افتتحت مساء أمس الأحد الدورة الأولى من مهرجان الفنون الموسيقية في العاصمة الأردنيّة عمّان تحت شعار "ليلة حلم"، وجاء الافتتاح مغايراً بالشكل والمضمون للمهرجانات الفنية التقليدية التي تقام عادة في البلاد.
المهرجان الذي تنظّمه جمعية الفنون الموسيقية التي تأسست في العام 2019، ويستمر لثلاثة أيام برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، استطاع في أوّل أيامه أن يحشد جمهوراً نوعياً من مثقفين وموسيقيين وكتّاب ونواب، ممّا أنتج صورة مختلفة عن المعتاد عند افتتاح المهرجانات المماثلة، وهو الأمر الذي أرجعه رئيس الجمعية رامي شفيق إلى الرغبة في تقديم أصحاب الحرفة الموسيقية بشكل إبداعي متجدّد للجمهور.
وكان لافتاً أن يتخلّى المهرجان عن الخطابات التقليدية التي يتمّ تقديمها عادةً في هكذا مناسبات، إذ تخطى القائمون على الحفل الخطابات الإنشائية، واستبدلوها بجولة لراعية الحفل على أركان معدّة خصيصاً لموسيقيين وفنانين في حديقة المتحف الوطني للفنون الجميلة، قدّموا فيها معزوفات تراثية وعروضاً فلكلورية تمثّل المزيج الثقافي الأردني وتظهر التنوّع الفني الكبير غير المستغل فنياً في أحيان كثيرة.
اشتملت فقرات الحفل الرئيسية على تقديم فيلم وثائقي قصير تكريماً لجميع الموسيقيين الأردنيين الذين رحلوا عن الدنيا، فضلاً عن تكريم أربعة من الفنانين الذين أثروا الموسيقى الأردنية بأعمالهم، وهم الراحلان غازي الشرقاوي وإلياس فزع، والفنان رضوان المغربي والمايسترو محمد عثمان صديق، وهو قائد أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى، واختتم الحفل بوصلةٍ طربيّة أدّاها الفنان رامي شفيق.
كما كان لافتاً مشاركة مجموعة من الفنانين الأردنيين المغتربين، وذلك عبر توجيه رسائل فيديو مصوّرة تشجع على الفكرة وتتمنّى استمرارها، وهو الأمر الذي فعله أيضاً الفنان اللبناني وائل جسار والفنانة العراقية أصيل هميم، اللذان قدّما دعماً معنوياً لفكرة المهرجان.
وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن التجديد الفني الذي تنتهجه جمعية الفنون الموسيقية يعمل على رفع الذائقة المجتمعية، ويتيح أمام الناس التعرّف عن قرب على فنونهم المختلفة الممتزجة بالتنوع الفني في مختلف أرجاء البلاد.
ونفى مدير المهرجان الفنان عامر محمد، أن تكون فكرة تأسيس الجمعية وإقامة هذا المهرجان، بمثابة خطوة أولى نحو جذب الموسيقيين الأعضاء في نقابة الفنانين الأردنيين إلى الجمعية الجديدة، تمهيداً للانفصال عن النقابة الأم، وقال لـ"العربي الجديد" إنّ طموحات جمعية الفنون الموسيقية مشروعة في كل الاتجاهات، خاصةً وأنّ الهدف هو تقديم فن موسيقي يحترم ذائقة الناس واختلافهم، ويعكس صورة حقيقية عن المبدعين الذين لا يجدون منصات ترعى أعمالهم.
ويتضمن برنامج اليوم الثاني عزفاً لفرقة الأوتار الذهبية الموسيقية وفرقة ماريمبلا وفرقة إنستروفوكال، ويطل أيضاً الفنان طارق الجندي، فيما تتضمّن فقرات اليوم الثالث عروضاً للفنان موسى فزع على البيانو، ولخالد توفيق ومجموعته، ولنتالي سنجيان وريتا أبو كريم، ولفرقة جمعية الفنون الموسيقية.
يذكر أن جمعية الفنون الموسيقية تأسست في العام 2019 على يد مجموعة من الموسيقيين الأردنيين، بهدف إيجاد تجمع موسيقي فنّي يمارس من خلاله الفنانون الأردنيون عملهم الموسيقي، ويحافظون على هويتهم الإبداعية وحضورهم الإنساني، بهدف تشكيل نموذج فني جديد يتحدّى الظروف التي تحيط بالمبدع وتتجاوز كل المعوقات.