تمثال عملاق من الذهب لكلب ألاباي... أحد الرموز الوطنية لتركمانستان

13 نوفمبر 2020
تصميم التمثال مبادرة من الرئيس موخميدوف الذي أصدر كتاباً عن كلاب ألاباي (تويتر)
+ الخط -

وسط احتفالات شعبية ورسمية مهيبة، وعلى وقع الأغاني الفلكلورية أزاح رئيس تركمانستان قوربان غولي موخميدوف الستار عن تمثال ذهبي لكلب من سلالة ألاباي بطول خمسة عشر متراً في ساحة كبيرة وسط العاصمة عشق أباد.

 وحسب وكالة " تركمانستان اليوم" يبلغ طول التمثال الذهبي ستة أمتار، وتحته قاعدة ارتفاعها تسعة أمتار من الإسمنت المزين بالرخام والمرمر، إضافة إلى شاشة تعرض على مدار الساعة مقاطع فيديو لكلاب " ألاباي" التي باتت رمزاً وطنياً ينافس الخيول والسجاد اليدوي.

ويقع التمثال الجديد في ساحة بنيت خصيصاً، وسط حي سكني جديد افتتحه الرئيس موخميدوف، ويبلغ قطر الساحة 36 متراً، وتشرف على عدد من الطرق الرئيسية، وتخضع الساحة وتمثال كلب الرئيس المفضل لمراقبة عبر تقنية الفيديو طوال الوقت.

وجاء تصميم التمثال بمبادرة من الرئيس موخميدوف الذي أصدر في العام الماضي كتاباً كاملاً عن كلاب ألاباي، وأشرف شخصياً على عمل المهندسين وزودهم بنصائحه.

وحسب وكالات الأنباء المحلية فإن " مبادرة انشاء تمثال للكلاب تعود إلى رئيس البلاد، وتظهر بكل الأحوال الاحترام والتقدير للشجاعة التي لا مثيل لها، والقلب الرقيق لهذه الحيوانات الرائعة، وتشير إلى دورها ( الكلاب) في تشكيل مصير الأمة تاريخياً، وتلك المكانة التي تحظى بها في حياة الناس.. والتمثال الجديد يشير بوضوح إلى  السمات المميزة لسلالة كلاب ألاباي وفي مقدمتها الكرامة والثقة بالنفس".

وتعد كلاب ألاباي إحدى فصائل الكلاب التركمانية، ويحرص أهالي تركمانستان على اقتنائها في منازلهم، وتستخدم للرعي في آسيا الوسطى.

وأثناء إزاحة الستار عن التمثال الذهبي تسلم صبي صغير كلب ألاباي، المدرج رسمياً إرثاً وطنياً لتركمانستان، إلى جانب السجاد المصنوع يدوياً وسلالة "أخال تكه" من خيول السباق.

وفي العام الماضي أصدر موخميدوف كتاباً كاملاً عن سلالة كلاب ألاباي، أكد فيه أن هذه الفصيلة من الكلاب ذات الشدق الكبير والصدر المنتفخ هي منذ أربعة آلاف سنة رفيقة الرحّل ممن جابوا مع قطعانهم الأراضي الصحراوية المشكلة لتركمانستان الحالية.

وحسب الرئيس فإن الأسلاف من سكان البلاد كانوا "يرون في الخيل حلمهم وفي كلاب ألاباي هناءهم"، وألف الرئيس "متعدد المواهب"  قصيدة وقرأها على أعضاء حكومته وحولت لاحقاً إلى أغنية.

ومعلوم أن الرئيس "الفارس" افتتح منذ سنوات تمثالاً لحصان من سلالة "أخال تكه" وكان تغنى بمواصفاته في كتب سابقة عن سلالات الخيول. 

موخميدوف أهدى عدداً من الزعماء العالميين جراء من فصيلة "ألاباي"، وفي 2017 فاجأ الحضور في اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين بتقديم جرو صغير من فصيلة الكلاب المحببة له، وذلك بمناسبة الذكرى 65 لميلاد بوتين.

وفي 2019  قدم موخميدوف جرواً آخر هدية لرئيس وزراء روسيا السابق ديميتري مدفيديف مع شهادة ميلاد للكلب، وترك له الحق في إطلاق الاسم المناسب على الجرو الذي اقترب من صاحبه الجديد.

واختير كلب ألاباي شعاراً للألعاب الآسيوية للفنون القتالية في 2017، وهو من الأحداث العالمية النادرة في تركمانستان الدولة المغلقة في آسيا الوسطى والعائمة على بحر من الغاز الطبيعي.

وموخميدوف هو الرئيس الثاني لدولة تركمانستان بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهو طبيب أسنان ووزير صحة سابق وتولى حكم البلاد بعد وفاة  سلفه صابر مراد نيازوف، وأصدر عشرات الكتب في طب الأعشاب وسلالات الحيوانات، كما ألف عدداً من الأغاني وأداها مع أحفاده، ويطل أسبوعياً ببرنامج أسبوعي على أبناء شعبه للحديث في مواضيع شتى.

المساهمون