الموسيقيون البريطانيون مستاؤون من عواقب "بريكست"

03 ابريل 2021
أكّد عازف الساكسفون ديف أوهيغينز أن الوضع الجديد يثير قلقاً (جاستن تاليس/فرانس برس)
+ الخط -

تشعر مغنية الأوبرا سارةكونولي، التي حصلت على أعلى الأوسمة البريطانية، بالغضب من عواقب "بريكست"، إذ إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي صعّب عمل الموسيقيين البريطانيين، وتحديداً في ما يتعلق بالجولات في أوروبا، مهدداً مستقبل الفنانين الشباب.

وقالت الميزو ــ سوبرانو: "أعتقد أن الغضب من حقنا"، تعبيراً عن استيائها من عدم سعي الحكومة البريطانية إلى اتفاق يسمح للموسيقيين بالذهاب للعمل في دول الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرات. وأضافت: "رفعت بفخر العلم البريطاني في هذه الأماكن كلها، ومن المؤسف أن حكومتنا ليست فخورة بنا".

فمنذ نهاية الفترة الانتقالية لـ"بريكست"، في الأول من يناير/ كانون الثاني، بات يتعين على الفنانين البريطانيين الحصول على تأشيرات إذا كانوا يعتزمون المكوث أكثر من 30 يوماً في دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يرتب عليهم أحياناً تكلفة تبلغ مئات الجنيهات الاسترلينية، وينطوي على معارك إدارية شديدة.

وأكثر من يشعر بوطأة هذه الإجراءات، الفرق التي تضم عدداً من الموسيقيين والطواقم الفنية. ويؤثر ذلك بشدة في الموسيقيين الشباب ذوي الإمكانات المحدودة الذين يفتقرون إلى من يتولى متابعة الإجراءات إدارياً، إذ كان بإمكانهم قبل "بريكست" التنقّل بين مسارح أوروبا ومهرجاناتها من دون أي إجراءات رسمية.

وسبق لسارة كونولي، البالغة السابعة والخمسين، أن غنّت في أرقى دور الأوبرا في العالم. لكنها تعتقد أن هذا الأمر سيكون "مستحيلاً" لو لم يكن في إمكانها إحياء حفلات بكثرة في أوروبا.

ولاحظت مديرة هيئة "إنكوربوريتد سوسَيتي فور ميوزيشنز" المهنية للموسيقيين أن غياب أحكام محددة بالفنانين هو "مصدر قلق متزايد". وقالت لوكالة "فرانس برس": "لدي انطباع بأننا جميعاً منسيون"، في وقت يتقاذف فيه الطرفان، البريطاني والأوروبي، كرة المسؤولية عن هذه المعضلة.

فبريطانيا ترى أن الخطأ يقع على عاتق الاتحاد الأوروبي، لأنه لم يظهر أي مرونة خلال المفاوضات التي أجريت نهاية عام 2020. أما الاتحاد الأوروبي، فذكّر بأن لندن أرادت تحديداً عبر "بريكست" وضع حد لحرية تنقل المواطنين الأوروبيين على أراضيها.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأسبوع الفائت، إنه يشارك الفنانين إحباطهم، مؤكداً أن الحكومة "تعمل جاهدة" لحل المشكلة مع مختلف حكومات الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكشف أن "بعض (المفاوضات) أكثر تقدماً بكثير من غيرها"، مشيراً إلى أن "ثمة حاجة إلى مزيد من التقدّم" مع دول أخرى.

وأكّد عازف الساكسفون، ديف أوهيغينز، الذي درج على القيام بجولات في أوروبا، أن هذا الوضع الجديد يثير قلقاً. فهذا الموسيقي الذي يحمل جواز سفر إيرلندياً ويقيم في لندن، غير معنيّ مباشرة بالحاجة إلى تأشيرة للسفر إلى الاتحاد الأوروبي، لكنّ الوضع الجديد سيؤثر بشكل ملحوظ في طريقة الدفع له وفي إمكان بيع منتجات مشتقة على هامش حفلاته.

لكنّ مشكلة السفر قائمة بالنسبة إلى الأعضاء الآخرين في فرقته الحالية. وقال الموسيقي الذي كان ضمن فرقة مات بيانكو في ثمانينيات القرن العشرين: "سأضطر إلى أن أعاني ما يعانونه" .

وتوقع ألّا تعود جولات فرقته في أوروبا مربحة بسبب "زيادة المعاملات الورقية وارتفاع التكلفة الإدارية والحاجة ربما إلى تأشيرات خاصة بكل بلد".

وما يقلق أوهيغينز (56 عاماً) خصوصاً، تأثير هذا الوضع في الجيل الجديد، قائلاً إنه "حزين جداً" للفنانين البريطانيين الشباب المتأثرين أولاً بالوباء، ثم بسبب تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتكون رسوم الحصول على تأشيرة في بعض الأحيان أعلى من الأجر الذي تتقاضاه فرقة تحيي حفلتها الأولى في القارة، على ما يشرح مغني الأوبرا التينور نيكي سبنس، معتبراً أن هذا الوضع "صعب للغاية من الناحية المالية" للشباب.

وأضاف العازف الاسكتلندي أن "الفرص باتت نادرة جداً"، مضيفاً: "لهذا نعمل بشغف كبير". وشدد على أن "السعي إلى امتهان الموسيقى ينبغي ألا يكون بهذه الصعوبة".

(فرانس برس)

المساهمون