الناخبون البريطانيون: 5 ساعات يومياً في "فيسبوك"

27 يونيو 2024
ملصقات في لندن كتب عليها: "اهزموا الخوارزمية"، 6 مارس 2024 (مايك كيمب/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دراسة من Revealing Reality تكشف اعتماد الناخبين البريطانيين بشكل كبير على مواقع التواصل للأخبار الانتخابية، مما يثير مخاوف حول التضليل والأخبار الكاذبة.
- تبرز الدراسة تأثير المعلومات المضللة على آراء الناخبين، مع أمثلة على ادعاءات كاذبة ضد سياسيين بريطانيين، مؤكدةً على ضرورة مكافحة الأخبار الزائفة.
- تحديات أمام الديمقراطية والمشاركة السياسية تبرز مع تزايد تجنب الأخبار وانخفاض الثقة فيها، مما يجعل منصات التواصل مصدرًا رئيسيًا للأخبار، خاصة للشباب.

وجدت وكالة أبحاث أن الناخبين البريطانيين يعتمدون أساساً على مواقع التوصل الاجتماعي من أجل الحصول على الأخبار حول الانتخابات البرلمانية البريطانية المقرّرة في 4 يوليو/ تموز المقبل. يبدو الإقبال شديداً على استقاء أخبار الانتخابات البريطانية من مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أنها المصدر الأكبر للتضليل والأخبار الكاذبة حول الانتخابات.

وأجرت وكالة الأبحاث ريفيلينغ رياليتي Revealing Reality دراسة قامت على مراقبة استهلاك الأخبار بالنسبة لستة ناخبين تطوّعوا من جميع أنحاء المملكة المتحدة للسماح بالوكالة بقضاء ثلاثة أيام في تسجيل ما يتابعونه عبر شاشات هواتفهم.

ووجدت الدراسة أن الأكثرية منهم تعتمد أساساً على مواقع التواصل الاجتماعي. وتظهر إحصائيات استخدام هاتف إحدى المتطوعات في الدراسة، زويا، أنها لا تطالع سوى القليل جداً من المحتوى المتعلق بالانتخابات، وتقرأ القليل جداً من محتوى الصحافة الرئيسية، إذ لا تشاهد التلفاز كثيراً، وتقضي معظم أمسيتها في تصفح هاتفها، لا لتزور المواقع الإخبارية، بل لمتابعة المنشورات حول الغذاء واللايف ستايل، وهو محتوى إخباري غالباً ما يصنعه صنّاع المحتوى.

ستيسي متطوعة أخرى في التجربة وناخبة مؤهلة في الانتخابات البريطانية. وهي تقضي ست ساعات يومياً على "فيسبوك" و"تيك توك" و"إنستغرام". ولا ترى شيئاً تقريباً عن الأخبار المحلية البريطانية، لكنها تنقر أحياناً على تقرير حول أحد المشاهير من صحف ذا صن أو دايلي مايل بناءً على اقتراحات "فيسبوك". ويتكون محتواها الإخباري بشكل أساسي من التحديثات المنشورة على مجموعات "فيسبوك" محلية وصحف محلية، وكان تعرّضها الرئيسي لوسائل الإعلام المتعلقة بالانتخابات على هاتفها عبارة عن إعلان مدفوع على "فيسبوك" من قبل مرشح لحزب العمال. وقد عثرت على مقطع الفيديو أمامها بالصدفة، لكنها أمضت دقائق عدة في مشاهدته وقراءة التعليقات. وخلُصت إلى أنها قد تصوت له لأنه يفهم القضايا المحلية ويعد بمزيد من الإسكان.

أثار اهتمام زويا مقطع فيديو في "تيك توك" نشره مؤثّر يدّعي أن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، يعرض 75 ألف جنيه إسترليني للهجرة من المملكة المتحدة، وهو ادعاء كاذب كما تؤكد صحيفة ذا غارديان البريطانية. فيما قلّ احترام ستايسي لزعيم حزب الإصلاح البريطاني (اليميني الشعبوي المتطرف) نايجل فاراج بعد رؤية ادعاءات عبر الإنترنت تشير إلى تعرضه لهجوم بمخفوق الحليب، وهي ادعاءات كاذبة كما تؤكد "ذا غارديان" مجدداً.

وهذه أمثلة على ما يثير مخاوف المهتمين بهذه الانتخابات البريطانية من مواطنين وسياسيين وخبراء وغيرهم، إذ ستستهدف حملات التضليل الانتخابات حول العالم، والتي تتهم بها جهات عدة. وكان التحالف العالمي من أجل العدالة التقنية، وهو حركة لقادة المجتمع المدني والناجين من أضرار التكنولوجيا، قد دعا عمالقة القطاع، بما في ذلك "غوغل" و"تيك توك" و"ميتا" و"إكس"، إلى التأكد من جهوزية منصاتها لحماية الديمقراطية والسلامة أثناء عمليات الاقتراع عام 2024. وقد حذّروا من أن هذه الشركات غير مستعدة للتصدّي للأخبار الزائفة خلال الانتخابات.

وفي السياق، قال ما يقرب من أربعة من كل 10 أشخاص (39%) في أنحاء العالم كافة إنهم يتجنبون الأخبار أحياناً أو في كثير من الأحيان، مقارنة بـ 29% عام 2017، وفقاً لتقرير الأخبار الرقمية لعام 2024 الصادر عن معهد رويترز التابع لجامعة أكسفورد. من أجل تقرير الأخبار الرقمية لهذا العام، استطلعت شركة يوغوف (YouGov) آراء 94,943 شخصاً بالغاً من 47 دولة في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين.

وما كشفه تقرير معهد رويترز عن تجنب الاطلاع على الأخبار يأتي بينما يستعد مليارات الأشخاص حول العالم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الوطنية والإقليمية، وهي عادة، الأحداث التي تعزز مشاهدة الأخبار أو الاستماع إليها. وفي حين أثارت الانتخابات اهتماماً في الاطلاع على الأخبار في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، إلا أن المسار العام لا يزال في انحدار، وفقاً للتقرير. على الصعيد العالمي، أعرب 46% فقط من الأشخاص عن اهتمامهم "الكبير" أو "الشديد" بالأخبار، مقارنة بـ63% عام 2017.

وفي المملكة المتحدة، انخفض الاهتمام بالأخبار إلى النصف تقريباً منذ عام 2015. وفي المملكة المتحدة، عادت الثقة بالأخبار بشكل طفيف لتصل إلى 36% هذا العام، بيد أنّها تبقى أقل بكثير من مستويات ما قبل خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. لا تزال هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) القناة الإخبارية الأكثر ثقة في المملكة المتحدة، تليها القناة الرابعة وقناة آي تي في.

لكن ذلك لا ينفي أنّ مصادر الأخبار التقليدية مثل التلفزيون والمطبوعات تضاءلت شعبيتها بشكل كبير خلال العقد الماضي. أصبحت منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت هي مصادر الأخبار المفضلة، خاصة بين الأشخاص الأصغر سناً. في المملكة المتحدة على سبيل المثال، يستقي 73% من الأشخاص أخبارهم من شبكة الإنترنت، مقارنة بـ50% من التلفزيون و14% فقط من المطبوعات.

المساهمون