقة تلفزيونية من برنامج "بيت الكل" بمشاركة ضيفة المهرجان وزيرة الثقافة المصرية ايناس عبد الدايم، ستبث لاحقاً ضمن التفاهم الإعلامي الذي يجمع الفضائيات الأردنية والمصرية والفلسطينية.
وقالت عوض لـ"العربي الجديد" بعد انتهاء حفلها: "رصيدي الفني زاد اليوم نجاحاً، واستطعت البناء على النجاح الذي حققته في دورة جرش الماضية. أسعى لأقدم صورة تليق بالفنان الأردني، وألا أقف عند المعوقات التي تحد من إنتشارنا كفنانين أردنيين". وستحل عوض ضيفة على مؤتمر الإعلام العربي الذي سيعقد في فندق الرويال بداية تشرين أول/ أكتوبر المقبل، وسيجمعها حفل بالفنان المصري هاني شاكر.
بدورها، استبقت الفنانة نجوى كرم غناءها في المهرجان، بأن قامت في اليوم السابق بجولة سياحية بطائرة عامودية فوق سماء العاصمة عمّان، قبل أن تحط رحالها في منطقة البلوفارد (الوسط الجديد لعمّان) وتلتقي بجمهورها في حدث سنوي اعتادت نجوى تنظيمه، قبل كل مشاركاتها في مهرجان جرش.
وفي حفلها، نوعت نجوى بالغناء بين جديدها وقديمها، وغنت أغنية "جاية يا جرش") التي غنتها لأول مرة عام 1996، وتروي فيها حكاية فنانة كانت تحلم بالوقوف على مسرح المهرجان. وبصوتها الجبلي استجابت نجوى على مدى ساعة ونصف الساعة لطلبات الجمهور بالغناء لهم، وقالت: "اليوم نستعيد حياتنا التي خطفها منا فيروس كورونا، جئت ومعي حب اللبنانيين لأشقائهم الأردنيين. اليوم مع مهرجان جرش نحيا الواقع الذي نتمناه جميعاً".
وانطلقت عصر الخميس في المركزالثقافي الملكي في عمّان، فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان، بندوة استذكارية للشاعر الراحل جريس سماوي (1956-2021) الذي اطلق اسمه على مهرجان جرش تخليداً لذكراه كونه شغل منصب مدير المهرجان ووزير الثقافة وله إسهاماته الأدبية الكبيرة.
وتحدث في الندوة وزير الثقافة علي العايد ومدير المهرجان أيمن سماوي، مستذكرين الأثر الذي خلفه الراحل وراءه، كما قدم الشعراء اللبناني زاهي وهبي والمصري أحمد الشهاوي والمغربي حسن نجمي شهادت إبداعية عن الراحل، فيما قدم الشعراء راشد عيسى وليندا عبيد والفنانة عبيرعيسى قراءات من شعر الراحل، فيما أعلن في نهاية الندوة عن الفائز بـ"جائزة جريس سماوي للشعر" وقيمتها 2000 دينار أردني، وفاز بها الشاعر هشام عودة.
وتتواصل اليوم الجمعة ثالث أيام المهرجان بحفل يحييه الفنان جورج وسوف على المسرح الجنوبي في جرش، فيما تقام أمسيات شعرية في عمان وأربد. وينتظر جمهور الغناء حفلات السوري حسين الديك والأردنية ديانا كرزون في 30 سبتمبر/أيلول، وبعده حفل العراقي سيف نبيل ومعه الأردنيان توفيق الدلو وأسامة جبّور في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ويختتم المهرجان حفلاته مع عمر العبداللات ونداء شرارة يوم الثاني من أكتوبر/ تشرين أول.