النجم الأكبر في الكون أقل حجماً ممّا كان يُعتقَد

20 اغسطس 2022
يقع النجم "آر136 إيه1" (R136a1) في سديم الرتيلاء (Getty)
+ الخط -

تبيّن أن أكبر نجم رُصد في الكون ليس بالحجم الذي كان مقدراً سابقاً، على ما أظهرت عمليات المراقبة الجديدة التي رجّحت أن ينطبق ذلك على النجوم الأخرى كبيرة الحجم.

يقع النجم "آر136 إيه1" (R136a1) في سديم الرتيلاء، ضمن مجموعة من النجوم في ما يُعرف بسحابة ماجلان، قرب مجرة درب التبانة التي تضم الأرض، ويعود اكتشافه إلى عام 1985. وفي 2010، صنفه فريق من علماء الفلك أنه النجم الأكبر حجماً الذي رُصد حتى الآن على الإطلاق، إذ تفوق كتلته حجم الشمس بـ320 مرة، لكنّ عمليات المراقبة الحديثة السابقة فرضت تعديل هذه التقديرات، إذ بيّنت أن حجمه أكبر من الشمس بـ250 مرّة فحسب.

أما في الدراسة الأحدث التي ستُنشر في مجلة "ذي أستروفيزيكال جورنال"، المتخصصة في الفيزياء الفلكية، فخفض فريق يستخدم تلسكوبَي جيميناي الشمالي في هاواي وجيميناي الجنوبي في تشيلي تقدير كتلته إلى ما بين 170 و230 كتلة شمسية.

وقال المعدّ الرئيسي للدراسة عالم الفلك في مركز "نوير لاب" (NOIRLab) فينو كالاري: "تُظهر نتائجنا أن أضخم نجم نعرفه حالياً ليس بالضخامة التي كنا نعتقدها". وأضاف في بيان أصدره المركز الخميس: "هذا يشير إلى أن الحد الأعلى للكتلة النجمية قد يكون أيضاً أصغر من ما كنا نعتقد".

يصعب رصد النجوم الأكبر حجماً والأكثر سطوعاً في الكون على غرار "آر136 إيه1". يعود ذلك أولاً إلى أن عمرها الافتراضي قصير جداً نسبياً، إذ يقتصر على بضعة ملايين من السنين، في حين أن العمر الافتراضي للشمس يبلغ عشرة مليارات سنة. أما السبب الثاني فهو كونها تقع عموماً ضمن مجموعات نجمية مضغوطة يلفها الغبار النجمي، ما يجعل من الصعب قياس سطوعها بدقة، علماً أن هذا السطوع هو تحديداً ما يتيح تحديد كتلة النجم.

وحصل فريق "نوير لاب" على أدق صورة للنجوم في المجموعة، وبالتالي للنجم "آر136 إيه1"، باستخدام تقنية تسمى قياس التداخل البقعي. والتقط جهاز التصوير "زورو"، التابع للمركز، عدداً كبيراً جداً من الصور بلغ 40 ألفاً، في وقت تعريض قصير جداً، ما مكّنه من تجنّب تشويش الغلاف الجوي للأرض على اللقطات.

ونظراً إلى أن تقنية المراقبة المستخدمة لم يسبق أن طبقت على هذا النوع من الأهداف، يتعامل معدّو الدراسة مع نتائجها "بحذر"، وفقاً لكالاري، في انتظار أن تتيح أدوات أكثر كفاءة تحسين القياس، كالتلسكوب الضخم ELT الذي يتوقع أن يدخل الخدمة سنة 2027.

(فرانس برس)

المساهمون