سحب 16 فناناً وعاملاً في مؤسسة أوربان غلاس أعمالهم من معرض جماعي في بروكلين بمدينة نيويورك الأميركية، الاثنين، بعد تصويت مجلس الإدارة على إزالة عمل فني من النيون لأحد أعضائها يؤيد القضية الفلسطينية، ويحمل عبارة "من النهر إلى البحر"، بحجة أن "البعض قد يفسره دعوة للعنف".
وأدى الانسحاب الجماعي إلى إلغاء العرض في بروكلين، ونقل الفعاليات إلى مكان مختلف في مانهاتن.
وقال الفنان المتخصّص في النيون، فيل غاريب، لموقع هايبر أليرجيك، إنّه لم يواجه أي مشكلة عند تقديمه عمله الفني الذي تضمّن جملة من قصيدة للأكاديمي والكاتب الفلسطيني الشهيد رفعت العرعير. لكن، وقبل أسبوعين من افتتاح المعرض في مارس/آذار الحالي، طُلب منه إزالة عبارة من "النهر إلى البحر"، قبل أن يصوّت مجلس الإدارة على استبعاد العمل بشكل تام في 28 فبراير/شباط الماضي.
وقبل أسبوعين من افتتاح العرض في مارس/آذار، رفض غاريب طلب القيادة بإزالة عبارة "من النهر إلى البحر"، وهي دعوة إلى تحرير الأراضي الفلسطينية الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وفي 28 فبراير/شباط، كان أخبر أن المجلس صوّت على استبعاد القطعة تمامًا.
وأضاف غاريب: "لم يبلغنا أحد بأن لمجلس الإدارة رأيا في اختيار الأعمال المشاركة، كما لم يتواصل معي أي شخصٍ من قبلهم بخصوص القطعة التي أنجزتها".
وإثر صدور القرار، توّجه غاريب إلى زملائه المشاركين في المعرض عبر "إنستغرام"، مطالباً إياهم بالانسحاب، تضامناً معه، وحصل على تأييد 16 فناناً قرروا سحب أعمالهم من المعرض، ممّا أدى إلى إلغائه.
وحاول مجلس إدارة "أوربان غلاس" تبرير قراره بالقول إنّه لا يعترض على "الأعمال التي تتطرق إلى الخسائر المأساوية في غزة"، لكنّ عبارة من النهر إلى البحر، قد تفهم على أنها دعوة حرفية أو مجازية لممارسة العنف ضدّهم"، بحسب رسالة في البريد الإلكتروني إلى موقع هايبر أليرجيك.
وأشار غاريب إلى أنّ مجلس الإدارة رفض الحديث معه، رغم محاولاته المتكررة للتواصل معهم، وقال: "بالنسبة لي، ولكل الفلسطينيين الذين تحدثت إليهم، فإنّ هذه العبارة تحمل تصوراً لمستقبل نتمتع فيه بالحرية والحقوق المتساوية، ولا يتضمن تدمير المنازل".
من جهتها، قالت إحدى المنسحبات من المعرض، جيس كريشيل، إنّ "اتخاذ القرار كان سهلاً للغاية"، لأنّها ترفض "التزام الصمت أثناء الإبادة الجماعية". بدورها، عبّرت الفنانة المنسحبة هان دونغ، عن إحباطها من "إسكات الموظفين واتخاذ الإدارة قرارات من جانب واحد".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت مدينة نيويورك تظاهرات وفعاليات احتجاجية متعدّدة، تدعم قضية فلسطين، وتدعو إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.