وثق المرصد العربي لحرية الإعلام 30 انتهاكا لحرية الصحافة والإعلام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة، والانتخابات الرئاسية في مصر. تصدرتها انتهاكات المحاكم والنيابات بـ11 انتهاكًا، ثم القرارات الإدارية التعسفية بـ7 انتهاكات، تليها انتهاكات السجون ومقار الاحتجاز وقيود النشر بـ5 انتهاكات لكل منها، ثم انتهاكان بشأن المتابعة لانتخابات الرئاسة.
وبالتزامن مع الانتهاكات في مصر، وثقت نقابة الصحافيين الفلسطينيين نحو 350 جريمة وانتهاكا جسيما بحق الصحافيين ووسائل الإعلام حتى تاريخه؛ من ضمنها فقدان 100 من الصحافيين، منهم 72 شهيداً من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام بينهم مراسل قناة القاهرة الإخبارية أحمد فطيمة، وصحافيان اثنان مفقودان، و28 صحافياً في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى استشهاد الصحافيين فرح عمر وربيع المعماري من مراسلي فضائية الميادين في لبنان.
وثمّن المرصد قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين بالإجماع رفع شكوى أخرى ضد الجرائم الصهيونية بحق الصحافيين الفلسطينيين، وذكّر بأن عدد من قتلتهم قوات الاحتلال من الصحافيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان يوازي أكثر من 120% ممن قتلتهم خلال 23 عاماً، ويساوي أكثر من ثلاثة أضعاف من قُتلوا من الصحافيين في كل أنحاء العالم منذ بداية العام الجاري، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم، وتتطلب استنفار الجسد الصحافي العربي لتقديم واجبه المهني في الدعم والمناصرة وزيادة أعداد المراسلين في القنوات للتغطية الميدانية.
التقرير الصادر اليوم يتزامن أيضًا مع استمرار فعاليات حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي انطلقت برعاية الأمم المتحدة تحت شعار "اتحدوا" في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتنتهي في يوم 10 ديسمبر/كانون الأول في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وقال المرصد: "تأتي تلك الحملة في ظل واقع مصري أليم مناهض لحقوق الصحافيات والإعلاميات بمصر، واللواتي يعانين من استمرار الاعتقال والتهديدات الإلكترونية والتمييز في الأجور والتحرش الجنسي والفصل التعسفي في ظل بيئة عمل سلبية، بجانب عدم محاسبة المتورطين في قتل الصحافية حبيبة أحمد عبد العزيز(جلف نيوز الإماراتية) أثناء تغطيتها مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2014، وعدم إجراء تحقيق عادل في مقتل الصحافية ميادة أشرف (جريدة الدستور) في 28 مارس/آذار 2014 أثناء تغطيتها لمظاهرات سياسية، وهو ما نجدد إزاءه مطالبنا بإقرار الإنصاف وبدء العدالة الانتقالية، وتصفير السجون، خاصة من النساء وفي مقدمهن الصحافيات المصريات وعددهن 5 صحافيات".
ودعا المرصد مجدداً من يهمه أمر الدولة المصرية، إلى قراءة الواقع الإقليمي بنظرة صحيحة تعلي من الأمن القومي المصري العربي المشترك، وفتح مساحات تضامن أكبر مع الشعب الفلسطيني يقودها المجتمع المدني وفي القلب منه نقابة الصحافيين لتناسب العدوان المتصاعد، وذلك لن يحدث إلا بإجراء مصالحة سياسية داخلية مع الشعب المصري بكافة فئاته، تقوم على الإنصاف الحقوقي الشامل والعدالة الانتقالية الجادة، للاستعداد لما هو قادم في المنطقة وهو جد خطير، وفي هذا الإطار ندين عرقلة تسيير قافلة ضمير العالم التي أعلن عنها نقيب الصحافيين المصريين في وقت سابق.
التقرير جاء بالتزامن أيضًا مع انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مع 3 مرشحين، بينما تمت عرقلة ترشح النائب السابق والصحافي أحمد طنطاوي وإحالته وحملته للقضاء بتهمة تزوير أوراق رسمية، كما تم رصد بعض الانتهاكات الأخرى المتعلقة بهذه الانتخابات، حسب المرصد.
وأكد المرصد أنه بنهاية الشهر المنصرم ظل عدد الصحافيين والصحافيات خلف القضبان، لا يبرح مكانه، حيث لا يزال هناك 45 صحافيا وصحافية، بينهم 12 من أعضاء نقابة الصحافيين، و5 صحافيات هن: منال عجرمة، وصفاء الكوربيجي، وهالة فهمي، وعلياء عواد، ودنيا سمير فتحي، بجانب رانيا العسال المحبوسة في سجون السعودية.