أدلت امرأة، قالت إنّ المنتج الأميركي هارفي وينستين اغتصبها عام 2013، بشهادتها في المحكمة، يوم أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أنّها شعرت بالذنب والاشمئزاز بعد وقت قصير من سماحها له بالدخول إلى غرفتها الفندقية، لافتةً إلى أنّ هذه المشاعر رافقتها طيلة سنوات لاحقة، بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس.
كانت المرأة، التي تعيش في روما حيث تعمل كعارضة أزياء وممثلة، في لوس أنجليس، لحضور مهرجان سينمائي حين التقت وينستين، لافتةً إلى أنّها بدأت بشرب الكحول بكميات كبيرة في اليوم التالي للقائه.
وقالت: "كنت أدمّر نفسي. كنت أشعر بالذنب الشديد لأنني فتحت ذلك الباب".
وبحسب "أسوشييتد برس"، كانت هذه المرأة من بين 8 يتهمن وينستين بالاعتداء، وجاءت شهادتها في قاعة محكمة بلوس أنجليس، حيث تتمّ محاكمة المنتج البالغ من العمر 70 عاماً، بتهم متعددة تتعلّق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
ويقضي وينستين بالفعل عقوبة بالسجن 23 عاماً لإدانته في نيويورك، ورغم ذلك دفع ببراءته في المحاكمة الجديدة.
لفتت معظم النساء إلى أنّ الاعتداء عليهن بدأ بما كانت من المفترض أن تكون اجتماعات عمل مع وينستين في الفنادق. ومع ذلك، قالت المرأة التي أدلت بشهادتها، يوم الثلاثاء، إنّها شعرت بالذهول عندما وجدته يطرق بابها في وقت متأخر من إحدى الليالي في فبراير/شباط 2013، بعد أن قابلته لفترة وجيزة فقط في وقت مبكر من المساء، خلال مهرجان لوس أنجليس السينمائي الإيطالي.
وقالت الممثلة إنّها استأجرت غرفتها في الفندق تحت اسم مستعار، وبالتالي لم تكن لديها أيّ فكرة عن كيفية معرفة وينستين بغرفتها. وأشارت إلى أنّها سمحت له بعبور الباب في البداية من دون التفكير في إمكانية حدوث أيّ ضرر، لكن كلّ ذلك تغيّر عندما صار وينستين مستثاراً وعدوانياً.
ولفتت الممثلة، التي تتحدّث الروسية كلغة أم، إلى أنّ لغتها الإنكليزية كانت سيئة للغاية في ذلك الوقت، وأنّ ذلك دفعها للاعتقاد بأنّ ذلك هو السبب في قدوم وينستين إليها. قالت: "كنت أشعر بالذنب لأنني اعتقدت أنّني فعلت أو قلت شيئاً جعله يعتقد أنّ شيئاً ما يمكن أن يحدث بيننا".
وأشارت إلى أنّ وينستين أجبرها على ممارسة الجنس الفموي على سريرها في الفندق. قالت: "كنت أبكي بطريقةٍ هستيرية وأنا أقول بشكل متكرّر: لا لا".
كذلك، قالت الممثلة إنّ الفرق الكبير في الحجم بينها وبين وينستين، الذي يفوقها وزناً بـ50 كيلوغراماً أو أكثر، جعلها خائفةً من مواجهته، رغم أنّها فكرت في عضّه أو ضربه والهرب منه.
حين سألها نائب المدعي العام بول طومسون عن سبب عدم قيامها بذلك، أجابت: "لا أعرف. أنا آسفة على ذلك".
وقالت إنّه بحلول الوقت الذي أخذها فيه وينستين إلى الحمام لاغتصابها، توقّفت عن المقاومة الجسدية، رغم أنّها كانت لا تزال تعترض لفظياً.
ولفتت إلى أنّها كافحت لمواجهة أطفالها بعد الحادثة، وشعرت بالحاجة إلى الاعتراف بذلك لقسيسها الأرثوذكسي الروسي. سعى المدعون إلى استدعاء القس، لكنّه رفض متذرّعاً بالامتياز الديني. لكن، ستدلي ابنة المرأة، البالغة من العمر 21 عاماً، بشهادتها لاحقاً.
كانت المرأة تبكي من حين لآخر أثناء شهادتها، لكنّها ظلّت هادئة معظم الوقت. في اليوم السابق، كانت قد بكت كثيراً، ممّا اضطر القاضي إلى فضّ الجلسة قبل بضع دقائق من موعد انتهائها. واعتذرت في اليوم التالي عن ذلك، قائلة: "أريد أن أعتذر عن الانهيار أمس، لسوء الحظ لا يمكنني التحكم في ذلك".
ومن المقرر أن يستجوب محامو المنتج المرأة، في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.
في خطابه الافتتاحي، قال محامي وينستين، مارك ويركسمان، إنّ العديد من التهم الموجّهة إلى موكله "كانت في الواقع ممارسة جنسية بالتراضي، أعاد متّهموه صياغتها بعد أن صار مكسر عصا لحركة مي تو عام 2017". كذلك، نفى ويركسمان كليّاً حصول الأحداث التي شهدت المرأة بوقوعها في غرفتها بالفندق.
لم يتم الكشف عن اسم المرأة في المحكمة، وتتمّ الإشارة إليها باسم "جاين دو 1".