"النار بالنار"... عودة حكايات اللجوء السوري إلى الشاشة
قبل شهرين، بدأ في بيروت تصوير مسلسل "النار بالنار"، من كتابة رامي كوسا، وإخراج محمد عبد العزيز. ليست التجربة الأولى لرامي كوسا في عالم الدراما المشتركة، إذ كتب قبل ثلاث سنوات مسلسل "أولاد آدم". وعلى الرغم من تفشي جائحة كوفيد-19 حينها، فقد استطاع كوسا، بمساعدة صديقه المخرج الليث حجو، تقديم مادة واقعية شيقة، تجمع بين اللبنانيين والسوريين في زمن الحرب واللجوء إلى لبنان.
يمكن أن تُصنف مادة رامي كوسا في الكتابة بالبساطة التي يحاول إدراجها ضمن الأحداث والشخصيات التي يصنعها. لطالما تأثر كوسا بكل ما حوله من ظروف، بعد أن قضى زمناً في العاصمة اللبنانية، وخرج بسلسلة من الروايات التي بإمكانها صناعة مسلسل يتناسب مع مفهوم الدراما المُشتركة.
يرفض الكاتب الشاب الحديث عن "النار بالنار" من دون سبب. يهرب في انتظار النتيجة بعد العرض، لكنه واثق من ما أنجزه.
يروي "النار بالنار" قصة تاجر عملة سوري يقيم في لبنان. بطبيعة الحال، لا تغيب عن الأحداث حكايات اللاجئين السوريين وما يعانونه، العنصرية على رأسها. وتعود الممثلة السورية كاريس بشار في هذا المسلسل إلى شخصيات اعتادت تأديتها. كانت بشار شاركت مكسيم خليل بطولة مسلسل "غداً نلتقي" (2015)، من كتابة إياد أبو الشامات، وإخراج رامي حنّا. صور العمل في لبنان، وكان من أوائل المسلسلات السورية التي تطرح قضية لجوء السوريين إلى لبنان بعد الحرب.
ولا يبالغ عابد فهد بمدى سعادته في لعب دور البطولة في "النار بالنار". لكن الحُكم على فهد سيكون مؤجلاً لفترة ما بعد العرض، خصوصا لو تمكن محمد عبد العزيز من إخراجه من عباءة التنميط التي لبسها في معظم أعماله الأخيرة.
تراهن شركة سيدرز آرت برودكشن على هذا العمل، متسلحة بنص الكاتب، وثقتها بالمخرج محمد عبد العزيز، وأداء كاريس بشار في أول تعاون يجمعهما، ما يضع هذه الأخيرة أيضاً في فخ المقارنة بزميلاتها اللواتي سبقنها إلى الشركة، ولم يحققن المبتغى تماماً، كما فعلت سلافة معمار في "عالحد" (إخراج ليال راجحة).
من الجيد استعانة الشركة هذه المرة بكاتب يميل إلى القصص الواقعية، ومخرج يعمل للمرة الأولى في الدراما المشتركة، وطاقم مقبول يضم إلى جانب عابد فهد وكاريس بشار، كلا من زينة مكي وجورج خبّاز الذي يؤدي دوراً محورياً في العمل.