تغطية كورونا في 2021: تحديات للإعلام

21 ديسمبر 2020
غطى الصحافيون بأمانة الأمل واليأس (الأناضول)
+ الخط -

لا يزال كورونا يصيب المزيد من الناس ويحصد الأرواح، في المقابل تظهر أخبار مبشرة من هنا وهناك حول اللقاح الذي طال انتظاره. لكنّ العالم لا يزال يحتاج وقتاً، فيما تكاد الدقة الإعلامية تصبح أكثر إلحاحاً، كون الأخبار الكاذبة والتضليل عن جائحة كوفيد-19 وإصاباته ولقاحه مستمرة بالانتشار من دون قدرة على وضع حدّ لها حول العالم، خصوصاً في ظلّ انتشار حركات علنيّة ومجموعات على الإنترنت تشكّك بالفيروس وتدعو لعدم تلقي اللقاح، كما تضلّل بخصوص العلم عموماً. فكيف ينبغي لوسائل الإعلام أن توازن بين شتاء كورونا القاتم والأخبار المفعمة بالأمل حوله؟

شاشة مقسمة
تنقل شبكة "سي أن أن" عن الأستاذة في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، زينب توفيقجي تأكيدها أن "الواقعية مهمة". 
وتوضح أن "الأخبار السارة جيدة حقاً، لكن هذا لا يزيل التحديات التي ما زلنا نواجهها والشتاء الصعب الذي ينتظرنا مع ارتفاع حالات الإصابة، والمستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية المثقلين بالأعباء، لذلك أعتقد أنها مسألة واقعية في كلا الأمرين، الجيد والسيئ". وترى خبيرة الأمن الداخلي والمحاضرة في كلية كينيدي الحكومية بجامعة هارفارد ومحللة "سي أن أن"، جولييت كاييمسايد، أنه "إذا كان عام 2020 حلقة طويلة من البؤس، فسيكون عام 2021 منقسماً إلى أكثر من شاشة". وتوضح أنه "يجب على المراسلين أن يستمروا في الكشف عن مأساة هذا الوباء واستجابة حكوماتنا، ولكن أيضاً التقاط الضوء المتلألئ، الذي سيكون أكثر إشراقاً على مدار الأشهر مع تقديم لقاح في موجات". وتضيف أن "القصص الطبية للمرضى والأطباء والأجهزة الصحية، شخصية للغاية وحميمة. أما لوجستيات سلسلة التوريد فهي ليست كذلك".

وبينما يتم طرح اللقاحات، سيظل ملايين الأميركيين يمرضون. قالت طبيبة الطوارئ والأستاذة بجامعة براون، الدكتورة ميغان راني: "علينا أن نجتاز الشهرين المقبلين. علينا أن نستمر في إرسال رسالة مفادها أن هذا مرض حقيقي، وهناك أشياء حقيقية يمكننا القيام بها لمنع انتشاره". وتابعت راني "أنتم بصفتكم وسائل إعلام، فإنكم أفضل فرصة لإعطاء رسالة صحية عامة مفهومة ومتسقة، لأن حكومتنا الفيدرالية تستمر في التعثر في هذه المهمة، مع استمرار العديد من حكومات الولايات في التراجع عن المهمة".

الطريق شاق
يشير المؤسس المشارك والمحرر التنفيذي في الموقع الطبي STAT News، ريك بيرك، إلى أن "كورونا لم تكن أبداً قصة أحادية البعد. لعدة أشهر، شهدنا تقدماً علمياً تدريجياً بشأن اللقاحات والعلاجات حتى عندما شهدنا مأساة إنسانية على نطاق واسع. لقد غطى الصحافيون بأمانة الأمل واليأس". ويشير إلى أنه "في هذا الصدد، تقع على عاتق المؤسسات الإخبارية، هذا الشتاء، مسؤولية مواصلة فعل ما كنت تفعل منذ بداية هذه الأزمة، تغطية جميع عناصر القصة". ويوضح: "ابحثوا عن طرق لاستعراض القصص البشرية المقنعة بحيث لا يغفل الجمهور عن الخسائر الهائلة التي يلحقها الفيروس بالبلد. ابتكروا طرقاً تعكس الوعد باللقاحات، مع تقديم تقارير صارمة عن إطلاقها. هذه اللقاحات هي أضواء حقيقية في نهاية النفق، لكنها ليست دواءً سحرياً. هناك أسئلة ملحة حول اللقاحات نفسها، مثل المدة التي ستوفر فيها المناعة، وكذلك حول كيفية توزيعها ومن سيحصل عليها أولاً".

وأثار بيرك بعض الأسئلة الرئيسية التي تحتاج مؤسسات الأخبار إلى الاستمرار في معالجتها. القراء والمشاهدون بحاجة إلى إجابات عن الاستفسارات الأساسية حول اللقاحات. "الطريق أمامنا لا بد أن يكون شاقاً، ويجب على الصحافيين اتباعه"، يقول بيرك.

المساهمون