المسلسلات الرمضانية السورية... يأس الجمهور ولا مبالاته

11 ابريل 2022
"كسر عظم" مسلسل موجّه مباشرة إلى السوريين في الداخل (LBCI)
+ الخط -

في مثل هذا الوقت من العام الماضي، عندما كانت الصفحات السورية المتخصصة بالدراما تسأل الجمهور عن رأيهم بالمسلسلات الرمضانية وعن المسلسلات التي يتابعونها، كان الجواب الأكثر شيوعاً "في انتظار الكهرباء"، فهو التعليق الذي كان متداولاً أكثر حتى من أسماء معظم المسلسلات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان من المنطقي أن ترد أسماؤها في التعليقات. هذا الجواب كان يُقصد به حينذاك التهكم على الدولة السورية، التي تخصص جزءاً من ميزانيتها لإنتاج عدد كبير من المسلسلات الدرامية، لكنها في الوقت ذاته تبدو عاجزة عن تأمين الكهرباء للمواطنين.

في هذه السنة تمتلئ الصفحات المتخصصة بالدراما بالتعليقات الساخرة أيضاً، لكن مضمون التعليقات يوحي بأن الناس قد جنحوا نحو اليأس؛ فهذا ما نلاحظه في ردود الجمهور على منشورات الصفحات المتخصصة بالدراما عموماً، إذْ بات الجمهور يعلقون على أي منشور يتضمن سؤالاً عن الدراما الرمضانية وعلى أي صورة مقتطعة من أحد المسلسلات وعلى أي مقطع فيديو رديء مجتزأ من مسلسل درامي، بالعبارة التالية: "الحمد لله على نعمة انقطاع الكهرباء"، ليكون التهكم على الدراما السورية هذه السنة مرتبطاً بحالة من اليأس والتسليم بأن الوضع القائم لن يتغير. وليقولوا إن الحرمان من الكهرباء يتحول إلى نعمة عندما تعرف محتوى المسلسلات الدرامية السورية التي تبثها شاشات التلفزيون.

هذه التعليقات التي يتداولها السوريون اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي من باب النكتة، تسلط الضوء على مفارقات تعيشها الدراما السورية التي تنتج كل سنة عشرات الأعمال التي تحمل رسائل سياسية مباشرة للجمهور ولكنها في الوقت ذاته عاجزة عن الوصول للجمهور المستهدف من هذه الرسائل. ففي ظل الظرف الراهن الذي يعيشه السوريون في الداخل، فإن عدد المسلسلات التي من الممكن أن يتابعها الجمهور المحب للدراما السورية قليل جداً، بحسب ما يكتب السوريون في تعليقاتهم، وذلك لأسباب تتعلق بالكهرباء والسعي الدائم في سبيل تأمين لقمة العيش. والحقيقة أن هذه المفارقة لا تنطبق على إنتاج الدراما السورية وحسب، بل إنها تنطبق على كل البرامج وساعات البث العبثية على التلفزيون السوري المحلي، وخصوصاً على القنوات الأرضية، التي لا تزال تبث برنامجها على مدار الساعة، رغم عزوف المتابعين عنها، اختيارياً أو قسرياً.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وبالنسبة للمسلسلات السورية الجديدة التي تُعرض في شهر رمضان الحالي، فإن الجمهور السوري المحلي لا يعرف عنها سوى القليل، ويستند بمعرفته إلى ما يراه على المنشورات الكثيرة عنها في مواقع التواصل الاجتماعي. استجابةً لهذا الظرف، أصبحت العديد من الصفحات المتخصصة بالدراما تبتكر أساليب لتعزيز الصلة بين الجمهور والدراما السورية، حيث باتت بعض الصفحات تكتب حوارات مشاهد كاملة وترفقها بالصور لتختزل جزءاً من أفكار المسلسل وجوّه العام. هذه الصفحات لا تنقل الحوارات والصور ومقاطع الفيديو بشكل عشوائي، وإنما تحاول مصادرة رأي السوريين بغية الترويج لبعض المسلسلات، لتشيد بها وتكرسها باعتبارها الأفضل؛ علماً أن حملات الترويج والتعظيم تبدأ قبل عرض المسلسل وقبل أن يتمكن المتابعون من تكوين رأي واضح حوله. وفي هذه السنة تم اختيار عملين ليكون التركيز الأكبر عليهما، هما: "كسر عظم" و"مع وقف التنفيذ"، فهذه الأعمال هي التي تحمل الرسائل الأكثر مباشرة للجمهور السوري في الداخل، وهي التي يتم توجيه الجمهور لمتابعتها في الساعات القليلة التي تتوفر فيها الكهرباء.
 

المساهمون