انطلقت الدورة الـ11 من "مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية"، مساء الجمعة، على ضفاف النيل، وسط أجواء كرنفالية، بمشاركة "فرقة الأقصر للآلات الشعبية" التي صاحبت ضيوف المهرجان من مقر إقامتهم إلى قاعة المؤتمرات حيث مراسم الحفل.
وفي كلمة الافتتاح، قال الرئيس الشرفي للمهرجان الممثل المصري محمود حميدة إنّ الفعالية وصلت إلى سن الرشد، ولا بد من البحث عن مؤسسين جدد لخدمة الأجيال المقبلة. وأضاف حميدة "لا بد أن يتحرر المهرجان من قبضة الآباء المؤسسين وينطلق، أتمنى له أن يكبر ويكبر ويصبح منتجاً للمعرفة كما أرغب".
حديث حميدة أثار جدلاً بين الحضور، إذ رأى فيه البعض دعوة إلى إطاحة القيادات الحالية لـ"مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية".
وكرّم المهرجان الممثل المصري حسين فهمي بجائزة "إنجاز العمر". وقال فهمي بعد التكريم "إقامة مهرجان يمثل السينما الأفريقية في هذه المدينة العظيمة، الأقصر، شيء عظيم ونفتخر به، نفتخر بأننا في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، سواء كانت كورونا من قبل والآن الحروب التي نشهدها، نواصل إقامة هذا المهرجان سنة بعد سنة".
وعلّق حسين فهمي على تصريحات زميله محمود حميدة، فقال إنه مختلف معه بشأن البحث عن مؤسسين جدد، مؤكداً أنّ المؤسسين الحاليين "أصحاب مجهود ونجاحات كبيرة"، وتوجه بالشكر إلى القائمين على المهرجان.
أما وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم فقالت: "رأيت كفاح المهرجان كفنانة في بداياته، ورأيت إصراره على النجاح رغم كل الظروف". وأضافت أنها ستبدأ العمل بنصيحة حميدة، بشأن البحث عن مؤسسين جدد. واعتبر البعض أنّ كلمتها ما هي إلا سخرية من كلام الممثل المصري.
وخلال الافتتاح، كرّم المهرجان الممثل عمرو سعد الموجود حالياً في لبنان، وتسلّم تكريمه نجله رابي. وكرمت أيضاً المخرجة أبولين تراوري من بوركينا فاسو، واسم الفنانة الراحلة هدى سلطان، وتسلمتها حفيدتها الممثلة ناهد السباعي. وكرمت الفنانة الجزائرية بيونة، واسم الفنان الراحل محمود مرسي، واسم المخرج السنغالي جبريل ديوب مامبيتي الذي تحمل الدورة اسمه، والمخرج الأوغندي موريس موجيتشا.
وقال رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد: "عقد ثانٍ من عمر المهرجان يبدأ اليوم.. أشعر أنّ المهرجان كبر ويحتاج إلى نقلات أكبر ودعم أكثر". وأضاف "أربعون في المائة من الأفلام هذا العام تعرض عالمياً للمرة الأولى، كما أنّ البرنامج حافل بالأنشطة الموجهة للجمهور المحلي الذي هو أكبر داعم للمهرجان"، وفقاً لوكالة "رويترز".
ترفع الدورة المستمرة حتى العاشر من مارس/آذار شعار "إعادة اكتشاف مصر"، وينظم المهرجان ندوة موسعة ضمن برنامج فعالياته تحت هذا العنوان، لمناقشة كيفية دعم وتسهيل تصوير الأعمال السينمائية الأجنبية في مصر.
يتنافس على جوائز المهرجان 45 فيلماً ضمن أربع مسابقات، هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وتضم عشرة أفلام، ومسابقة الأفلام القصيرة التي تضم 15 فيلماً، ومسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة التي تضم 11 فيلماً، ومسابقة "دياسبورا" لأفلام المخرجين الأفارقة المقيمين خارج القارة وتضم تسعة أفلام.
كما يعرض المهرجان ستة أفلام خارج المسابقة الرسمية من مصر والسودان وأوغندا وبوركينا فاسو، إضافة إلى خمسة أفلام من أحدث إنتاجات السينما المصرية.
وإلى جانب العروض السينمائية والندوات، يقيم المهرجان عشر ورش تدريب مخصصة لأبناء الأقصر في الإخراج والتمثيل، إضافة إلى تنظيم ثلاثة معارض فنية متنوعة.