يبدو أن نجاح برنامجي The Masked Singer و"عراق آيدول"، بحسب أرقام المشاهدات التي نشرتها مجموعة MBC، هو سببٌ لعودة بعض برامج المواهب العربية التي غابت لأكثر من عامين عن الشاشة الصغيرة.
والواضح أن المحطة السعودية لم تستسلم لتراجع شعبية هذا النوع من البرامج في العالم العربي، وتحاول ضخ عناصر جديدة تساعد على جذب المشاهد وطريقة المتابعة، إن لم تكن على الشاشة الصغيرة، فعلى الأقل على المنصّات الإلكترونية التي أصبحت تستهلك معظم المحتوى الخاص بالإنتاجات في الفضائيات العربية. ليس هذا فحسب، بل شكلت المحطات العربية فريق عمل للإنتاج الخاص بالمنصّات نفسها.
قبل ثماني سنوات، بدأ عرض النسخة الأولى من "مواهب العرب". اختارت المحطة في الموسم الأول لجنة تحكيم مؤلّفة من المغنية اللبنانية نجوى كرم والمقدم المصري عمرو أديب والممثل السعودي ناصر القصبي. وفي الموسم الثاني، غادر عمرو أديب اللجنة، وحلّ مكانه مدير قنوات MBC علي جابر في تجربة أولى له استمرت خمسة مواسم. ورغم المنافسة الشديدة بين "غوت تالنت" ومجموعة من البرامج الأخرى على ذات المحطة، كـ"أرأب أيدول" و"ذا فويس"، ومؤخراً The Masked Singer و"عراق آيدول"، بقي "غوت تالنت" يحلق خارج سرب برامج المنوعات الجماهيرية، ربما لاحتوائه على مجموعة مختلفة من الهوايات والمواهب، لا تلتزم حصراً بالغناء، بل تتعداه إلى الرسم والتقليد والتمثيل والمسرح والاختراعات، والرقص بكافة أنواعه. كما فتح البرنامج الباب لمجموعة لا بأس بها من الأطفال في العالم العربي لإظهار مواهبهم أمام الجمهور.
من المرجح عودة "مواهب العرب" في الخريف المقبل. إذ يتم حاليًا اختيار المواهب التي تستحق فرصة الامتحان أمام اللجنة عبر البيانات الخاصة التي يطلبها القائمون على البرنامج عن طريق الإنترنت. لكن لم يُعرَف ما إذا كان البرنامج سيصور في بيروت أم سينتقل إلى دُبي، بسبب الأوضاع الراهنة في لبنان، ولم يُبتّ بعد بالقرار النهائي، بانتظار جهوزية فريق الإعداد والتصوير الذي يبدأ منتصف الربيع المقبل، على أن تكون الحلقات الأخيرة مباشرة على الهواء لاختيار الرابح. وسبب الانتقال إلى دبي هو الإجراءات الخاصة بالمراحل النهائية من تلقيح كورونا في بعض الدول، أي الموعد الذي سيبدأ فيه التصوير. في حين أن الموعد في بيروت سيتأخر لجهة التلقيح.
أما على صعيد لجنة التحكيم، فبحسب معلومات خاصة سيطرأ تعديل بسيط عليها. ويجرى حالياً التفاوض مع المغنية نجوى كرم والممثل أحمد حلمي لإنهاء التعاقد معهما، وكذلك البحث عن شخصية خليجية هذه المرة للمشاركة في لجنة "مواهب العرب"، بعد انسحاب الممثل السعودي ناصر القصبي قبل ثلاث سنوات. يبقى الانتظار لمعرفة مدى نجاح عودة برامج المواهب مرهونًا بالعرض، في الوقت الذي تعمل ماكينة الإنتاج في الفضائيات العربية على الدراما كسوق منافس لكافة الإنتاجات وبرامج المنوعات. إذ تتخذ المسلسلات العربية والمشتركة المساحة الأكبر والميزانية الأضخم ماليًا للتنفيذ. وهذا ربما ما أدى إلى تراجع برامج المنوعات التي سيطرت لعقد على الشاشات، وحصدت أرباحًا خيالية، لكنها في المقابل دخلت عصر الاستهلاك.