المقلاة الهوائية: هل هي حقاً الخيار الصحي الأمثل؟

أصبحت المقلاة الهوائية أحد أجهزة المطبخ المنشرة، التي جرى الترويج لها في السنوات الأخيرة، باعتبارها طريقة صحية للاستمتاع بالأطعمة المقلية المفضلة، مثل البطاطس المقلية وأجنحة الدجاج والسمك المقلي، من دون التعرض إلى أضرار الطعام المقلي. فما هي المقلاة الهوائية؟ وما هي فوائد استخدامها؟ وهل ينطوي استخدامها على سلبيات؟

المقلاة الهوائية فرن حراري صغير مصمم لمحاكاة القلي العميق من دون غمر الطعام في الزيت، حيث تقلى الأطعمة عن طريق تدوير الهواء الساخن حول الطعام لإنتاج شكل خارجي مقرمش مثل القلي العميق.

فوائد الطهي باستخدام المقلاة الهوائية

يساعد استخدام المقلاة الهوائية في تقليل محتوى الدهون، كما يساعد استبدال المقلاة العميقة بالمقلاة الهوائية على تقليل محتوى الدهون في الأطعمة بنسبة تصل إلى 75 في المائة، لأنها تتطلب زيتاً أقل بكثير للطهي مقارنة بالمقالي العميقة التقليدية. فالعديد من الأطباق المقلية تتطلب ما يصل إلى ثلاثة أكواب من الزيت (750 مل)، في حين أن الأطعمة المقلية بالهواء تحتاج فقط إلى حوالي 1 ملعقة كبيرة (15 مل). ووجدت الدراسات التي قارنت خصائص البطاطس المقلية أن القلي بالهواء نتجت عنه بطاطس تحتوي على نسبة أقل من الدهون وقوام أقل هشاشة مقارنة بالقلي العميق، مع لون ومحتوى رطوبة متشابهين. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الدهون من الزيوت النباتية يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والالتهابات.

كذلك، لا تحتوي الأطعمة المقلية على نسبة عالية من الدهون فقط، ولكنها تحتوي أيضاً على سعرات حرارية أعلى وقد تساهم في زيادة الوزن. ووجدت الدراسات أن تناول كميات أكبر من الأطعمة المقلية كان مرتبطاً بمخاطر أكبر للإصابة بالسمنة. ونظراً إلى أن الأطعمة المقلية في المقلاة الهوائية تحتوي على نسبة دهون أقل من الأطعمة المقلية، فقد يكون التحول إلى المقلاة الهوائية طريقة سهلة للمساعدة في خفض السعرات الحرارية والمساعدة بالتالي على التحكم في الوزن.

أما الفائدة الثالثة فهي التقليل من تكوين المركبات الضارة. إذ لا تحتوي الأطعمة المقلية على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية فحسب، بل يمكن أن ينتج عن قلي الطعام مركبات خطرة مثل مادة الأكريلاميد (مركب يتكون في الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أثناء الطهي على حرارة عالية مثل القلي). ووفقاً للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، صُنّفت مادة الأكريلاميد مادةً مسرطنةً محتملةً للإنسان. يساعد قلي الطعام في المقلاة الهوائية بدلاً من استخدام المقلاة العميقة في تقليل محتوى مادة الأكريلاميد، حيث وجدت إحدى الدراسات أن القلي بالهواء قلل من مادة الأكريلاميد بنسبة تصل إلى 90% مقارنةً بالقلي العميق التقليدي.

لايف ستايل

التحديثات الحية

الماء مع الطعام... هل تضرّ السوائل بعملية الهضم؟

سلبيات استخدام المقلاة الهوائية

 على الرغم من أن الأطعمة المقلية في المقلاة الهوائية أكثر صحة من الأطعمة المقلية، إلا أن هناك بعض العيوب التي يجب وضعها في الاعتبار. القلي بالهواء يستغرق وقتاً أطول لطهي الأطعمة بالمقارنة مع القلي التقليدي. إذ يستغرق قلي البطاطس بطريقة القلي العميق تسع دقائق فقط مقارنة مع تلك الناتجة عن المقلاة هوائية والتي تستغرق 21 دقيقة.

كذلك تميل الأطعمة المقلية بالهواء إلى إنتاج طعم مختلف قليلاً وقوام أقل هشاشة من القلي العميق، وهذا قد لا يفضله البعض.

ومن المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن القلي بالهواء يقلل من تكوين المواد الكيميائية الضارة مثل مادة الأكريلاميد والمنتجات الضارة الأخرى، إلا أن المواد الكيميائية الضارة لا تزال موجودة عند مستويات أقل في الأطعمة المقلية بالهواء والتي يجب أن تكون محدودة في النظام الغذائي.

إذاً، تعتبر المقلاة الهوائية خياراً صحياً أكثر من القلي العميق، ويمكن أن تكون طريقة مبتكرة ليس فقط لقلي اللحوم والبطاطس فحسب، بل لقلي الأطعمة المغذية الأخرى أيضاً، مثل البروكلي والتوفو والبيض، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض السلبيات التي لا يجب إغفالها.