انطلقت، مساء أمس الثلاثاء، فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان عمّان للرقص المعاصر، في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية، على أن يستمر حتّى 22 مايو/ أيّار الحالي.
وقالت مديرة مهرجان عمّان للرقص المعاصر، رانيا قمحاوي، إنّ الدورة الجديدة "تحمل آمالاً عريضة بأن يستمر المهرجان في تقديم عروضه لمحبي هذا النوع من الفن".
وأشارت قمحاوي في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ المهرجان "يعقد ضمن ملتقيات شبكة مساحات التي تأسست عام 2006، الهادفة إلى تعزيز التواصل الثقافي الفني والاجتماعي بين دول العالم المهتمة بتقنيات الرقص المعاصر"، لافتةً إلى أنّ قائمة مهرجانات الشبكة تقلّصت بعد توقف عقده في سورية ولبنان، إذ "ألغي في دمشق منذ سنوات بسبب الظروف غير الآمنة، وها نحن نخسر عروض بيروت بسبب الظروف الاقتصادية".
وأكّدت قمحاوي على أهمية أن يتعرف هواة ومحبو هذا النوع من الفنون إلى التقنيات الحديثة التي يتم استخدامها، فضلاً عن الاحتكاك بالمدارس الفنية المتعددة التي يحتضنها المهرجان والالتقاء بين الرموز الفنية الكبيرة في مختلف دول العالم.
وبينت قمحاوي أنّها تستند في ضبط إيقاع المهرجان على مقولة الكاتب العالمي إيكهارت توليه: "الحياة هي الراقصة وأنتم (الناس) تشاركونها في الرقص".
ويشارك في نسخة هذا العام، خمس فرق قادمة من بيئات ثقافية متعددة ومختلفة، تستند إلى مفاهيم مختلفة تتقاطع فيما بينها في رؤيتها الحديثة للرقص المعاصر، حيث الرقص والحركة يمثلان وسيلة نقية ومباشرة للتعبير.
وانطلق المهرجان، الذي ينظّمه المركز الوطني للفنون الجميلة، بالعرض الفرنسي "اللا مساوة" الذي قدمته فرقة ويكتيد، وينطلق من فكرة التوزيع غير المتكافئ للدخل والفرص بين مختلف الفئات في المجتمع.
ويعبّر العرض الذي قدمته راقصتان، عن موضوعه من خلال التواصل العميق والتفسير المسرحي، كما يعتمد على مزيج من الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الهيب هوب الصاخبة كوسيلة لترجمة الإيماءات المتنوعة للراقصين.
وتقدم الفرقة النرويجية سولفي إدفارسن، مساء اليوم الأربعاء، عرضاً بعنوان "العكس"، فيما تقدم فرقة مسك الأردنية عرضها "غير متوقع"، بعد غدٍ الجمعة. أمّا يوم السبت فتقدم الفرقة الإسبانية باولا كينتانا عرضها المعنون "جثة رائعة"، ويختتم المهرجان، يوم الاثنين، بعرض لفرقة ألمانية يحمل اسم "هوائي".
وأشادت قمحاوي بالتطور الذي طرأ على فرقة مسك الأردنية التي أسستها في العام 2006، والتي تضم أجيالا مختلفة من الراقصين والراقصات الذين يتمتعون بمهارات عالية في فنون الرقص، مثل الباليه الكلاسيكي والرقص الحديث إضافة إلى الفنون الشعبية.
شاركت فرقة مسك في عروض محلية ودولية، تجمع بين الثقافة والتراث الأردني في سياق حديث ومحترف يجسد روح التاريخ والحداثة. وتستعد الفرقة لتقديم العرض الافتتاحي للدورة السابعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون في نهاية يوليو/ تموز المقبل، الذي يحكي تاريخ مدينة جرش بعد تأسيسها في العصر الروماني.